أسبوع رئاسي حاسم!

عاصم عبد الرحمن

اعتاد اللبنانيون فراغاً رئاسياً عقب انتهاء كل ولاية رئاسية، إلا أن ما يجعل هذا الشغور أكثر خطورة أنه قائم على حافة انهيار شامل غير مسبوق، وهو ما يدفع بعض مَنْ تبقَّى من غيارى على لبنان إلى رفع الصوت بهدف البحث عن بصيص أمل في النفق الذي يضيع فيه اللبنانيون، وعليه هناك تحركات داخلية وأخرى خارجية على الصعيد الرئاسي، فهل اقترب الحل السياسي أم أن كل ما يجري ما هو إلا جعجعة بلا طحين؟

ينطوي الأسبوع المقبل على محطات عديدة تصب في مجرى الشغور الرئاسي أبرزها الاجتماع الخماسي الديبلوماسي المنتظر منذ أسابيع عدة وسيضم ممثلين عن كل من الولايات المتحدة، فرنسا، المملكة العربية السعودية، مصر وقطر يؤمل أن يحمل رسائل يُقرأ بين سطورها إن كان هناك في الكواليس الدولية والاقليمية ما هو قيد الاعداد للملف اللبناني الشائك، ولأن اللبنانيين يعيشون حالاً من الضياع واليأس فتارة يعوّلون على أي تحرك دولي أو إقليمي من شأنه أن يحرّك المياه الراكدة في جوف الواقع السياسي اللبناني المزمن، وتارة أخرى يغضون الطرف عن أي أمل قد يتراءى في سماء الأزمات الملبدة تشبثاً بالخيارات وتمسكاً بالمحاور تحت غطاء المصلحة الوطنية.

محطة أخرى يشهدها الأسبوع المقبل تتجلى في التكليف الذي أوكله رؤساء الطوائف المسيحية إلى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والذين تداعوا بصورة عاجلة للتباحث في خطورة التمادي في الشغور الرئاسي الذي يطيل أمده عناد السياسيين منهم الطامحين والطامعين والمصلحيين، وسيتحرك البطريرك الراعي باتجاه جمع النواب المسيحيين الـ 64 لوضعهم أمام مسؤوليتهم في الدرك الأسفل الذي وصل إليه الواقع الرئاسي في الجمهورية اللبنانية المنهكة.

محطة جنبلاطية أخرى يشهدها الأسبوع المقبل أيضاً وذلك في إطار التحرك الرئاسي الذي بدأه محاولاً إيجاد حل وسطي بين مرشحَيْ المحورين القائمين: سليمان فرنجية وميشال معوض، ويعتبر وليد جنبلاط الأكثر جرأة في طرح وترشيح شخصيات مارونية أبرزها والأقرب إليها على ما يبدو مستنداً إلى جملة معطيات خارجية وأخرى داخلية تميل باتجاه قائد الجيش العماد جوزيف عون، وهو سيتابع محاولاته فتح كوة في الجدار الرئاسي بمتابعة لقاءاته بالرئيس نبيه بري الذي لا يزال يتمسك بترشيح سليمان فرنجية وكذلك سيلتقي المرشح ميشال معوض.

وفي سياق رئاسي متصل يربط مصدر سياسي عبر “لبنان الكبير” بين زيارتَيْ السفير السعودي وليد بخاري وكتلة “الاعتدال الوطني” التي تضم نواباً من عكار والمنية – الضنية، إلى قائد الجيش وما تحملهما من دلالات سياسية – رئاسية قد تُظهر في الأيام المقبلة تطورات حاسمة على صعيد انتخابات رئاسة الجمهورية.

إذا كان الثنائي الشيعي قد أطلق عدَّاد الأصوات التي يمكن أن يجمعها مرشحه سليمان فرنجية انطلاقاً من الـ 65 صوتاً، في مقابل تزايد حركة سياسية – رئاسية على أكثر من جبهة داخلية وخارجية قوامها ترشيح جوزيف عون، فهل تقرر الدخول في جلسات انتخابية مفتوحة حتى يبلغ أحد المرشحين كرسي بعبدا أم أن هذه المحاولات السياسية ستتلاشى في مهب الرياح اللبنانية؟

شارك المقال