ترشيح فرنجية… مرحلة الخيار الثالث؟

هيام طوق
هيام طوق

لا شك في أن اعلان الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، تبني ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، للمرة الأولى منذ سبعة أشهر أي منذ انطلاق المهلة القانونية للانتخابات الرئاسية، على الرغم من أن المعلومات كانت دائماً تتحدث عن دعم الحزب لفرنجية في الاستحقاق، وعلى الرغم من أن الرئيس نبيه بري سبقه في اعلان تبني “الثنائي الشيعي” لفرنجية، خطوة من شأنها أن تنقل الاستحقاق الى مرحلة جديدة بحيث أن المعركة الرئاسية تكون قد بدأت بصورة جدية. وبالتالي، بات متوقعاً أن يبادر الرئيس بري الى الدعوة لجلسة انتخابية قريبة يتنافس فيها مرشح فريق المعارضة أي النائب ميشال معوض، ومرشح الموالاة أي فرنجية، وسط تأكيد أن أياً من الفريقين لن يتمكن من ترجيح الكفة، لا نصاباً ولا اقتراعاً، لمرشحه خصوصاً اذا استمرت الاصطفافات على ما هي عليه اليوم.

وشدد نصر الله في كلامه الأخير على دعم ترشيح فرنجية، واعتبرت مصادر أن موقفه كما موقف الرئيس بري يظهر مدى تصميم “الثنائي” على خوض المعركة الرئاسية بالتحدي نفسه، أي محاولة فرض مرشحهما تحت طائلة تحميل مسؤولية الشغور والتعطيل والاستنزاف للفريق الآخر الى حين اخضاعه أو التجاوب لطروحاته. في حين رأت مصادر أخرى أن الاستحقاق دخل في مرحلة المراوحة بحيث سيحضر النواب الى البرلمان لتصويت كل فريق لمرشحه، من دون الوصول الى نتيجة وستتكرر الجلسات من دون التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية، وحينها سيقتنع الفريقان بانعدام حظوظ مرشحيهما، وبالتالي، ضرورة الانتقال الى مرحلة الخيار الثالث.

وفيما لم يعد ينقص المشهد سوى إعلان فرنجية ترشيح نفسه، لا بد من التساؤل: هل مع اعلان تبني ترشيح فرنجية علناً، اقتربنا من انتخاب الرئيس أو على العكس دخلنا في مرحلة جلسات الانتخاب العديدة وعلى فترة طويلة؟ وهل المراوحة المتوقعة وعدم قدرة أي فريق على ايصال مرشحه، ستقنع الفريقان بالتوافق على اسم ثالث؟

اعتبر النائب وضاح صادق في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “طرح الثنائي الشيعي لمرشحه المسيحي بهذا الشكل، وكأنه يقول أدّينا قسطنا للعلى، وبعد خمسة أشهر لم نتمكن من ايصال فرنجية الى سدة الرئاسة، وبالتالي، ترشيحه اليوم يعني الذهاب نحو خيار آخر. ثم ان الرئيس بري لا يمكن أن يقبل بترشيح الثنائي الشيعي، بلا مشاركة مسيحية، لرئيس مسيحي خصوصاً أنه يتحدث دوماً عن الميثاقية”، مشيراً الى أن “الثنائي الشيعي من خلال تبني ترشيح فرنجية، يكون طوى صفحته، وانتقل الى مرحلة التفاوض، والدليل ما قاله السيد نصر الله في خطابه الأخير: البلد يحتاج الى التهدئة والحوار والتواصل وإلّا يجب أن نتعايش مع الفراغ الرئاسي”.

واستبعد أن يدعو الرئيس بري الى جلسة انتخابية “لأن هناك احتمالاً أن يفوز مرشح المعارضة وطالما أن هذا الاحتمال وارد، فالرئيس بري لن يدعو الى جلسة”. كما استبعد دعوته الى جلسة قبل أن يكون هناك توافق على اسم، لافتاً الى أن “المعارضة قد تفاجئهم بالتصويت لشخص واحد.”

وسأل: “هل يمكن أن ينتخب الرئيس بري شخصية لا تحصل على غطاء أو تأييد مسيحي؟”، مؤكداً أن “التيار الوطني الحر لن يسير بفرنجية لأن ذلك يضره كثيراً في السياسة”.

ورأى أن “مجرد اعلان الثنائي مرشحه، يمكن القول ان الملف الرئاسي وضع على السكة الصحيحة. فك الارتباط بين الحزب والتيار، وتبني الطرف الآخر لمرشح، يعني أن القطار وضع على السكة، لكن هذا لا يعني أن انتخاب الرئيس سيكون في وقت قريب”.

أما النائب أسعد درغام فشدد على “ضرورة التلاقي والحوار مع الجميع. رأينا أن طبيعة تكوين المجلس، لا تسمح لأي طرف وحده بايصال شخصية الى سدة الرئاسة. أمام هذا الواقع، لا بد من الحوار والتوافق على شخصية مقبولة من غالبية الكتل النيابية لأن الرئيس بحد ذاته هو بداية الحل، اذ أن الحل هو ببرنامج اصلاحي، نطل من خلاله على الدول العربية والأجنبية لتعود الثقة بلبنان وفك عزلته”.

وقال: “كل فريق له الحق في ترشيح الشخص الذي يراه مناسباً، ونحن لم ندعم أحداً الى اليوم، لأن الغاية ليست زيادة عدد المرشحين انما نهدف الى تأمين وصول هذا المرشح الى سدة الرئاسة. لذلك كنا نصوّت بورقة بيضاء على أمل التوصل الى توافق مع الكتل النيابية لتأمين وصول المرشح. نحن من دعاة التباحث باسم تتفق عليه غالبية الفرقاء، وهذا من ضمن أولوياتنا في ظل هذه الظروف”.

وأشار الوزير السابق آلان حكيم الى “ضرورة أن تتحد المعارضة للتوصل الى حلول عملية في الملف الرئاسي، والاجماع على تطبيق الدستور ضد المستزلمين الى الخارج خصوصاً أن السنوات الست الماضية كانت مزرية لأن مرشح الحزب وصل الى سدة الرئاسة، فهل يجوز أن نكمل في السنوات الست المقبلة بالنهج نفسه؟”.

واعتبر أن “اعلان السيد نصر الله، تبني ترشيح فرنجية، عامل سلبي للأخير الذي يقدم نفسه على أنه قريب من الجميع، وأنه سيكون رئيساً لكل اللبنانيين، لكن بهذا الاعلان، أصبح مرشح حزب الله، وبالتالي، لا يمكن أن يكون وسطياً”، لافتاً الى أن “الوزير فرنجية يواجه صعوبتين: عدم التأييد المسيحي كما أن بكركي لا تحبذ أن يترشح أي شخص لرئاسة الجمهورية اذا لم يكن مدعوماً من طرف مسيحي اضافة الى أنه مرشح حزب الله”.

أضاف: “في حال أعلن فرنجية ترشحه، لا بد من أن يقدم نفسه على أنه منفتح على الآخرين وكرئيس انقاذي لتحويل سلبية تبنّيه من الحزب الى شيء من الايجابية، ويقنع اللبنانيين بأنه رئيس للجميع وليس لطرف واحد”.

شارك المقال