لو يعتذر

فؤاد حطيط
فؤاد حطيط

لو يعتذر الرئيس المكلف سعد الحريري. لو يسحب أي صلة له بهذا العهد. ماذا سيخسر أن اعتذر؟ هل سيكون اعتذاره خسارة؟ هل من حاجة لمبررات للاعتذار بعد كل ما حصل؟ هل من عذر بعد لعدم الاعتذار؟

لو يعتذر الرئيس الحريري… هذا عهد فقد كل لياقات السياسة والحكم. عهد خارج على الدستور. أوصلنا إلى جهنم وجلس على تلة بعبدا ينظر إلى الحريق مستمتعا بنشاز الطبال الجريصاتي. ما عدنا “الجمهورية اللبنانية”. صرنا “امبراطورية جنهم”. ديكتاتور عجوز يوزع الرعايا والرزق على أفراد عائلته. شركة عائلية صادرت وقطعت أوصال بلد وحرقت أحلام أبنائه فقط لتصادر كرسي السلطة، كأنها حق مقدس لها، وهي التي لم تعرف عزاً إلا حين نصرها فرسان “القمصان السود” حراس “الهيكل الجديد” المبني على أنقاض بلد.

لو يعتذر… ثمة من رفع راية التغيير فأوغل في التدمير في كل شيء. وعد بالإصلاح فغمرنا الخراب. حلف على الدستور فهتكه من ألفه إلى يائه، مستعيناً بخبرات مشهود لها في ولاءات مشبوهة وتوق متأصل في شورى السواد. وعد بأن يسلم لبنان أفضل مما تسلمه فقضى على كل شيء وبلذة غير طبيعية كرمال عيون الصهر.

لو يعتذر. هو الرابح حتى لو ظنوا أنه خسر.

ماذا يمكن أن يخسر أكثر؟ خسر الرفيق والوسام والرفاق. خانه الأخوة والحلفاء.

لو يعتذر. لو لا يكون رفيقاً بهم هذه المرة. لو ينسى مرة أنه “أم البلد” ويترك دية البلد برقبة القتلة. ثمة من يحيك سجادة نجس لهذا الوطن وهو مشغول بعباءة حرير تليق بلبنان.

لو يعتذر لأن اعتذاره انتصار للبنان وهزيمة لعهد أذل اللبنانيين وحولهم من شعب ينبض بالحياة إلى مجموعة من الطوابير في “امبراطورية جهنم”.

لو يعتذر كرمى لعيون أهله وناسه الذين وقفوا معه في السراء والضراء وعالحلوة والمرّة. كثيرون من “أصدقاء الفضة” حاولوا دق أسافين بينه وبين الأوفياء للإرث الحريري، لكن هذا الإرث كان صلباً وقادراً على عقد لواء الزعامة الشعبية له دون سواه، على الرغم من دمى يحركها فتى أرعن متلاعباً بمصير الوطن.

لو يعتذر. هذه سلطة خراب لن تصلح شيئاً بل ستخرب ما بقي صالحاً. قد كبا هذا الوطن مرات وكان ينهض بعزم رغم الجراح. فلنبدأ مسيرة النهوض مجدداً مع الناس وبينهم.

 

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً