مفاجآت لبنان والمونديال

لينا دوغان
لينا دوغان

تتلاحق المفاجآت في المونديال والتي بدأت مع خروج ألمانيا من المنافسة وخسارة البرازيل لتلحقها البرتغال، وكل هذه الخسارات لم تكن هينة على جمهور هذه المنتخبات الذي يراهن عليها تاريخياً. في المقابل شكل وصول المغرب الى نصف النهائي، النصف الآخر من مفاجآت كأس العالم لهذا العام وهو ما يراهن على فوزه الآن أفارقة وعرب ليضعوا أنفسهم في مرتبة المنتخبات التي يُحسب لها حساب.

لعل المفاجآت لا تقتصر على المونديال في قطر وحسب، فلبنان بلد المفاجآت أيضاً وما جرى في جلسة مجلس الوزراء التي دعا إليها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خير دليل على ذلك، لدرجة ذهاب الرئيس ميشال عون الى البطريرك بشارة بطرس الراعي ليشكو ميقاتي على ما فعله من ضرب للميثاقية. سبقه في اليوم نفسه وللسبب نفسه الى البطريرك الراعي النائب جبران باسيل ليعيد ما قاله عمه في موضوع ضرب الدستور والحقوق غير المصانة، ويضيف أن موضوع انعقاد جلسة لمجلس الوزراء لا يجب أن يمر بصورة عادية.

على ما يبدو، فإن جلسة مجلس الوزراء حرّكت النار تحت الرماد، ليس النار العونية التي هبت في كل الاتجاهات وحسب، بل أيضاً النار المسيحية – السنية والمسيحية – المسيحية ونار اتفاق مار مخايل، لتأتي مفاجآتنا مدوية أكثر من مفاجآت المونديال.

أصر ميقاتي على انعقاد الجلسة ورفع منسوب المواجهة مع باسيل الذي عوّل على مقاطعة وزرائه وملاقاة حليفه “حزب الله” لتعطيل نصابها، لكن حصل ما لم يكن في حسبانه اذ أمّن حليفه النصاب القانوني للجلسة وحضر أيضاً الوزير من حزبه الحليف “الطاشناق”، فاعتبرها باسيل طعنة وزارية من حليفه الأساس، معتبراً أن الشراكة عندما تنكسر تصبح عرجاء، واذا كان أحد يظن أنه يضغط علينا في الموضوع الرئاسي فهذا الأمر سيؤدي الى تصلب أكثر، مشكلتنا ليست مع ميقاتي بل مع مشغليه أي “حزب الله” وحركة “أمل”، مشكلتنا مع الصادقين الذين نكثوا بالاتفاق والوعد. أما بالنسبة الى الوزير الحليف من “الطاشناق” ففعل باسيل اللازم وقام الحزب بفصله من منصبه.

بعد كل ما جرى ولم يكن لصالحه ولعلمه الدفين بموقف حليفه واسم مرشحه لرئاسة الجمهورية، يتحرك باسيل ومعه عون باتجاه بكركي لينطلقا من خطوة عقد ميقاتي جلسة غير دستورية مروراً بأنه لا يمكن لهذا الوضع اللاميثاقي أن يستمر وصولاً الى تحريك الملف الرئاسي عبر الضغط على بكركي للعب دورها مسيحياً عبر فكرة الحوار، التي عاد وطرحها باسيل وسمع رداً من الراعي بأن الأطراف المسيحية لا تريد حواراً موسعاً، ليعود ويطرح فكرة الحوار الثنائي فيأتيه الرد من رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع: “الحوار بدو أهل حوار”.

لا يسعنا القول هنا سوى أن لا وجه للمقارنة بين مفاجآتنا ومفاجآت المونديال، فالأخيرة ولو غريبة مسلية وممتعة وحماسية وستنتهي مع انتهاء كأس العالم، أما نحن فلا سلوى ولا متعة ولا حماس والمشكلة الأكبر أنها لا تنتهي.

شارك المقال