زيلينسكي: سنفعل كل شيء لتحقيق النصر هذه السنة

لبنان الكبير

أكّدت أوكرانيا الجمعة بعد عام على بدء الغزو الروسي، أنها “ستفعل كل شيء لتحقيق النصر هذه السنة”، بينما تسلّمت الدبابات الغربية الأولى.

في موسكو، أعلن الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف الجمعة أيضا أن موسكو “ستنتصر” في أوكرانيا، مؤكداً أن بلاده على استعداد للمضي حتى حدود بولندا.وحدّد فولوديمير زيلينسكي هدف هزيمة موسكو “هذا العام”.وقال في مؤتمر صحافي في الذكرى الأولى للغزو الروسي “إذا وفى الشركاء بوعودهم واحترموا المهل، فإن انتصاراً محتماً ينتظرنا… أريد حقاً أن يحصل ذلك هذا العام”.

وأضاف “إذا أراد الجنرال (ورئيس الأركان الأميركي مارك) ميلي أن نصدّ العدو بسرعة أكبر، عليه الإسراع في تسليم الأسلحة”.

جاء ذلك فيما أعلن رئيس الحكومة البولندية ماتيوش مورافيتسكي الذي يزور كييف، وصول أول أربع دبابات قتالية من طراز “ليوبارد 2” إلى أوكرانيا، مضيفاً أنّ دبابات أخرى ستصل “في غضون أيام قليلة”.

وأشار إلى أنّ بولندا “مستعدة” لتدريب طيارين أوكرانيين على طائرات “اف 16” الأميركية، التي تطلب أوكرانيا الحصول عليها من دون جدوى منذ أشهر.

بدوره، أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف الجمعة أن بلاده تحضر هجوما مضادا. وكتب ريزنيكوف على فيسبوك “سنشن ضربات أقوى وأبعد، في الجو، وعلى الأرض، وفي البحر، وفي الفضاء الافتراضي. سيكون هناك هجوم مضاد. نعمل بجهد للتحضير له”.

وأشار إلى أنّ الغرب يعتبر أوكرانيا بمثابة “درع” ضدّ روسيا، في وقت يضاعف الأميركيون والأوروبيون شحنات الأسلحة، كما بدأوا بإرسال الدبابات والذخيرة البعيدة المدى لمساعدة كييف في التغلّب على النقص العددي بأسلحة أكثر دقة من تلك التي لدى الروس.

– الشقيق الأصغر يحارب –

في هذه الأثناء، جرى إحياء الذكرى الأولى للحرب في مواقع مختلفة وخصوصاً في بوتشا، التي شهدت مذبحة للمدنيين نُسبت إلى القوات الروسية.

غالينا غاموليتس البالغة 64 عاماً هي من سكّان ضاحية كييف هذه. وقالت “الشقيق الأصغر لزوجي (يشارك اليوم) في الحرب في باخموت… يقول إنها صعبة للغاية”، وذلك في إشارة إلى المدينة الواقعة في الشرق والتي تشهد معارك شرسة منذ الصيف.

في كراماتورسك الواقعة في الشرق، جرت مراسم دفن ميخايلو سيكيرين، وهو حارس وطني يبلغ 30 عاماً قُتل في المعارك. وقال القس بجانب القبر “مات من أجل استقلال وسيادة أوكرانيا … إنها أعظم تضحية يتطلّع إليها أي إنسان”.

في كل أنحاء العالم، برز التضامن مع أوكرانيا.

طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار حظي بغالبية واسعة الخميس بانسحاب “فوري” للقوات الروسية من أوكرانيا، ودعت إلى سلام “عادل ودائم” عشية الذكرى السنوية الأولى للغزو.

لكن من إجمالي 193 دولة عضوا في الأمم المتحدة، حصل القرار غير الملزم على تأييد 141 دولة مقابل اعتراض سبع دول (روسيا وبيلاروس وسوريا وكوريا الشمالية ومالي ونيكاراغوا وإريتريا)، فيما امتنعت 32 دولة عن التصويت من بينها الصين والهند.

وفي السياق، قال زيلينسكي إنّ “أوكرانيا تحتاج حقاً إلى اتخاذ خطوة للأمام للقاء (قادة) دول القارة الإفريقية”.

كذلك، أعلن قادة حلف شمال الأطلسي وفرنسا وألمانيا ومجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي، دعمهم لأوكرانيا.

وتعهّد قادة مجموعة السبع فرض “تكاليف باهظة” على الدول التي تساعد روسيا في الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة عليها.

وفي مقابلة أجرتها معه شبكة “إيه بي سي نيوز”، أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن مجدّداً أنّه “في الوقت الراهن” يرفض تلبية مطلب نظيره الأوكراني بتزويد كييف مقاتلات إف-16.

وفي باريس، أضيء برج إيفل مساء الخميس بلوني العلم الأوكراني. وفي لندن، يتم التزام دقيقة صمت بحضور نواب ودبلوماسيين قبل مسيرة إلى السفارة الروسية.

– حرب بالوكالة –

تُشدّد الدول الغربية العقوبات المفروضة على موسكو. وفي هذا الإطار، أعلنت واشنطن الجمعة بالتعاون مع حلفائها في مجموعة السبع، حزمة عقوبات واسعة على روسيا تستهدف شركات وأفراداً روساً في قطاعات المعادن والمناجم والمعدات العسكرية وأشباه الموصلات.

يأتي ذلك فيما أعاقت بولندا مجموعة جديدة من العقوبات الأوروبية، وفقاً لدبلوماسيين أوروبيين. فقد أعلن رئيس حكومتها ماتيوش مورافيتسكي من كييف أنّ الحزمة العاشرة من الإجراءات التي أعدها الاتحاد الأوروبي “ناعمة جداً، ضعيفة جداً”.

من جهتها، دعت بكين إلى إجراء محادثات سلام بين موسكو وكييف تستند إلى احترام وحدة الأراضي الأوكرانية والمطالب الأمنية الروسية، في معادلة تعتبر مستحيلة في الوقت الحالي.

وفيما قلّلت الدول الغربية من أهمية هذه المبادرة، اعتبر زيلينسكي أنه من “الضروري… العمل” مع بكين. كما أعلن أنّه يعتزم لقاء نظيره الصيني شي جينبينغ، الشريك الوثيق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

من جهتها، أعلنت روسيا أنها “تقدّر” جهود الصين، مشدّدة في الوقت نفسه على ضرورة الاعتراف بضمّ موسكو لأربع مناطق أوكرانية تطالب بها. وقالت وزارة الخارجية إنّ على كييف “الاعتراف بالحقائق الجديدة المتصلة بالأراضي”.

ورأى المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنّ الاقتراحات الصينية حول النزاع في أوكرانيا هي “مساهمة مهمة”.

بدوره، دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى “سلام عادل”.

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظيره التركي في اتصال آخر، ضرورة “زيادة الضغط والعزلة على روسيا” لجعلها “تتراجع” عن “عدوانها” على أوكرانيا.

دخلت القوات الروسية الأراضي الأوكرانية في الساعات الأولى من صباح 24 شباط/فبراير 2022، لتشعل أسوأ نزاع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وبعد عام من الغزو، تحولت مدن أوكرانية إلى أنقاض فيما صار جزء من البلاد تحت الاحتلال الروسي وسقط أكثر من 150 ألف قتيل أو جريح من الجانبين، وفقا لتقديرات غربية.

لكن الجيش الأوكراني أجبر القوات الروسية على التخلي عن غزو كييف في الربيع، ثم في الصيف والخريف دفعها إلى الشمال الشرقي والجنوب. ومنذ ذلك الحين، ساد استقرار على خط المواجهة، لكنّ الجانبين يستعدان لهجمات جديدة.

وبالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، تطالب روسيا بأربع مناطق أخرى في شرق أوكرانيا وجنوبها.

وكان فلاديمير بوتين هاجم الغربيين هذا الأسبوع واتهمهم بشن حرب بالوكالة من أجل “القضاء على” روسيا.

ورغم الصعوبات على الجبهة والخسائر والتعبئة العسكرية، قد لا تحدث ذكرى اندلاع الحرب ردود فعل سلبية كبيرة في روسيا، حيث يُقمع أي انتقاد للجيش ويُسجن معارضون أو ينفون.

وأعلن رئيس مجموعة فاغنر الروسية الجمعة أن قواته سيطرت على بلدة بيرخيفكا الأوكرانية في شمال باخموت.

أخيراً، حذّرت روسيا من أنها “سترد” على أي “استفزاز” عسكري أوكراني في منطقة ترانسنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا في مولدافيا حيث تنشر موسكو قوة عسكرية. غير أنّ الحكومة المولدافية بقيادة مؤيّدين للغرب، رفضت هذه الاتهامات.

شارك المقال