“ميني” احتجاجات… والدولار “يا جبل ما يهزك ريح”

حسين زياد منصور

يواصل الدولار تحطيمه الأرقام القياسية، ليضرب حاجز الـ 80 ألف ليرة، مصطحباً معه أسعار المحروقات والمواد الغذائية، اذ اقتربت سعر صفيحتي البنزين والمازوت من المليون ونصف المليون ليرة، الى جانب أسعار الغاز والدواء وربطة الخبز، وحليب الأطفال وزيادة الأعباء المعيشية على المواطن، ولا سيما أن السوبرماركت ستبدأ من الأسبوع المقبل تسعير بضائعها بالدولار.

وفي ظل تردي الأوضاع المعيشية، وانخفاض القدرة الشرائية للبنانيين، تشهد معظم مؤسسات الدولة انهياراً شاملاً بعد سلسلة من الإضرابات حتى أصبح العمل مشلولاً داخلها، الى جانب عدم التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية.

ويترافق الارتفاع الهستيري للدولار مع إضراب نفذته المصارف منذ 10 أيام، رفضاً لاجراءات قضائية بحق عدد منها مع الضغط لإقرار قانون “الكابيتال كونترول” وحمايتها من دعاوى المودعين في الداخل والخارج، باستثناء بعض الأعمال الإدارية وتزويد ماكينات الصراف الآلي بالأوراق النقدية، لكن بعض التهديدات لوّح بتوقيف هذه الصرافات عن العمل، ما يؤدي الى عدم قبض الرواتب في نهاية الشهر. هذه العوامل مجتمعة دفعت ببعض الناس الى التحرك وتنفيذ احتجاجات في الشارع وسط تخوف من انفلات أمني في البلد، اذ ظهرت بعض مؤشرات الفوضى في عدد من المناطق اللبنانية وقطع العديد من الطرق.

الهجوم على المصارف

فقد شهدت بعض أحياء العاصمة بيروت تحركات أمام عدد من المصارف التجارية أبرزها في بدارو، فهاجمها عشرات المتظاهرين الغاضبين وحطموا واجهاتها وأضرموا النيران فيها وأحرقوا الاطارات أمامها، وألقوا عدداً من القنابل الحارقة الى أن تدخل الاطفاء لإخماد الحريق، ثم توجهوا الى منزل رئيس جمعية المصارف سليم صفير حيث أشعلوا النار عند مدخله، احتجاجاً على عدم تمكنهم من سحب مدخراتهم بعد تزايد فرض القيود على سحب الأموال.

هذه التحركاتت جاءت نتيجة دعوات جمعية صرخة المودعين. وأشار أحد المتظاهرين الى أن تحركهم سيبقى مستمراً حتى يستعيدوا أموالهم المسروقة والمحجوزة في المصارف منذ سنوات، مؤكدين أنها حقوقهم ولن يفرطوا بها، وأن التحركات المقبلة ستكون أعنف في ظل الانهيار المستمر لليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي.

ومهاجمة المصارف ليست أمراً جديداً، اذ شهدنا في الأشهر الماضية العديد من هذه العمليات، ومن بينها احتجاز مودعين رهائن داخل المصارف لتحصيل حقوقهم، ومنهم من نجح في ذلك.

وتجدر الاشارة الى أن البنوك فرضت قيوداً مشددة على عمليات السحب منذ العام 2019، ومنعت المودعين من الافادة من مدخراتهم خصوصاً تلك التي بالدولار.

تحركات المناطق

واعتراضاً على تردي الأوضاع المعيشية وانهيار الليرة المتسارع أمام الدولار، كان بعض المناطق على موعد مع تحركات مطلبية معترضة على الحالة الصعبة التي يعيشها اللبنانيون. ففي طرابلس ومنذ يومين قطع عدد من الشبان الطرقات مستخدمين السيارات والصهاريج وحاويات نفايات والحجارة والاطارات، وقامت مجموعات مسلحة بارغام المحال على الاغلاق احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية. والأمر نفسه حصل في البقاع والجنوب، اذ أغلق عدد من المحتجين الطرقات احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار، منتقدين السلطة لعدم القيام بأي خطوة من أجل لجمه.

توقيف صرافين

وعلى الرغم من القاء القبض على صرافين يعتبرون لاعبين أساسيين في ما يحصل الا أن انعكاسات هذه العملية لم تكن جيدة، بل ازداد الوضع تعقيداً وتفلتاً في السوق السوداء.

وفي ظل الشكوى الدائمة للمواطنين بسبب ارتفاع الأسعار الناتج عن الدولار المتفلت، يقول أحد التجار انهم يخشون انتشار الفوضى وخروج الأمور عن السيطرة، اذ أنهم متضررون أيضاً مما يجري، لعدم معرفتهم على أي أساس يسعرون البضاعة و”الخسارة واقعة واقعة”.

شارك المقال