لماذا فشلت خطة “حزب الله” في الانتخاب بـ 65 نائباً؟

فاطمة حوحو
فاطمة حوحو

روّج “حزب الله” لخطة انتخاب مرشحه لرئاسة الجمهورية المجهول المعلوم، بـ 65 نائباً وهو ما نجح في تأمينه بإنتخاب إلياس بو صعب نائباً لرئيس مجلس النواب نبيه بري بعيد الانتخابات النيابية، لكن على ما يبدو فان حسابات الحقل لملء فراغ بعبدا لا تنطبق على حسابات البيدر عند المعارضة، اذ تبين له صعوبة تحقيق هذا السيناريو حتى لو كان بمقدوره جمع بعض الأصوات السنية الموالية وفريق الممانعة، إضافة الى الثنائي الشيعي.

تعيد مصادر سياسية الأسباب الى أن “الاعتراض على هذه الخطوة التصعيدية الالغائية، اعتبر ضرباً للميثاقية التي كان يتباكى عليها سابقاً الحزب وحليفه في الثنائي حركة أمل، والتي ظهرت بوضوح أيام حكم الرئيس اميل لحود واستقالة وزارئه والوزراء الشيعة من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، التي حاولوا تطويقها وإسقاطها بهذه الخطوة في الشارع وهم بهذا الأمر اليوم، يتحدون المسيحيين والمجتمع الدولي واللبنانيين لتنفيذ ما يريدونه وفرض الانقلابات، التي بدأت في القضاء عبر اجراءات المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات لاعاقة التحقيقات في جريمة انفجار مرفأ بيروت أو من خلال الذهاب الى انتخاب سليمان فرنجية بــ 65 صوتاً”.

وتستدرك المصادر هنا بالتوضيح “لقد أجروا بوانتاج وتبين أنهم أصيبوا بخيبة أمل ولم ينجحوا في استتباع نواب سنة، مما تسبب باختلال الحسابات، لأن هناك نواباً سنة أبدوا اعتراضهم على طريقة هذا الانتخاب وظهر أنهم ميالون الى انتخاب رئيس للجمهورية فوراً وتعديل الدستور بما يسمح لقائد الجيش جوزيف عون باعلان ترشيحه وبالتالي انتخابه من قبلهم، وهنا تراجع حزب الله خصوصاً أن الخلل قد يحدث بصوت أو صوتين، فعاد الى المربع الأول أي فرض مرشحه بالحوار وأطلق مسؤولوه تصريحات مختلفة على هذا الصعيد، ومنها تصريح عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق الذي قال انه لا يمكن اعادة فترة الــ 82 مرتين، أي الفترة المقصود فيها انتخاب بشير الجميل ومن بعده الرئيس امين الجميل، داعياً الى الحوار لأنه لا يمكن القبول بالاملاءات الأميركية والغربية في انتخاب الرئيس، فهذا الأمر موضوع داخلي وحله يجب أن يكون لبنانياً”.

وتعلق المصادر على ذلك بالقول: “جيد هذا الكلام وعظيم هذا التوجه، الا أنه لا بد من أن نعرف هل تخلى حزب الله عن الاملاءات الايرانية أو هل يتخلى عنها؟ طبعاً الحزب ليس في هذا الوارد على الاطلاق، والا فقد معنى وجوده، هو يريد الحوار للقبول بمرشحه وفرضه على الآخرين وتعطيل الديموقراطية مضموناً وشكلاً، والثقة به ليست متوافرة من اللبنانيين وممثليهم، اذ دأب على تحديهم باختيار مصالح المحور السوري – الايراني منذ زمن، جدد للرئيس اميل لحود ثلاث سنوات، واغتيل الرئيس رفيق الحريري على يد عناصره الحزبية المؤتمرة منه ومن حليفيه، هذا الاغتيال الذي شكل تهديداً واضحاً للسنة وللسلم الأهلي للبنانيين، وبعد ذلك كانت اشارة واضحة من ايران ومحورها الاقليمي عبر التحالف مع الرئيس الأميركي باراك اوباما وفرض (تسوية القوة) في انتخاب ميشال عون الذي أسقط الجمهورية ومؤسسات الدولة، والسؤال ألم يكن حزب الله في كل هذه الحالات يتحدى اللبنانيين الآخرين؟ ألم توصلهم خياراته اللاوطنية الى العيش في قعر الجحيم؟ ألم يتحدى آلام أهالي ضحايا ومتضرري انفجار المرفأ عندما عطل التحقيق في هذه الجريمة؟ فكيف يمكن الوثوق بخطوات حزب الله والبروباغندا التافهة عن الحوار؟”.

وتشير المصادر الى تقاطع مواقفه اليوم مع المواقف التي تتخذها فرنسا والمعبّر عنها بموقف رئيسها ايمانويل ماكرون الذي يبدي استعداده للتراجع والقبول بترشيح رئيس مقابل التنازل عن تحقيقات المرفأ، متسائلة “أليس هذا تهديداً من حزب الله؟ أليس هو الفريق الذي يلتزم باملاءات الخارج من أميركا والغرب ومن إيران؟”.

وتضيف: “بالطبع كل ما يناقش حول القبول بترشيح جوزيف عون والاجماع على قدرته على التزام برنامج ينقذ البلد، الا أن حزب الله يطلق النار عليه بالواسطة، لأسباب عديدة منها أنه لم ينفذ ارادته في قمع انتفاضة 17 تشرين 2019، وهو يهدده بعدم الوقوف معه واطلاق النار عليه ويبتزه بالاشارة الى عدم الموافقة على ترشيحه اذا لم يؤمن له حماية سلاحه وعدم القبول بأي ستاتيكو جديد لوضعيته، أي أن حزب الله يساوم فهو لا يريد أن تتغير الأوضاع الحالية لقبول التوافق على وجود جوزيف عون في السلطة، والواضح أن هجوم جبران باسيل على قائد الجيش هو في هذا الاطار، فالحزب أراد تطويعه والمبادلة به لست سنوات، لكن هل يقبل جوزيف عون بأن يكون تابعاً؟ بالطبع لن يكون قريباً منه بل تربطه به علاقات ندية ولذلك هو مرشح توافقي، اما سليمان فرنجية فسيكون ابناً مدللاً للنظام السوري المرتمي في حضن ايران ومرشح تحد غير مقبول في هذه الظروف ووفقاً لشروط حزب الله الآمر الناهي في قرارات صحبه”.

شارك المقال