المقاربة الشيعية… إحراق فرنجية أم إحراج المعارضة؟

رواند بو ضرغم

هل تسرّع “الثنائي الشيعي” بالإعلان عن دعم رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية رئاسيا؟

لا يُقْدم رئيس مجلس النواب نبيه بري على أي دعسة ناقصة، وهو المعروف باستخراج أرانب الحلول. فبالحد الادنى، استطاع أن يحرّك الجمود الرئاسي وسرّع المشهد السياسي، فلحقه الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، ليصبح اللعب عالمكشوف، بانتظار أن يعلن الفريق المعارض لفرنجية مرشحه والتوجه بعدها الى تحديد جلسة الانتخاب.

لم يكن الموقف السعودي الرافض لفرنجية مستغرباً من قبل الثنائي الشيعي، فقد استشعره المعاون السياسي للرئيس بري، النائب علي حسن خليل، في لقاءين جمعاه مع السفير وليد بخاري. وكان واضحا أيضا الميل السعودي باتجاه قائد الجيش جوزاف عون في لقاء باريس، الذي اعتبر فرنجية مصنفا ضمن فريق “حزب الله” السياسي. الا أن مصادر الثنائي تضع الهجوم السياسي الداخلي على فرنجية في خانة الضخ الاعلامي وكجزء من المعركة السياسية، لكنها لن تستطيع أن تنزع الصفة التمثيلية عن فرنجية، استنادا الى لقاء بكركي عام 2016 الذي جمع الاقطاب الاربعة، وخلص الى أن كلا منهم يمثل الموارنة.

ويرى البعض أنه كان على الرئيس بري انتظار اكتمال “البوانتاج” وحصول فرنجية على الأكثرية المضمونة، ليصار بعدها الى حل أزمة التعطيل، ويعلن بعدها فرنجية ترشحه، فيدعمه الرئيس بري و”حزب الله”. الا أن الرئيس بري أراد حشر المعارضة للإفصاح عن مرشحيها، حيث أن الوقائع أثبتت أن لا قدرة لهم للاتفاق على مرشح يدعموه جميعا. فلا الرئيس بري يريد التحدي ولا خطوته أتت من خارج السياق الدستوري، إنما اقتصرت خطوته على اعلان مرشحه المعروف مسبقا ودعا المعارضين الى التفاوض ووضع الشروط والمطالب والاعلان عن مرشحهم، بهدف الاحتكام الى اللعبة الديموقراطية والنتائج النهائية.

حراك ديبلوماسي ناشط بدأه السفير بخاري من بكركي، والتقى مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على مواصفات رئيس الجمهورية. ووفق المعلومات كان الرفض لاسم فرنجية واضحا، على قاعدة رفض الاحتكام الى الشيعية السياسية وإطباقها على الاستحقاقات الدستورية.

كما التقى بخاري السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو وبحثا في المعادلة الفرنسية (فرنجية – نواف سلام) التي يرفضها السعودي في الجوهر. والى عين التينة انتقلت غريو للقاء الرئيس بري، وفي لقاء الساعة جرى بحث المستجدات الرئاسية.

وتقول مصادر موقع “لبنان الكبير” إن الموقف الفرنسي لا يزال متفهما ترشيح فرنجية، لا بل إن الفرنسيين ليسوا بعيدين عن الطرح، الا أنهم لا يستطيعون أن يحققوا خرقا في الموقف السعودي في ظل الجو المتشنج القائم.

وتقول مصادر الثنائي لموقع “لبنان الكبير”، إنه إذا كان المقصود من الساكن الصحيح في تغريدة السفير البخاري هو قائد الجيش جوزاف عون ليتبنّاه المعارضون ويعلنوه رسميا وليُسقطوا اسمه في صندوق الانتخاب. أما وإن كان خيار المعارضة لم ينضج بعد، فباتوا هم من يؤخرون الاستحقاق الرئاسي ويتحمّلون التعطيل. في حين أن خطة الفريق الداعم لفرنجية واضحة، وحساباته لم تتغير، بانتظار اكتمال المشهد وظروفه ليعلن فرنجية ترشحه على توقيته المناسب لحظوظه، وسيكون حتما هذا الترشح قبل تحديد موعد الجلسة. والى حينه نكون قد بدأنا لعبة عضّ الاصابع والبقاء لصاحب النفس الأطول والقابض على أوراق المقايضة أكثر… ليست مقايضة داخلية، إنما مقايضة داخلية إقليمية.

شارك المقال