“المؤتمر العالمي للموهبة والابداع” في السعودية: رحلة نحو المستقبل الجديد

علي السامرائي

تجمع عشرات الموهوبين شابات وشباب ينتمون الى أكثر من 30 دولة على طاولات مستديرة شهدت تتافساً حامياً في مجال الابتكار كانت ساحته “المؤتمر العالمي للموهبة والابداع” الذي نظمته “مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والابداع” في مدينة جدة السعودية على مدى أربعة أيام.

ومثلت رحلة نحو المستقبل الجديد 2022 التي دشنت أفكاراً ومشاريع عديدة للموهوبين فرصة مهمة لتأكيد الرغبة في التطور الى جانب كونها حدثاً مبهراً في اطار التنافس على الابداع وتقديم مشاريع تخدم فرص التنمية والازدهار سواء في السعودية أو منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي عموماً الذي يبدو بأمس الحاجة الى الاهتمام بواقع الابتكار ومواكبة التطورات في العالم.

وفاز فريق مكون من مجموعة شباب سعوديين بجلسة الآيدياثون الخامسة والتي كانت بعنوان “تحدي تكوين هوية المنصة والتسويق” من بينهم خالد الشنقيطي وهادي العجلان اللذان أكدا تطلعهما الدائم الى خوض غمار تجارب الابداع والابتكارات العلمية .

يقول خالد وزميله هادي: “جمعنا فريق واحد وتحدٍ كبير في الوصول الى تسويق منصة الموهبة العالمية.”

ومع أن هادي الحجلان كان قائد الفريق الفائز في احدى جلسات الابتكار الا أنه يرى أن جهود الفريق وتماسكه وتعاونه أسهمت في تحقيق الفوز لتصميم واجهة للمنصة بعد منافسات مع متنافسين هم الأفضل عالمياً.

وشهد المؤتمر على مدى أربعة أيام العديد من الجلسات منها جلسة استثنائية خاصة لكبرى الشركات العالمية أصحاب المصلحة وكيفية الافادة من المنصة في حل المشكلات التي قد تواجهها. الى جانب قيادة الابتكار من خلال منصة مواهب العالمية اضافة الى تحدي المصادر والتقنيات المتقدمة للمنصة وتحدي توسيم أثر المنصة.

وناقشت الجلسات تحديات الابتكار وأهميته في تكوين الرؤية المستقبلية للمنصة، فيما ركزت نخبة من موهوبي العالم على بحث أفكار نوعية في حوكمة المنصة بما يحقق استدامة وحيوية الأداء فيها.

وكان الابتكار والابداع سمتين رئيستين في ‫جلسات “المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع” التي تميزت بانسجام نفسي بين المشاركين، وتلاحم العقول الابداعية وتوجيهات المتحدثين.

يقول خالد الكناني مدير ادارة الاعلام في “مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والابداع”: “ان الهدف من المؤتمر العالمي للموهبة والابداع في نسخته الثانية يأتي امتداداً للمؤتمر الأول الذي عقد على هامش قمة الـ20 في العام 2020 وفي ذلك الوقت صدرت توصيات مهمة من بينها اقامة منصة عالمية تجمع الموهوبين من كل دول العالم لاستشراف المستقبل، والتصدي لأي تحديات عالمية والمشاركة فيها، وصناعة مستقبل جديد مشرق من خلال أفكار إبداعية يقدمها الموهوبون.”

ويضيف الكناني: “ان مؤسسة الملك عبد العزيز عملت هذا العام على تنظيم المؤتمر ووجهت الدعوات الى نخبة من الموهوبين من كل دول العالم وتم اختيار أكثر من 100 موهوب يمثلون 30 دولة وعلى مدار أربعة أيام ستعلن المنصة الافتراضية التي كانت احدى أهم التوصيات لقمة العشرين”.

ويشير الى أن “المنصة ستكون وسيلة مساندة لكل من يحتاج الى العون والمساعدة وإيجاد الحلول الابداعية والخلاقة والابتكارية من خلال موهوبي العالم الذين ستجمعهم هذه المنصة التي ستكون متاحة ومفتوحة للجميع وقابلة للتطوير في السنوات المقبلة حسب الاحتياج الدولي”، موضحاً أنه اكتشف عالمياً “أهمية الافادة من الموهوبين وأصحاب الأفكار النموذجية والمختلفة وكيفية جمعهم في فريق وذكاء جمعي يصنع الحلول الابتكارية غير المسبوقة للعالم ويسهم بصورة حقيقية في تحسين جودة الحياة على مستوى العالم.”

ويؤكد الكناني أن التوجه نحو الموهبة والابداع يعد ركناً من أركان رؤية 2030 التي كان من ثمارها تقدم المملكة العربية السعودية في الاستثمار في المواهب 8 مراتب ضمن دول قمة الـ20 وهذه قفزة نوعية تجعلها في مصاف الدول المتقدمة في مجال الاستثمار في المواهب.

ويفصح عن عدد من الخطوات المقبلة لتعزيز الابداع من بينها توقيع اتفاقية مع وزارة الثقافة السعودية لفتح آفاق جديدة للاستثمار تركز على الجانب العلمي ليتناول في الفترة المقبلة الجانب الابداعي الثقافي فضلاً عن العمل على الاستراتيجية الرابعة التي ستكون نوعية وتواكب هذا الابداع الذي تعيشه المملكة والذي نأمل أن نراه في كل الدول الشقيقة.

شارك المقال