هي معارك الحبّ… تختَم دائماً بالدم!

د. معتز عمر زريقة

يا عيد الحب، يا حبيبنا الأوفى والأصدق والأطهر!

حلمت فحققت، خططت فعمّرت، أسست فأنجزت، حكمت فعدلت، غبت فأحزنت وما أصعب الغياب.

نقف اليوم مسترجعين شريط سنواتٍ طويلةٍ من الكوارث والمصائب والأزمات، أحداثٌ نقفُ من هول صعوبتها ونقول: ماذا لو كان رفيق الحريري هنا؟

ليتك كنت هنا! كم مرّاً مرّ على هذا البلد بسبب غيابك؟

لقد سمح رحيلك للهاربين من شبابيك هذا البلد بالعودة إليه من بابه العريض، ليس هذا فقط! لقد جعل منهم حكّاماً يثرثرون بإنجازات عهدهم في بلدٍ كنت تحكمه بهيبة صمتك.

أمّا الخونة يا فقيد قلوبنا فقد فتحنا لهم أبواب الحرية، وجعلنا منهم حلفاء وأصحاب قرار، فغدروا وتآمروا ورموا سُمّاً في بئرٍ سقيناهم منه بحسن النوايا .

هل كنّا سنخسر شهداء ثورات ورقية مؤقتة؟ هل كنا سنقع ضحية ٦ دولارات حوّلت البلد من سويسرا الشرق الى دولة منكوبة بكل معاني الكلام؟ هل كنا سنتسابق على حلبة العملات، ونشهد انهيار عملتنا وانكسارها أمام العالم أجمعين؟ هل كنا سنخسر مرافق هذا البلد الحيوية وآلاف الضحايا في دوامة الصفقات؟ هل كنّا سنهرب في عرض بحر هائج نحو المجهول فيلفظنا البحر جثثاً متناثرةً هنا وهناك لأنّ أبسط مقومات الحياة انعدمت في وطننا؟

أكاد أجزم بأن الحياة كانت ستكون أجمل وأرحم وألطف على قلوبنا، وأنّ لون السماء كان سيبدو مختلفاً، وأنّ الطبيعة ما كانت لتغضب، وكان عيد الحبّ سيبقى عيد الحبّ وما كان ليتحوّل الى أبشع يومٍ في تاريخنا.

… ما أحقر السياسة التي تحكم على الزعماء العظامِ بالإنكفاء، وتفتح المجال لحديثي النعمة بلعب دور الزعيم المزيّف وتصنع منهم “زعماء الصدفة”، معتقدين أنهم قد يبنون أمجادهم على إرث الزعماء الأصليين.

لكن “ما خلصت الحكاية”… اليوم، نفتقد لمن قال يوماً “رغم كل الصعوبات ما زلت متفائلاً بمستقبل لبنان”. وبعد مرور هذه السنوات الـ ١٨ العجاف، لا يزال التفاؤل حاضراً بيننا، يدفعنا لنجدد العهد والوعد أننا سنرسم معاً خارطة مستقبلٍ واعد، وسنرمّم ما انكسر، وسنبني ما تدمّر، وسنجبر خاطر وطنٍ مكسور لغياب رفيق الحريري.

غداً يومٌ آخر، وعلى الله فليتوكّل المتوكلون.

كلمات البحث
شارك المقال