نشر موقع “”يو أس أن إي” الأميركي قراءة لتداعيات غرق سفينة “خارك” (Kharg) التي تعدّ أكبر سفينة لوجيستية في أسطول البحرية الإيرانية عقب اشتعال النيران على متنها قبالة ساحل جاسك قرب خليج عمان، وتساءل حول فرملة طموحات طهران في ظل طرح تساؤلات حول فعالية البديل والتوقيت المطلوب لصناعة سفينة جديدة.
وبحسب المقال، “خلقت خسارة “خارك”، السفينة الوحيدة التي تعمل في تجديد الأسطول الإيراني، تحديات جديدة للبحرية الإيرانية التي تعاني من نقص في الموارد. هذا، خصوصاً وأن أسطول ناقلات النفط يشكل وحدة أساسية في تغذية الطموحات الإيرانية للعمل خارج منطقة الشرق الأوسط. لذلك، دخلت “خارك” سابقاً كجزء أساسي من المجموعة، على سبيل المثال عندما أبحرت السفن الحربية الإيرانية إلى البحر الأبيض المتوسط في العام 2011، كما سجّلت مشاركتها في العام 2014، مع إعلان إيران إرسالها السفن الحربية إلى المحيط الأطلسي. وبينما لم تسمح المجموعات السطحية الإيرانية بإيفاء طهران بوعدها بالعمل في خليج المكسيك، منحت “خارك” البحرية الإيرانية إمكانية القيام برحلات أطول بكثير.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية الجديدة التي نشرت الخميس، النيران وهي تلتهم بدن السفينة الغارقة التي تحمل الوقود، بعد أن اشتعلت فيها مساء الأول من حزيران. ولم يسجل سقوط قتلى، لكن الطاقم الذي كافح الحريق سجل إصابة 33 شخصاً وعدم التمكن من إنقاذ السفينة. في النهاية، وحدها مياه البحر تمكنت من ذلك. واحترقت “خارك” لساعات قبل أن تجنح ببطء إلى الميمنة وتغرق مؤخرة السفينة أولاً، وفقًا للصور التي حصل عليها موقع “يو أس أن أي” من شركة “مكسار” للتكنولوجيا الفضائية.
وعملت “خارك” أيضًا كسفينة تدريب حيث استضافت على متنها ما بين 300 إلى 400 طالب بحري. كما أبحرت في العام الماضي في المحيط الهندي وعلى متنها 300 طالب. وأفادت بعض التقارير أن 400 متدرب تواجدوا على متن السفينة في وقت وقوع الحادث، كان من المرتقب أن يشاركوا في تدريب مع البحرية الروسية.
وحادثة الغرق هذه هي الأحدث في سلسلة من الحوادث الخطيرة التي أثرت على سفن البحرية الإيرانية خلال السنوات الثلاث الماضية. ففي 28 كانون الثاني 2018، تعرضت الفرقاطة الخفيفة دمافند (IRIS Damavand (77) الرائدة في أسطول بحر قزوين الإيراني والتي تبلغ ثلاث سنوات بالكاد، لأضرار لا يمكن إصلاحها، بعد جنوحها على كاسر الأمواج في بندر أنزالي. وفي 10 أيار 2020، سجل مقتل 19 بحارًا إثر تعرض سفينة الدعم “كوناراك” (IRIS Konarak) لصاروخ مصدره فرقاطة خفيفة إيرانية بطريق الخطأ، قبل فقدانها بالكامل على الرغم من إمكانية تصليحها.
كما حصلت القوة البحرية الإيرانية التابعة للحرس الثوري الإسلامي على حصتها من الحوادث في تموز، حيث غرقت سفينة كبيرة، مصممة لتشبه حاملة البحرية الأميركية من فئة نيميتز (Nimitz)، أثناء سحبها إلى القاعدة. وشكّل حطامها خطراً على الملاحة مع انجرافه مع المد والجزر خارج قاعدة بندر عباس البحرية، ما أدى إلى إغلاق المدخل تقريباً قبل التمكن من استعادة ما تبقى من الحاملة إلى الميناء.
وقد بنيت سفينة “خارك” في المملكة المتحدة قبل تسليمها إلى إيران في العام 1984 بزنة 33544 طنًا وطول 679 قدمًا، أي ما يعادل حجم سفينة حربية أميركية من طراز “سان أنطونيو”. وعرفت “خارك” لسنوات عديدة كأكبر سفينة في الأسطول الإيراني، قبل أن تتفوق عليها “مكران” مؤخرًا. وتلعب “مكران” التي أطلقت في تشرين الأول 2020، دور سفينة دعم غير عادية للبحرية الإيرانية وقد تحل محل “خارك” في مهام التدريب. ويبلغ طول ناقلة النفط المحمولة حوالي 755 قدمًا. وتؤدي “مكران” دوراً جديداً يجعلها تقريبًا نظير قاعدة البحرية الأميركية الاستكشافية. وجهزت لهذا الغرض بمهبط كبير للطائرات العمودية كما تستطيع نقل البضائع أو القوارب أو الغواصات.
وحملت “مكران” بعد عدة تدريبات، كما أفاد موقع “يو أس أن إي” هذا الأسبوع، سبع زوارق هجومية سريعة، وأرسلت إلى الساحل الشرقي لأفريقيا (…) وأعلن مسؤولون أميركيون أن وجهتها هي فنزويلا. ومع ذلك، يحتمل أن يكون غرق “خارك” قد أوقف نقل القوارب إلى فنزويلا. كما أفادت تقارير غير مؤكدة على مواقع التواصل الاجتماعي بتحويل مسار “مكران” لتحل مكان “خارك” في تمرين تدريبي مع البحرية الروسية.
وفي ظل صناعة بناء السفن المتواضعة في إيران، من غير المحتمل أن تتمكن من بناء بديل لـ”خارك” بسرعة كبيرة. وقد تضطر “مكران” للحلول مكانها في مهام تتعدى الدور التدريبي. وسيبقي المحللون على المدى القصير، أعينهم على “مكران” للتأكد من المضي في العمليات أو مبيعات الأسلحة إلى فنزويلا. كما ستبقى تحت المجهر على المدى الطويل، لتقييم قدرة الإيرانيين على استبدال “خارك” والتوقيت الذي سيتطلبه الأمر قبل أن تتمكن البحرية الإيرانية من التجول خارج منطقة الشرق الأوسط”.