حوار خطير بين السفيرة الأميركية و”حزب الله”… المومنتم سقط والحل رحل!

ليندا مشلب
ليندا مشلب

“حزب الله” استدعى السفيرة الأميركية وقال لها: “لم نعد نريد الحرب، رتبي لنا جلسة مع اعدائنا، بدنا نخلص”.

أجابت: “with pleasure”.

“حزب الله”: “الاتفاق مشروط، لا أنتم ولا الاسرائيليون تعاودون البحث في موضوع السلاح”.

السفيرة الأميركية: “أي سلاح؟”.

“حزب الله”: “طالما سنرتب أمورنا مع إسرائيل سيصبح البلد بضمانتنا”.

السفيرة الأميركية: “هذا حقكم”.

“حزب الله”: “اذا حكمنا البلد فسنضطر الى استعمال سلاحنا في الداخل لضبط الأمن فيه”.

السفيرة الأميركية: “افعلوا ما ترونه مناسباً”.

“حزب الله”: “ارفعوا الحصار عن لبنان واسمحوا بتدفق الأموال اليه وساعدونا في تأمين الكهرباء”.

السفيرة الأميركية: “الاتفاقية جاهزة وستصلكم الموافقة غداً”.

“حزب الله”: “ارفعوا يدكم عن ملف النازحين ودعونا نعيدهم الى ديارهم”.

السفيرة الأميركية: “بيوتهم جنتهم”.

“حزب الله”: “ارفعوا عنا العقوبات”.

السفيرة الأميركية تجري اتصالاً سريعاً ثم تعود: “Done”.

هذا الحوار الافتراضي هو حلم الأميركيين وان حصل اليوم… غداً تنتهي كل أزمات لبنان، هكذا يقارب مصدر رفيع في الثنائي الشيعي الأهداف السياسية والاستراتيجية من الحرب الباردة عسكرياً والساخنة اقتصادياً وسياسياً التي تخاض ضد لبنان.

ويقول المصدر لموقع “لبنان الكبير”: “لا يختلف اثنان على أن المطلوب سلب (القوة) من لبنان لضمان كيان اسرائيل، وهذا عشم ابليس بالجنة. فمن كسر مشروع الشرق الأوسط الجديد وأجهض كل ما تم التخطيط له وترتيبه بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولم ينجر الى الفتنة السنية الشيعية، أثبت لهم أن تنفيذ مشاريعهم صعب جداً وأن الثبات هو السلاح الأمتن. ذهبنا الى ال٢٠١١ مع الرئيس سعد الحريري وبدأنا مرحلة استقرار ونهوض في الوقت الذي ضربت فيه الأزمة العالمية المالية اقتصادات دول كبرى في مقدمها أميركا، وعند الشعور بأن قوة لبنان تتعاظم أكثر فأكثر جرى الانتقال الى المخطط الداعشي لكسر ظهر المقاومة من خلال تفجير الساحة السورية وجعلها تدفع ثمن اسهامها في صمود المقاومة في حرب ال٢٠٠٦ وفتحها طرق الامداد للحزب واسناده من ترسانتها الخاصة، ثم أدخلوا الارهابيين الى عمق المجتمعات الشيعية وبدأت التفجيرات الانتحارية. هذا المشروع التكفيري أيضاً الذي كان سيقضي على لبنان والوجود المسيحي فيه أسقطناه من خلال قطع رأس الأفعى في وكرها، وكل هذا لمصلحة من؟ لمصلحة إسرائيل، وكل معاركنا اليوم هي ضمن صراع وجودي في ما بيننا، فالبلد المتنوع طائفياً لا يناسب الكيان العنصري(sectorial) “.

من هذه المقدمة ينطلق المصدر للدخول في التطورات الحالية، فيسأل هل بدأ العد العكسي لاجتراح الحلول على أرض ملتهبة؟ يجيب: “لا، يبدو أن فرح أخمدت نار شباط، وعلى عكس ما أنذرت به التطورات السريعة التي حصلت منذ أيام قضائياً ورئاسياً فإن (الصيت) كان لشهر شباط لكن الفعل رحل شهوراً. ولنبدأ بالعوامل التي أنذرت بتدهور الأمور. في قضية المرفأ والمحقق العدلي طارق البيطار: مجلس القضاء الأعلى لن يعقد جلسة له ولا وزير العدل سيتصدى لهذه المسألة، ولنفترض أنه انعقد ماذا ستكون النتيجة؟ لا أحد يتحمل تغيير القاضي البيطار في هذه المرحلة، ولا يستطيعون حتى كف يده لأن كف اليد له اَلية معينة تنص على أن يحوّل وزير العدل طلباً الى التفتيش القضائي الذي يحقق ويرفع تقريره ثم يحيله على المجلس التأديبي عندها يستطيع وزير العدل ايقافه عن العمل، لكن هذه الاَلية غير متوافرة حالياً ولا الوزير سيسير بها. الموضوع الاَخر: الفيلم الفرنسي ولدت أهدافه ميتة فهو لم يتمكن من التحريض على حزب الله ولم يجر الى مشكل، طالما المشكل يحتاج الى طرفين والطرف الثاني غير متوافر. فمذكرات التوقيف لم يؤجلها البيطار لأنه تراجع عن مشروعه الفتنوي انما لعلمه أنها ستعتبر صادرة عن (مغتصب سلطة) وستبل وتشرب ماؤها لأن لا مفعول لها، فمذكرات التوقيف السابقة وكان لها نسبياً غطاء قانوني مع ملاحظتنا عليها وحصل ما حصل وأبطلت فكيف الاَن؟”.

نحن بالتأكيد في أجواء معقدة يعتبر المصدر “لكنها ليست كارثية كما يصورها البعض مع حفلة تضخيم وتخويف. أما اجتماع باريس (ما شي) ولن يتوصل الى أي قرار، فمن الخطأ والتبسيط التقدير أن الحل سيأتي عبر هذا الاجتماع لأن الحل سيتأخر والمومنتم التصعيدي الذي يحضر له منذ أوائل العام ليس سوى ورقة ضغط لن تؤتي نتائجها”.

ويضيف المصدر: “أحياناً المؤسسات في بعض الدول تضع برنامجاً تعتقد أنه سيوصلها الى هدف وتصبح أسيرته، هذا لا يعني أن البرنامج سينجح على العكس، يسبب لها ارباكاً وانفعالاً وحيرة هل تكمل أم تتراجع؟”.

وحول توقع حدوث توترات في الشارع تمهيداً لوصول قائد الجيش الى سدة الرئاسة، يقول المصدر: “الشارع لا يوصل القائد وهذا السيناريو أصبح مكشوفاً، وأصلاً قائد الجيش أذكى من أن يقتل الفرص بمخطط توترات في الشارع… الا اذا كان البعض يفكر في انقلاب وهذا لن يحدث. واذا عدنا الى سيناريوهات قطع الطرقات فهذا أمر اَخر يترتب عليه اتخاذ ترتيبات معينة مع الجيش ليحسم الأمور، أما نحن فلن نستدرج الى أي تصادم أو مشكل وهذا قرار متخذ على مستوى القيادات العليا. فالمؤسسة العسكرية لا يمكن أن تكون شريكاً في مشروع الخربطة أو التخلي عن مهمتها في حماية الانتظام العام لايصال مرشح، هذه كلها سيناريوهات خنفشارية لأن من كان يحضر لهذا المومنتم بدأ يصاب بالملل واليأس لعدم تجاوب الشارع، يعني بصريح العبارة (مش رح تبج) وكل هذه الأزمات التي تستهدفنا لتركيعنا، وأقول مرة جديدة لن ننجر على الرغم من أن الوضع مزعج جداً لكن لا خيار أمامنا سوى الثبات لأننا نتحمل. وليحسب كل فريق حساباته جيداً، واستنساب القيمين على هذا البرنامج التزخيمي بإشعال ملف انفجار المرفأ عبر مخالفة الأصول القانونية، أحبط والتصويب مجدداً على حزب الله لم يجر الى مواجهة لكن ربما يكون هدف شطر البلد طائفياً، مسيحياً اسلامياً من خلال شطر القضاء، نجح نوعاً ما، على مستوى الوجدان الشعبي وهذا له حسناته بحيث أن المسلمين ظهروا متراصين بمن فيهم الدروز”.

ويتابع المصدر: “الرئاسة ستعلق الى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً، والحراك الفرنسي يزيد الأمور تعقيداً ونحن للأسف (مصراننا معلق من زمان وجاي) ومن يقول غير ذلك يكذب، وهناك قوى فاعلة في لبنان تفرض أجندات خارجية تواجهنا، وما نقوم به هو حفظ حالتنا ليس من أجلنا انما من أجل المصلحة الوطنية لأن رأسنا مطلوب لترتاح اسرائيل، واذا قطع رأسنا فعلى لبنان السلام. الموضوع أصبح أكبر من نفط وغاز في البحر، وصراعنا مع اسرائيل لن ينتهي ومن اعتقد أنه انتهى مع الترسيم واهم. فلا استمرار لكيانهم قوياً عسكرياً وعقائدياً الا اذا بقينا نعاني من المشكلات الكبيرة. وقد بدأ التفكك الداخلي في مجتمعاتهم والفساد في الادارة وارتفاع نسب الهجرة، وكل هذا سيجعلهم يستشرسون أكثر وللأسف الحرب الأوكرانية خربطت الأمور عالمياً”.

اذاً، لا حلول قريبة والتشنجات والاحتقان والتوترات مزعجة لكن لن تؤدي الى حرب والكباش سيبقى سياسياً، ويعرج المصدر الرفيع في الثنائي على الملف الرئاسي ليقول: “لا يزال خيارنا الأول سليمان فرنجية ولا نضع فيتو على أحد حتى على قائد الجيش، لكن نريد فرنجية ولنتذكر في ال٢٠٠٥ من هو صاحب قرار ال١٥٥٩؟ هو ميشال عون، وماذا كان يراد من ورائه؟ سلاح حزب الله، بعدها جرى التفاهم معه ثم أصبح رئيساً للجمهورية وحامياً لسلاح المقاومة. في السياسة لا أسود على الدوام والتفاهمات دائماً متاحة، وعامل الوقت كفيل بتغير الظروف والأحوال. فلننس شباط وننظر الى آذار. كل شهر بشهره سنرى”.

شارك المقال