باسيل لا يريد شيئاً… ويريد كل شيء!

ليندا مشلب
ليندا مشلب

فيه حكومة؟ هذا السؤال الأول للقاصي والداني، للسياسيين كما للناس العاديين. ثلاث ساعات من النقاش و”السولَفات” استغرقها اجتماع البياضة الليلي الثلاثاء، حيث تم خلاله التركيز على المراجعة النهائية لتوزيع الحقائب مع الإبقاء على ٥% منها معلقاً للاتفاق النهائي، تعليق يرتبط بحقيبتين أو ثلاثث توصف بالـ”خفيفة” أما الحقائب الأساسية فقد تم الاتفاق مبدئياً عليها، خصوصاً “الطاقة” و”الداخلية” و”العدل”.

وعلم موقع “لبنان الكبير” أن الرئيس المكلف سعد الحريري لا يزال يصرّ على تسمية الوزيرين المسيحيين كون هذه الصلاحية منوطة به، لأنه المعني بحسب الدستور بتأليف الحكومة ولن يرضخ لأعراف جديدة تجرده من هذه الصلاحية. وبحسب مصدر سياسي رفيع مطلع بشكل وثيق على ملف التشكيل فإن “باسيل يفاوض على قاعدة: “أريد كل شيء ولا أعطي الثقة والحق على سعد الحريري” في الفشل والتأخير. أما الرئيس المكلف فيسير وفق معادلة: “لن أعطي باسيل ما يريده ولن أسمح أن يأخذ ولا يعطي وينذر العفة، ويقول في النهاية سعد ما بدو يشكّل”.

وكشف المصدر لـ”لبنان الكبير” أن “الحريري يطرح حالياً فكرة الحل الشامل الذي يتم فيه الاتفاق على كل شيء سلة واحدة، من ناحية توزيعة ومرجعية التسمية والثقة في مجلس النواب، أما أن يأخذ جبران باسيل كل الحقائب ولا يسير بالحل ولا يعطي الثقة، فهذا لن يحصل أبداً، وفق ثوابت الحريري، الذي يصرّ على الوقوف بوجه استدراجه من قبل باسيل لأي تسوية يطرح رئيس التيار الوطني الحر عقدها معه، في حنين باسيلي إلى زمن التسويات معه كضمانة للبقاء على نفوذ سياسي يسمح له أن يكون لاعباً أساسياً في المرحلة المقبلة، خصوصاً عند انتهاء ولاية رئيس الجمهورية”.

وعليه فإنه عملياً وفعلياً، لم يطرأ أي جديد على الملف الحكومي ومسارعة التيار لبث أجواء بأن القصة خلصت من طرف باسيل الذي يبدي كل إيجابية ومرونة بانتظار رد الحريري هو “ظلم للأخير” بحسب المصدر الذي كشف أن تسريبة مصادر الخليلين بوجه ما أراده التيار العوني “أتت لتنصف الحريري الذي لديه كل الحق بتحصين نفسه والذهاب إلى تشكيل حكومة لا باسيلية تعطيلية فيها ظاهرة كانت أم مقنعة. فسياسة: لاقيني تا لاقيك وتعا ولا تجي واخضر يابس لا تمشي هذه المرة مع الحريري الذي أصبح ملوّعاً من التجارب السابقة، فكيف الآن بهذه المرحلة المعقدة والمتفجرة يقول المصدر، الذي رد أيضاً على سؤال: كيف يقبل الحريري أن تشكل حكومته في البياضة؟ بالقول: هكذا تحصل المفاوضات عادة في النزاعات عبر الوسطاء حيث تخرج القواعد عن السكة استثنائياً من أجل إنتاج تسوية”.

ويضيف المصدر: “لقد ذهب الخليلان إلى الطريق الأقصر لأن الجميع أصبح يعلم أن جبران باسيل هو المكلف بالأصالة وليس بالوكالة في ملف التشكيل، فلماذا الاختباء وراء الإصبع”.

وسارع “بيت الوسط” عبر مصادره إلى وضع النقاط على الحروف في شأن اجتماعات البيّاضة، وقالت مصادره: “خلافاً للشائعات التي يبثها جبران باسيل وفريق رئيس الجمهورية من أن الحكومة تتشكل في البياضة فهذه محاولة ساذجة لتكريس أعراف من المستحيل أن يمشي بها الرئيس الحريري”، مضيفة أن “الرئيس الحريري لم يكلف أحداً بتأليف الحكومة والاجتماعات السياسية التي تحصل حالياً في البياضة أو غيرها لا تعدو عن كونها مشاورات سياسية بين عدة أطراف، ولكن المضحك المبكي فيها أن جبران باسيل يحاول أن يخترع دورا له بعدما بات معزولاً فنصّب نفسه رئيساً للجمهورية وبات يتصرف على هذا الأساس، ولسخرية القدر أنه مصدّق “هذه الكذبة”. وتابعت: “إن بثّ أجواء عن تذليل عقبات وحلّ عقد في عملية تأليف الحكومة هي إيحاءات غير صحيحة، ولا جديد تحت الشمس”.

وعليه فإن التأليف مكانك راوح بانتظار نتائج الاجتماع التالي المرتقب في البيّاضة لنقل أجوبة الحريري، الذي يتواصل بشكل دائم مع المعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير السابق علي حسن خليل ويناقش معه كل هذه التفاصيل، في الوقت الذي تتحدث فيه المعلومات عن خطوات سيقوم بها الرئيس الحريري.

وقد علم موقع “لبنان الكبير” أن اجتماعاً استثنائياً سيعقده السبت المجلس الشرعي الإسلامي، سيحضره رؤساء حكومات، ولم تستبعد أوساط في المجلس حضور الرئيس الحريري، لوضع المجتمعين في أجواء مفاوضات التأليف والعقد التي توضع في طريقه.

إذاً الحكومة ليست على قاب قوسين كما يعتقد البعض، كما أنها ليست معدومة الحظوظ، فكل الأوراق وضعت فوق الطاولة واللعب أصبح على المكشوف ضمن سقف زمني أعطي لهذا الكباش السياسي دون سواه، كون السيناريو التالي تم تأجيله حالياً بعدما استطاع “حزب الله” انتزاع وعد من باسيل بعدم الإقدام على الاستقالة وتأجيل نيته التقدم باقتراح قانون لدى مجلس النواب تقصير ولاية المجلس، بموازاة انتزاع الرئيس بري من الحريري وعد بعدم الإقدام على خطوة الاعتذار أو الانسحاب وإعطاء فرصة أخيرة للحل السياسي ولو كانت طريقه وعرة وشاقة! لكن بالموازاة ستبقى العين على الشارع لئلا يسبق السيف العذل فتطير مساعي الحلول ويطير معها البلد…

 

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً