يوم التأسيس السعودي… إرث من العزة والفخر والريادة

حسين زياد منصور

ثلاثة قرون من العزة والفخر… ها هي المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً، تحتفل بيوم التأسيس السعودي 2023 تحت شعار “يوم بدينا”، والذي يعتبر من أهم الأيام الوطنية للمملكة التي تُعد اليوم من الدول التي تتمتع بمكانة متفردة، واستطاعت في وقت قصير أن تكون لها الريادة في العديد من المجالات. وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قد أصدر أمراً ملكياً يعتبر فيه 22 شباط من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم يوم التأسيس، وفيه تكرّم أرواح الأبطال والدماء التي نزفت للوصول الى ما للمملكة من مكانة وتطور وحضارة.

مراحل التأسيس

في هذا اليوم عام 1744م، قدم الامام محمد بن سعود الكثير من الجهود والتضحيات في سبيل العمل على تأسيس الدولة، ففي ظل حالة عدم الاستقرار في كل المناطق والقرى في شبه الجزيرة العربية، والصراع الدائر الدامي والشرس بين شيوخها وحتى بين أبناء العموم في الامارة الواحدة، كان خطر الاستعمار والاحتلال موجوداً دائماً.

الامام محمد بن سعود كان يطمح الى إنشاء دولة موحدة وآمنة، فراسل الأمراء والشيوخ لينضووا تحت إمارته الدرعية التي كانت قد شهدت تطوراً حضارياً وفكرياً وتقدماً في المستوى التجاري. ولسيرته وسمعته الطيبة وشخصيته المتدينة، استجاب له عدد من “مشيخات” نجد، فتأسست الدولة وتوسعت، وواصل تحقيق حلمه، وأسس جيشاً للدفاع وقوات أمن للحراسة، وسعى كي يعم العدل والرخاء، فاختار بعناية من يتولى شؤون الناس في الأسواق ومجالس الفصل في النزاعات وحراسة قوافل التجار، فعرفت الدولة التوحيد والأمان بعد فترة طويلة من التشتت والضياع، وهي الفترة التي عرفت بالدولة السعودية الأولى بين 1727م و1818م. وفي العام 1891 انتهت الفترة التي عرفت بالدولة السعودية الثانية التي أعلن عنها الامام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود.

اما الملك عبد العزيز آل سعود فأعلن قيام الدولة السعودية الثالثة بعد ضم منطقتي نجد والحجاز تحت اسم “المملكة العربية السعودية” والتي لا تزال حتى الوقت الحالي بهذا الاسم، وذلك في الثالث والعشرين من شهر أيلول عام 1932، وأطلق على هذا اليوم “اليوم الوطني السعودي”، فالملك عبد العزيز رحمه الله تمكن على الرغم من الصعوبات والأزمات والمراحل والتحديات من توحيد المملكة، وكان حريصاً على الحفاظ عليها وعدم سقوطها، والحفاظ على مبادئ الشريعة الاسلامية وتطبيقها، وازدهرت المملكة في عصره بصورة كبيرة.

شعار التأسيس

تعد عناصر الشعار ثابتة، الخيل والنخلة والصقر والسوق والعلم السعودي، ولكل منها معنى أو دلالة، فالخيل ارتبطت بالأصالة وجذورها في شبه الجزيرة، وكان أئمة الدولة السعودية يهتمون بها، والنخلة تعد جزءاً أساسياً من الهوية والثقافة السعودية، فثمارها شكلت غذاءً رئيساً ومصدر دخل، اما الصقور فهي معروفة ولها تاريخها في الجزيرة العربية، وخلال فترة الدولة السعودية الأولى كانت تهدى بين القادة والحكام، اما السوق فاشتهرت به الدولة السعودية الأولى بعد أن كانت التجارة مورداً أساسياً لأهلها، والعلم السعودي وجوده يعد رمزاً للوحدة والانتماء والوطنية.

لبنانيون في الذكرى

وفي اتصال مع موقع “لبنان الكبير”، اعتبر رئيس مجلس التنفيذيين اللبنانيين في السعودية ربيع الأمين أن هذا اليوم “هو مناسبة جميلة وعظيمة يحتفل بها الشعب السعودي الشقيق والمقيمون في المملكة العربية السعودية الذين يكتشفون تاريخ المملكة الكبير والقديم في لحظة تحول تاريخي تشهده، تحول اجتماعي واقتصادي كبير جداً يقوده الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فبين التاريخ والحاضر والمستقبل المرسوم بدقة عبر رؤية 2030، نحن كمقيمين فخورون وشهود على مواكبة هذا التحول ولا يسعنا سوى المباركة للقيادة والشعب السعودي الشقيق بهذا التحول”.

وقال: “ان شاء الله نحن والشعب السعودي كنا وسنبقى سوياً على الرغم من كل الشوائب التي مرت واستوعبتها السعودية، وكانت الأخ الأكبر للبنان وتجاوزت الكثير من المواقف التي لم تشرف الكثير من اللبنانيين”.

يبرز هذا اليوم العمق التاريخي والارث الحضاري والثقافي المتنوع للمملكة بعد كل ما وصلت اليه من رخاء واستقرار وتطور، وهذا يرجع إلى القيادة الرشيدة والشعب الواعي.

شارك المقال