قوى الأمن تحمي البلد “باللحم الحي”… ولواؤها لا يهاب الحملات

آية المصري
آية المصري

لا يخشى المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان الحملات المتواصلة ضده، فهي ليست موجهة اليه والى قوى الأمن وحسب، بل الى كل مواطن يريد بلداً آمناً خالياً من الارهابيين ومرتكبي الجرائم والعملاء. لا يخشى اللواء عثمان أحداً، اذ يعتبر أنه منذ العام 2004 وبعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يعيشover time ، ويبدو أن من أراد القضاء عليه في العام 2005 وشاءت الصدف أن لا ينجح في ذلك، يواصل مهمته حتى اليوم.

مهمات صعبة يقوم بها باللحم الحيّ عناصر قوى الأمن الداخلي لأن اللواء عثمان هو رجل المهمات الصعبة، الذي لا توقفه الأوضاع المعيشية المتردية ولا تؤثر عليه الأزمات الاقتصادية والاجتماعية العاصفة في البلد نتيجة إيمانه بلبنان وحفاظه على مصلحة المواطنين وأمنهم وإستقرارهم. فقد إستطاع توحيد الصفوف في الوقت الذي حُورب فيه على مختلف الصعد وووجه سياسياً في التعيينات والترقيات. جعل هذا السلك الأمني من بين الأقوى في لبنان نتيجة إيمانه بالقضية وثوابته التي لا تُباع ولا تُشترى على عكس الكثيرين في البلد. توقيف إرهابيين وخارجين عن القانون، تفكيك شبكات عملاء لإسرائيل، ضبط الأمن والحدود، التواجد في الادارات على الرغم من مشكلات النقل والغلاء المستشري اليومي للمحروقات، وضع قانون سير جديد للتنظيم والحفاظ على سلامة المواطنين، محاربة الفساد، ومكافحة الجريمة… كل هذه المهام استطاعت قوى الأمن القيام بها على أكمل وجه، مع العلم أن كل المحللين السياسيين توقعوا أن تزداد الجرائم ويتفلت الأمن في السنوات الأربع الأخيرة نتيجة سوء الأوضاع المعشية والاقتصادية، لكن اللواء عثمان استطاع بجهوده وكفاءته التغلب عليها.

مشكلات معيشية لا تُعد ولا تُحصى يتعايش معها عناصر قوى الأمن الداخلي مهما اختلفت الرتبة، مؤهل، معاون، رقيب، عريف، دركي كلهم يتحدّون الصعاب كافة ولا يتغيبون عن إداراتهم، على الرغم من إرتفاع كلفة النقل. غياب التغطية الصحية وزيادة التعرفة الاستشفائية، من بين المشكلات التي لا يمكن التخلص منها خصوصاً حين يكون راتبك الشهري لا يتعدى الأربعين دولاراً، وتحديداً حين تتلكأ دولتك عن القيام بواجباتها من جهة، وحين تميّز أسلاكاً عسكرية عن غيرها من جهة أخرى. فالجيش لديه مؤسسة عسكرية في ظهره تحميه والمستشفى العسكري الى جانبه يؤمن له ما يلزم، فضلاً عن الدعم والمبادرات الدولية التي يحصل عليها من دول عدّة وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية وقطر، علماً أن هذا الأمر مطلوب لأن الجيش هو من يحمينا ويحمي حدودنا، ولكن ألا يجب أن تعامل كل الأجهزة سواسية وبطريقة متساوية؟ فالأمن الداخلي لا يملك مستشفى يحمي عناصره من التعرفة الاستشفائية الخانقة في ظل رواتبهم الضئيلة. وعلى الرغم من كل هذه الأوضاع نجح اللواء عثمان في انشاء صندوق ضمن آلية قوى الأمن الداخلي ليدفع التغطية الطبية للعناصر، وهذه المهمة ليست سهلة ولا يمكن الاستخفاف بها. والى جانب مشكلة الطبابة طبعاً لا يمكن تناسي مشكلة إنقطاع الأدوية العادية منها والمزمنة أو بيعها بسعر السوق السوداء، ومن هنا بدأت الحاجة الى تأمينها عبر جميعات أو مبادرات فردية أو مؤسساتية معينة، ما حدا باللواء عثمان بفضل علاقاته وجهده الكبير الى التمكن من الحصول على الأدوية المزمنة للمحتاجين في هذا السلك بصورة دورية ومتواصلة. وعلى الرغم من كل هذه المبادرات الساعية الى تحسين الأوضاع الصحية والطبية للعناصر، الا أنها تبقى بحاجة الى دعم أكثر ولا سيما في ظل تلكؤ الدولة عن القيام بدورها الرئيس.

ولا يمكننا تجاهل أن الكثيرين من عناصر هذا السلك لديهم عائلات ويعيلون ذويهم، اضافة الى أعباء المصاريف المدرسية لأولادهم في ظل إرتفاع الأقساط ودفع القسم الأكبر منها بالفريش دولار. والأسوأ أن المنح المدرسية لا تزال تحتسب كما في السابق وهي ضئيلة جداً. ومع كل ذلك، تقوم هذه المؤسسة الأمنية بعمل بطولي في ظل مشكلة الآليات التي تحتاج الى صيانة دورية في وقت البديل عنها ليس متوافراً.

مصادر أمنية: نكافح للحفاظ على الوطن

وأكدت مصادر أمنية في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “مشكلات قوى الأمن من الصعب التخلص منها، فنحن نعمل باللحم الحيّ ولا يمكننا التخلي عن مسؤولياتنا وعن واجبنا الوطني والأخلاقي والانسانيّ”. وقالت: “صحيح أن الصعوبات التي تواجهنا كثيرة وواقعنا مرير لكننا نكافح من أجل الحفاظ على أمن المجتمع وواجبنا التخفيف من حدّة الأزمات ومكافحة أعمال الشغب التي تهدد أمن المواطن. لدينا مهمة عظيمة أخذناها على عاتقنا ألا وهي حماية أهلنا لحظة بلحظة على الرغم من كل الصعوبات والامكانات المحدودة”.

إنجازات قوى الأمن الداخلي ولا سيما شعبة المعلومات شهادة للواء عثمان

الذي يجهد كي تستمر هذه المؤسسة في تسجيل تقدم نوعي في كشف الشبكات الارهابية ومكافحة التجسّس والفساد، وكذلك بفضل جهود رئيس الشعبة العميد خالد حمود.

شارك المقال