بوتين يدير الحرب بنفسه واجتماعات في غرف سرية

حسناء بو حرفوش

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منخرط بصورة مباشرة في الحرب الأوكرانية بشكل لم يعهده أحد من قبل عنه، وفقاً لقراءة في موقع “ذا بيل” الالكتروني، أشارت الى أن “الكرملين أرسل إشارة على تورط بوتين بصورة مباشرة وغير معهودة في الحرب. وزار فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي المقر التنسيقي للقوات الروسية في أوكرانيا بينما تفقد وزير الدفاع سيرغي شويغو انتشار القوات في جنوب روسيا.

وسجلت هذه الأحداث غير المتوقعة، والتي لم يعلن عنها من قبل، على خلفية زيادة الضربات الصاروخية الروسية ضد أوكرانيا وتحذيرات الجنرالات الأوكرانيين من هجوم روسي وشيك على كييف. وأفادت وزارة الدفاع الروسية في 15 كانون الأول، بزيارة شويغو إلى (المواقع الأمامية للوحدات الروسية في منطقة العملية العسكرية الخاصة). وفي اليوم التالي، أعلن الكرملين أن بوتين زار المقر العسكري وأنه عمل هناك (طوال اليوم). بالاضافة إلى بوتين، حضر شويغو الاجتماعات، وقائد القوات الروسية في الخطوط الأمامية سيرجي سوروفكين ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف. ولكن أين تعقد هذه الاجتماعات؟

مقر الاجتماعات غير معروف

وفقاً للقراءة، لا يزال الموقع الدقيق لهذه المقار غير معروف. وأشار الصحافي ديمتري كوليزيف إلى حقيقة أن الغرف التي شوهد فيها بوتين تشبه تلك التي أجرى فيها سوروفكين مقابلات في الماضي. وزار بوتين المقر في اليوم الذي اشتهر بالضربات الصاروخية المكثفة على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. وتستهدف روسيا بصورة منهجية شبكة الكهرباء الأوكرانية بصواريخها، تاركة معظم البلاد بدون كهرباء أو تدفئة أو ماء. وقبل أيام قليلة من زيارة بوتين، قال فاليري زالوغني، القائد العام للجيش الأوكراني، لصحيفة (إيكونوميست) إنه يتوقع أن تشن روسيا هجوماً جديداً على كييف العام المقبل، إما عبر بيلاروسيا أو من الجنوب.

ولم يسافر بوتين إلى منطقة القتال منذ اندلاع الحرب، ولم تطأ قدمه الأراضي المحتلة. وكانت أقرب نقطة وصل إليها الرئيس من مواقع الحرب عندما زار معسكراً للتدريب في وسط روسيا. ولم تشر خطابات بوتين طوال هذا الوقت، إلى انسحاب القوات الروسية من خيرسون ولا إلى من منطقة خاركيف. ويرغب الكرملين في الوقت الحالي بتصوير بوتين كقائد كفء في زمن الحرب، كما كتب محللون في معهد الدراسات حول الحرب. سبب آخر محتمل لهذا العرض قد يكون محاولة لاعادة تأهيل سمعة وزارة الدفاع، التي واجهت انتقادات شديدة من مؤيدي الحرب بحيث عانت من سلسلة من الانتكاسات في ساحة المعركة.

لماذا يجب أن يهتم العالم؟

يؤمن الرئيس الروسي بما يعتبره (العدالة التاريخية) للحرب في أوكرانيا، لكنه لم يشارك في هذه الحرب بصورة مباشرة حتى الآن. واتخذت جميع القرارات الرئيسة في المجال العام من الجيش حصرياً. أما الآن، فيقوم بوتين نفسه بتوجيه الحرب. ولا يمكن في هذه المرحلة إلا التكهن بما إذا كانت هذه هي المرحلة الأولى من هجوم متجدد على كييف أو حيلة علاقات عامة أخرى لاسترضاء مؤيدي الحرب”.

شارك المقال