هل يُنتخب فرنجية بـ 11 صوتاً؟

عاصم عبد الرحمن

منذ دخول جلسات انتخاب رئيس الجمهورية ثلاجة انتظار التسوية والاتفاق، انطلق الرئيس نبيه بري في رحلة البحث عن تحقيق التوافق حول سليمان فرنجية وانتخابه بـ 65 صوتاً، ولكن ماذا عن تأمين الميثاقية المسيحية في ظل رفض الكتلتين الكبريين له؟

يقول سليمان فرنجية انه ليس مرشحاً ولكنه مطروح لرئاسة الجمهورية وهو مستعد للتحاور مع جميع الأحزاب والكتل النيابية من أجل التوافق على انتخابه رئيساً للجمهورية تحت سقف التمسك بالدستور واتفاق الطائف واستعادة العلاقات اللبنانية – العربية ووضع مشروع اقتصادي لبدء الخروج من الانهيار الحاصل وغير المسبوق في تاريخ البلاد.

تنقسم الآراء بين الفرقاء السياسيين حول حيثية ترشح فرنجية وانتخابه رئيساً للجمهورية بين مؤيد ومعارض، بين غير ممانع ورافض بشدة ولكل طرف أسبابه الموجبة.

يرى المؤيدون وغير الممانعين لانتخاب فرنجية أنه ليس امتداداً لعهد ميشال عون الذي أطبق على أخضر الجمهورية ويباسها، لا بل يشكل تقاطعاً بين مختلف الطوائف والمذاهب، وبإمكانه التحاور مع جميع المكونات اللبنانية بهدف إطلاق عجلة الحلول المطلوبة خصوصاً ما يتعلق بتحسن العلاقات الخارجية إذ يمتلك قنوات تواصل مع كثير من الدول العربية والخليجية على وجه الخصوص، وهو بحكم علاقته العضوية مع “حزب الله” ربما يستطيع الطلب إليه العودة من سوريا واليمن وغيرها إلى لبنان وإطلاق طاولة حوار حول الاستراتيجية الدفاعية، كما بإمكانه التواصل والاتفاق مع النظام السوري كذلك بحكم العلاقة التاريخية بينهما بهدف حل قضية النازحين وترسيم الحدود اللبنانية – السورية والكشف عن مصير المفقودين في سجونه.

أما المعارضون والرافضون بشدة لانتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية فهم يستندون إلى عدم امتلاكه الميثاقية المسيحية التي يفترض أن ينطلق منها أي مرشح رئاسي على وقع رفض كل من تكتل “لبنان القوي” وتكتل “الجمهورية القوية” له بالاضافة إلى كتلة “الكتائب اللبنانية” وهي الأحزاب والتيارات المسيحية الأكثر تمثيلاً، وفي هذا السياق اطلع “لبنان الكبير” على دراسة أجراها مركز الاحصاء والدراسات الاستراتيجية لأستاذ العلوم السياسية والخبير في الشؤون الانتخابية الدكتور إيليا إيليا حول الأصوات التي يمكن أن ينالها فرنجية لدى الطوائف والمذاهب المسيحية، وتبيَّن أنه سينال 11 صوتاً تتوزع وفقاً للآتي:

– 5 موارنة

– 3 أرثوذكس

– 2 كاثوليك

– 1 أرمني

كذلك يعتبر معارضو فرنجية أنه لا يمكنه طرح نفسه مرشحاً توافقياً على اعتبار أن الثنائي الشيعي يخوض معركته الرئاسية، وفي هذا السياق يقول وزير سابق في قوى 8 آذار لـ “لبنان الكبير” إن “حزب الله” أخطأ في ترشيح فرنجية منذ ست سنوات أي لحظة انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، ولو ترك الأمور تسلك طريقها الطبيعي ربما استطاع فرنجية أن يكون مرشحاً توافقياً وغير محسوب على الثنائي الشيعي، معتبراً أن أي مرشح لا ينال رضى الخليجيين وخصوصاً السعوديين، فلن تأتي الأموال والمساعدات وبالتالي نتجه إلى مزيد من التحلل والانهيار.

يتسلح سليمان فرنجية بميثاقية نصاب الـ 86 الدستوري وبالتالي عبوره مختلف الطوائف والمذاهب وإمكان حواره مع الجميع، ولكن في حال دخوله مع جوزيف عون جلسة انتخاب الرئيس فكيف ستتوزع الأصوات بينهما مسيحياً ووطنياً؟

للبحث صلة…

شارك المقال