معرض جدة للكتاب: نافذة تعزز مكانة السعودية على خارطة العالم الثقافية 

علي السامرائي

أجواء شغف القراءة والغوص في باطن الكتب والعناوين تطغى على معرض جدة للكتاب 2022 الذي تستمر فعالياته الزاخرة بكل جديد منذ الثامن من الشهر الحالي ولمدة عشرة أيام، تحت إشراف وزارة الثقافة وهيئة الأدب والنشر والترجمة.

وفي “جدة سوبر دوم” ثاني أكبر قبة بلا أعمدة في العالم، احتشدت نحـو 400 دار نشـر محليـة وعربيـة ودولية تمثل أكثر من 21 دولة بالاضافـة إلـى ما تقدمـه من برامج ثقافية شاملة؛ تضم عشرات الأنشـطة والفعاليات المتنوعــة؛ التــي تشمل المحاضـرات، وورش العمــل الثقافيــة، والنـدوات، وتشــارك فيها نخبــة من الخبـراء والمثقفيــن، إلــى جانـب الأمسيات الشعرية، وأنشطة الطفل التعليمية والتدريبية الجذابة.

ويعـد معرض جدة للكتاب نافـذة ثقافيـة تحرص المملكة العربية السعودية وضمن رؤيتها 2030 في مجال الثقافة على أن تجمـع صنّاع الأدب والنشر والترجمة من المؤسسـات والشـركات المحليـة والدوليـة مع القـراء والمهتميـن، وجعـل الثقافـة نمـط حيـاة، لتسـهم فـي النمـو الاقتصادي وتعـزز مكانـة المملكـة دولياً.

وشغلت دارة الملك عبد العزيز جانباً مهماً في معرض جدة كونها احدى أبرز الجهات الحكومية التي ترصد تاريخ وجغرافية المملكة العربية السعودية والدول العربية عموماً.

ووفقاً للعاملين في الدارة فانها تضم مركز تاريخ مكة المكرمة في مكة، ومركز تاريخ البحر الأحمر في مدينة جدة، ومركز تاريخ الطائف وجميعها مراكز علمية تابعة لدائرة تهتم بتاريخ المنطقة المتواجدة من ناحية التاريخ والجغرافيا والقضايا الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة .

وتهتم الدار بعرض الاصدارات ومتابعة الجوانب الثقافية والاجتماعية الى جانب تنظيم أنشطة وفعاليات علمية وثقافية وإقامة شراكات مع جهات أخرى، وتزويد الباحثين بالمعلومات والمواد العلمية سواء كانت كتباً أو مخطوطات وتوثيق المحتوى للباحثين ونشر المواد العلمية عن المؤسسة.

وشهد المعرض فعاليات وجلسات حوارية ونقاشية ثقافية من بينها ما قدمه الفنان المصري أحمد حلمي من محطات في حياته عبّر عنها بجملة “حلمي حلمك” التي تناولت محطات في مسيرته الفنية، كما قدم كتاب مقال “معروفون” في ندوة “ما لم تقله المقالة تجارب وشهادات عن أعمالهم الى جانب ورشة عمل العمق العربي في اللهجات السعودية”.

وفاض الأدب ببحوره فأضاء في معرض جدة بالعديد من الفعاليات منها ورشة عمل مع الدكتور سليمان الذبيب في حديث الكتاب عن الكتابات الثمودية وتاريخها؛ كما فتحت فصول من حياة الأديب العراقي محسن الرملي بين الكتابة والترجمة وهو روائي بلغتين وبجسد واحد جمع اللغتين العربية والاسبانية وجسدها بكتابات جميلة.

وتعمل وزارة الثقافة السعودية على دعـم الكتــاب وتشــجيع انتشــاره وتعزيــز أثــر القــراءة ودورهــا فــي زيــادة الوعــي واسـتدامة صناعـة النشـر وتمكيـن الناشـرين والتعـاون معهـم، اذ يعتبـر “معـرض جـدة” ثالـث المعـارض الدوليـة للكتـاب التـي تنعقد فـي المملكة هـذا العـام، ضمـن مبـادرة “معـارض الكتـاب” إحـدى المبـادرات الاسـتراتيجية لهيئـة الأدب والنشـر والترجمة.

وعلى مدار الوقت المحدد للمعرض والذي يقارب نحو 12 ساعة يزداد الاقبال على الشراء أو المطالعة أو حضور الجلسات الثقافية.

ويقول نواف ناصر مدير تطوير الأعمال في مؤسسة “تشكيل” وهي احدى الجهات الثقافية المميزة التي زاحمت العديد من المكتبات والمراكز العريقة: “ان دار تشكيل بعدما حصلت على جائزة التميز في النشر المحلي في المملكة العربية السعودية لعام 2021 وعام 2020 زاد حرصها على أن تكون في مشاركات نوعية وكتب تعتمد على مصادرها واهتمامها بالأخص في مجال الأدب العربي، الأدب القصة وأدب الرواية وأدب الشعر سواء النثر أو الموزون بحيث توسعت بعد ذلك الى عدد من المجالات الأخرى ومنها الترجمة”.

ويضيف: “الرسالة التي تحاول (تشكيل) ايصالها الى القارئ العربي والقارئ السعودي هي أننا نؤمن بالكلمة وبأن الأثر من ورائها سيصل الى القارئ وسيصل من القارئ الى الكاتب ويحدث أثر جيد”.

ويشير الى أن المملكة العربية السعودية لها رسالة ستصل إلى المجتمع العربي والدولي من خلال هذه المعارض بأن النهضة في مجال القراءة والمعرفة تمثل ثمرة جهود وزارة الثقافة ممثلة بهيئة الأدب والنشر التي طورت الواقع الثقافي وتسعى الى خلق نهضة لديه.

ويتحدث ناصر بارتياح عن حالة الانفتاح والتحولات التي تشهدها المملكة في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان والجهود المبذولة في اطار تحقيق رؤية 2030 المجال، وهو ما انعكس ايجاباً على واقع دور النشر التي تخوض غمار تنافس من أجل تحقيق النجاح في مجال الثقافة.

شارك المقال