حريق هائل يلتهم بسطات سوق الأحد في طرابلس… هل كان مفتعلًا؟

إسراء ديب
إسراء ديب

يرى الكثير من الطرابلسيين أنّ اندلاع الحريق الهائل في سوق الأحد صباح اليوم قد لا يكون بريئاً ولا حتّى بالصدفة أو ناتجاً عن خطأ ما. فهذا الحريق الذي التهم في ساعة واحدة مساحة كبيرة من بسطات السوق، أحدث أضراراً كبيرة في ممتلكات أصحابها الذين فوجئوا بهذا الحادث الذي ضرب مصدر رزقهم ومسّ بأمن هذه المساحة الجغرافية الجاذبة للكثير من المواطنين والنازحين من كلّ مكان خصوصاً من فقراء هذه المدينة. 

في الواقع، يعتمد الكثير من النّاس على هذه السوق التي تبيع منتجات وبضائع رخيصة للغاية مقارنة بالأسواق التجارية في المدينة وخارجها، فأيّ بضاعة نادرة أو غير موجودة في المحال العادية، يبحث عنها المواطن ليجدها مباشرة في سوق الأحد وبسعر مغرٍ، الأمر الذي زاد من حدّة غضب الزبائن بسبب هذا الحريق الذي يفاقم الوضع سوءاً، لا سيما وأنّ البائعين لن يجدوا من يعوّض عليهم خساراتهم ولن يتمكّنوا أساساً من القيام بذلك من مالهم الخاصّ. 

لا ينكر أحد أنّ هذه السوق تُواجه “تشبيحاً” واسعاً منذ أعوام، كما لا يغفل أحد عن السرقات والتعدّيات التي تحصل أحياناً فيها مع بعض الزبائن الذين قد يتعرّضون لسرقات بـ “خفّة يدّ”، لكن هذه التجاوزات لا توضح ما حدث صباحاً في السوق، ولا ترتبط بسبب اشتعال بعض البسطات التي لم يُحصَ حتّى اللحظة بدقّة عدد التي التهمتها النيران، فيما يُقدّر بعض من شهد على هذا الحريق أنّها وصلت إلى 7 بسطات. 

وعلى الرّغم من عدم حصولهم على مستحقّاتهم والتزامهم بالاضراب في طرابلس، تدخل فوج الاطفاء سريعاً لإخماد الحريق بالتعاون مع الدفاع المدني. من هنا يتساءل مواطنون عن سبب اندلاع الحريق وعمّا إذا كان مفتعلاً أم وقع صدفة، ويقول أحد المتابعين لـ “لبنان الكبير”: “إنّ الحريق بدأ مع اشتعال إحدى البسطات، لكن النيران كانت قد تمدّدت سريعاً وبصورة هائلة وغير متوقّعة، حتّى أنّ سحب الدخان الضخمة وصلت إلى القلمون وبدت واضحة في سماء المدينة بصورة كبيرة”. 

واذ يصف الحريق بأنه “مفتعل”، يؤكد “كخبير في هذا المجال، أنّ الطريق التي اشتعلت فيها النيران تابعة لسوق الخضار الجديد، والهدف من اندلاع الحريق يكمن في دفع الناس إلى الهروب من هذه السوق لافتتاح محال الخضار الجديدة التي كان قد تخاصمت عليها مافيات سياسية وتجارية شمالية لتقسيم الجبنة، أيّ أنّ الحريق قد يكون اندلع لاحتمالين، الأوّل قد يرتبط باختلاف التجار في ما بينهم والضغط عبر إحداث ضربة مخيفة وقريبة جداً من السوق، أمّا الاحتمال الثاني فيكمن في حثهم على تسيير سوق الخضار الذي لم ينشط بعد بل كان عرضة لسرقة محتوياته علناً بسبب عدم العمل فيه لأسباب إدارية وقانونية”.

هذه الرواية التي تحدث عنها المتابع لا تتوافق بتاتاً مع رواية آخرين شدّدوا على أنّ الحريق لم يكن مفتعلاً، بل ناتج عن التدفئة بالحطب الذي أحرق إحدى البسطات، ولكن لم يتمكّن أحد من السيطرة على الحريق، ما أدّى إلى انتشاره واحتراق أكثر من 6 بسطات تقريباً.

شارك المقال