المعلوف يستجدي “البرتقالي” بالهجوم على “الأزرق”

ديالا احمد
ديالا احمد

فتح عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب سيزار المعلوف، الحديث المبكر في الصالونات الزحلية عن السقوف الانتخابية المعتمدة في الاستحقاق المقبل وماهية التركيبة والتكتلات التي من شأنها وضع نواة لإطلاق المواقف الشعبوية. وذلك من خلال تمايزه عن باقي نواب “القوات” في موقفه تجاه الرئيس سعد الحريري ودفاعه المستميت والدائم عن رئيس الجمهورية ميشال عون بذريعة الحرص على موقع الرئاسة الأولى. ليساوي بالمسؤولية في تعطيل تشكيل الحكومة بين الحريري وبين رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل.

هذا التناقض والتمايز في مواقف المعلوف المتكررة منذ انتخابه رئيس مجلس النواب نبيه بري خلافاً للتكتل، أدخله في متاهات التأويل عن اقترابه من فك انضوائه تحت سقف تكتل القوات النيابي، وتقاربه من باسيل، فأطلق عليه زملاؤه لقب “النائب المشاغب”، فيما شبهه الزحليون بـ”حمّال الأوجه”، على اعتبار أن مواقف القوات السياسية لا تساوي بين “حزب الله” وحركة “أمل”، ولا بين التيارين “الوطني الحر” و”المستقبل” انطلاقاً من اعتبارهم أن المشروع السياسي في ماهية بناء الدولة لا يرتبط بالمحور السوري والإيراني.

هكذا وجد قواتيون زحليون في مواقف المعلوف دلالات عدة، الأولى يناور في تمايز مواقفه المعلنة عن موقعه السياسي، ليبقي قنوات التواصل مفتوحة مع باسيل، بعدما اقفلت أبواب تواصل “البرتقالي” مع المرشح الأقوى للمقعد الأرثوذكسي رئيس مجلس إدارة “شركة كهرباء زحلة” أسعد نكد والذي نال 4238.

فبعد أن وقع الطلاق بين نكد وباسيل، اثر محاولة انقضاض الأخير على “شركة كهرباء زحلة”، ارتفع منسوب تقارب نكد من القوات والمستقبل، ما أقلق المعلوف على موقعه، فأطلق مراراَ وتكراراً مواقف سياسية محرجة لكتلته مع الحلفاء السياسيين. فقرأها البعض بأنها سلفة للوطني الحر بغية تأمين تحالف بديل عن “القوات” بحال تخلت عنه، ما يضمن عودة “المشاغب” الى الندوة البرلمانية في المرحلة الجديدة.

وفي سياق متصل ينقل زوار المعلوف عنه انه مقتنع بأن القانون الانتخابي لن يتغير، وكذلك التحالفات والقوات لن تتحالف مع المستقبل في البقاع، بل ستخوض الانتخابات منفردة. “كما لدينا خيار التحالف مع المجتمع المدني وقوى الثورة، لذا لا نحتاج للمستقبل ولا لحاصله الانتخابي”.

فيما يرد قواتيون في مجالسهم الخاصة بأن مقاربة المعلوف مغلوطة، تصل الى حد استدراجه مقدماً للوطني الحر خدمة مجانية لأنه يقطع من الآن أي قنوات تحالف مع تيار المستقبل في البقاع، على اعتبار ان الانتخابات المقبلة قد لا تفوز فيها القوات بنائبين، وبالتالي لن تضحي بالمقعد الكاثوليكي ما يضمن خسارة المقعد الأورثوذكسي الذي يشغله المعلوف، في حال تحالف النائب ميشال ضاهر مع المستقبل ورئيسة الكتلة الشعبية مريام سكاف وأسعد نكد، ليسجل ذلك صفعة مزدوجة لحزب القوات. فحسب الإحصاءات الحالية التقريبية، أن التحالف مع “الأزرق” أنسب للقوات من خوض الانتخابات منفرداَ لان “المستقبل” لا يزال الأقوى شعبياً في الشارع السني وهو في البقاع الأوسط الأكثر تجييراً من حيث عدد الأصوات. ليصل الى ثلاثة حواصل في حال خاضها منفرداً، لذا تحالف القوات والمستقبل يصب في مصلحة القوات حكماً. كما حصل في انتخابات 2009 حين حصد ثلاثة مقاعد نيابية في زحلة، وقتها كان النظام أكثرياً، لذا أي تصعيد مبكر لا يصب في مصلحة القوات زحلياَ.

وفي المقلب الآخر يجزم قياديون في “المستقبل” أن التحالفات الانتخابية في المناطق لم تعد تسقط على القاعدة من القيادة كما في السابق، إنما أصبح لدى المنسقية رأي في الأسماء والاحزاب التي قد تتحالف مع التيار. وأي حديث عن تحالف القوات مع المستقبل لن يحصل طالما المعلوف من ضمنه. وقال قيادي: “لن نكرر تجربة الوطني الحر، وتحديداَ سليم عون الذي شرب من صحن المستقبل وبصق فيه، وكان سبباَ رئيسياً في تراجع تصويت الناخبين في القرى السنية”.

ويرى مراقبون أن المستفيد الأكبر من “تذاكي” المعلوف هو نكد الذي تزداد حظوظه الانتخابية.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً