انتخاب الرئيس… وأفق “مسدود مسدود يا ولدي”

هيام طوق
هيام طوق

جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الحادية عشرة ستلتئم الخميس، لكن كل المؤشرات تدل على أنها ستنتهي بالنتيجة نفسها كسابقاتها أي لا انتخاب لرئيس في ظل الاصطفاف والانقسام الحاد في البرلمان وتركيبته المتعددة، وتعطيل نصاب الدورة الثانية. وتتنافس في صندوق الاقتراع الأوراق البيض مع أصوات لصالح النائب ميشال معوض في ظل الحديث عن امكان أن يكون هناك مواقف مرتفعة السقف على خلفية قضائية وما يجري مع أهالي ضحايا المرفأ، مع العلم أن بعض الجهات الأمنية يتخوف من عودة الناس الى الشارع وحصول فوضى بسبب الأحوال المعيشية، وتأزم المشهد السياسي الذي تنعكس تداعياته سلباً على مختلف القطاعات والمؤسسات.

وفي وقت يتحدث الجميع عن الاجتماع الرباعي في باريس، فإنهم على قناعة أيضاً بأنه لن يقدم شيئاً في المسار الرئاسي. واذا كانت كل الأطراف تتحدث عن تواصل ومبادرات وخطط وتحركات في الداخل الا أن الكل يؤكد أن الحركة لا تزال بلا بركة، ولم تتمكن من خرق الجدار الرئاسي ولو بثقب صغير، ما يعني وفق أحد المتابعين أن انتخاب الرئيس، في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، سيرجأ الى سنة 2024 على الرغم من أن كثيرين يؤكدون أن البلد تتغير أحواله بين ليلة وضحاها، سلباً أو ايجاباً وفق التطورات مع التشديد على أنه لن يحتمل المزيد من الفراغ والشغور، وهو قاب قوسين من الانفجار الاجتماعي.

الصورة اليوم أصبحت واضحة، وكل الأفرقاء أفرغوا ما لديهم، وكشفوا أوراقهم الرئاسية، وهم لا يزالون مستمرين في معاركهم السياسية وتصفية الحسابات، لكنهم في الوقت عينه، باتوا يدركون أنه لا بد من ايجاد مخرج ما للاستحقاق الرئاسي في ظل الحديث عن أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لن يقفل الباب نهائياً على حراك أو مبادرة جديدة قد تؤدي الى انتخاب الرئيس، وربما سيكون له كلام خلال جلسة الخميس للحث على التوافق، والتخفيف عن كاهل البلد وأهله.

وأشار النائب قاسم هاشم الى أن “مجريات كل جلسة تفرض الكلام في اطارها، والرئيس بري يحث مع انتهاء كل جلسة على التوافق”، مؤكداً أن “لا جديد في الاستحقاق الرئاسي، لكن نحن في بلد المفاجآت، وكانت تحصل في السابق تحولات في ربع الساعة الأخير، لكن الى اليوم، لم يطرأ أي جديد يبنى عليه الا بعض الاتصالات بين القوى لطرح الأفكار، ولم تصل الى التفاهم على الخطوات التالية حتى ضمن الفريق الواحد”.

ولفت الى أن “الرئيس بري يكاد يكون الوحيد الذي حذر من تمادي الأمور واطالة أمد الشغور لأن البلد في وضع لا يحتمل تداعياته، وهو ينتظر بعض التطورات أو ما يساعد في إنضاج الأفكار ليبادر الى طرح ما لديه من رؤية حول كيفية الخروج من الشغور الرئاسي، لكن الى الآن ليست هناك أي أفكار جديدة، وهذا يتعلق بما لدى الآخرين من نوايا ليبنى على الشيء مقتضاه ازاء أي فكرة يطرحها”، معتبراً أن “الكرة اليوم في ملعب الذين ساهموا بشكل أو بآخر في إطالة الشغور. قد يطرح الحوار أو النقاش أو التواصل أو التشاور ليس المهم التسمية انما المهم الوصول الى نتيجة. في كل الأحوال، نحن في بلد محكومون بالتوافق لمناقشة الملفات والأزمات. الى الآن لم يتبدل المشهد باتجاه الايجابية انما هناك ابداء لبعض النوايا التي لم تصل الى الترجمة الفعلية”.

وقال هاشم: “ما وصلنا اليه في الاستحقاق الرئاسي، كشف أنه لا يمكن لأي فريق ايصال مرشحه من دون توافق بين المكونات الأخرى، وهذا ما يجب أن يبنى عليه في الذهاب الى المساحة المشتركة والتفاهم حول مواصفات توافقية”.

أما النائب فادي كرم فرأى أن “المعركة بين فريق يريد إنقاذ لبنان وانتخاب الرئيس بأسرع وقت، وفريق يريد أن يبقى لبنان رهينة في يده لاستمرار مشروعه، وهناك من يدعمه بهدف البقاء في السلطة والحفاظ على نفوذه في الدولة. اذاً، المعركة هنا وليست في البحث عن حل مع فريق لا يعني لبنان له شيئاً”، مشدداً على أن “المهم، أن يحقق من يمثل الطرف السيادي توازناً مع فريق المحور الايراني لأنه بمجرد حصول هذا التوازن بين الفريقين يصبح هناك امكان لفتح المجال أمام الحلول”.

شارك المقال