تراجع المعارضة وارد… هل “الثنائي” مستعد؟

هيام طوق
هيام طوق

يخيّم على المشهد السياسي خصوصاً الرئاسي منه، السكون والجمود واللاحركة واللابركة، بانتظار ظهور مفاعيل الاتفاق السعودي – الايراني في الشهرين المقبلين مع العلم أن فريق المعارضة لم يتمكن حتى اللحظة من تأمين الأصوات اللازمة لمرشحه النائب ميشال معوض، كما لم ينجح فريق الموالاة في تعبيد الطريق أمام مرشحه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية الذي لم يعلن ترشحه الى اليوم على الرغم من تبني “الثنائي الشيعي” له، حتى أن كثيرين اعتبروا أن فرنجية ليس في موقف يُحسد عليه لأن عوائق الترشح تساوي عوائق الاستمرار، ولن يقدم على أي خطوة اذا لم تنضج الطبخة الرئاسية داخلياً وخارجياً.

إذاً، هناك مرشحان فعليان، معوض وفرنجية، في تعادل سلبي في السباق الرئاسي، لكن المعلومات تشير الى أن فريق المعارضة المتمسك حتى اللحظة بمرشحه، يجري اتصالات في الكواليس، بعيداً عن الاضواء للتوافق على اسم يمكن أن يحصل على عدد أكبر من الأصوات، بالتنسيق والتوافق مع معوض الذي قال منذ البداية انه “مرشح مشروع”، وحين يجري الاتفاق على اسم غيره سيتنحى من تلقاء نفسه. اما لناحية الموالاة، فإن كل المواقف تشير الى أن “الثنائي” متمسك بترشيح فرنجية على الرغم من الدعوات المتكررة الى الحوار والتفاوض، اذ قال الشيخ نعيم قاسم منذ أيام: “كلمتنا كلمة وموقفنا موقف وتأييدنا للوزير فرنجية لأنه جدير بالرئاسة، ونقطة على السطر”. وأشار الى “استحالة أن يكون طرح الحزب لاسم فرنجية من أجل أن نحرقه”.

وفيما يعتبر كل طرف أن مرشح الطرف الآخر هو مرشح تحدٍ، فإن رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، تخلى عن معوض بعد دعمه وتصويت تكتله له في الجلسات الانتخابية السابقة، معتبراً أن “المطلوب من بعض كبار القادة في لبنان أن يفهموا التغيرات في العالم والسير إلى الحد الأدنى من تسوية مقبولة، وعدم المراهنة على الفراغ الذي يعيد هاجس التقسيم. سليمان فرنجية قد يكون مرشح تحدّ، كما أن ميشال معوّض مرشح تحدٍّ، وآن الأوان أن نخرج إلى صيغة توافقية”، مع العلم أنه تحدث عن بعض الأسماء التي يعتبرها غير استفزازية لأي جهة، وملائمة للمرحلة المقبلة في ظل الانهيار الاقتصادي والمالي.

على أي حال، وفي ظل انسداد الأفق الرئاسي، هل انطلق فريق المعارضة في الخيار الآخر أو في الخطة “ب”، ومحاولة التوافق بين مختلف أطرافه على اسم خلال مرحلة الشهرين المقبلين لملاقاة نتائج الاتفاق السعودي – الايراني؟ وهل “الثنائي الشيعي” مستعد للتنازل عن مرشحه على قاعدة أن الطرف الآخر، اتجه نحو مرشح غير استفزازي، فيقوم بالمثل؟

أكد النائب نزيه متى أن “النقاش لم يتوقف بين الأطراف في الفريق المعارض حتى أن المرشح معوض المعني مباشرة بالموضوع، قال انه في حال التوافق على اسم يمكن أن يحصل على عدد أكبر من الأصوات، مستعد أن يقود حملته”، مشيراً الى “أننا نحاول اليوم درس كيفية تحسين الظروف إن كان لمعوض أو لغيره، والى اليوم، لا يزال معوض مرشحنا، لكن اذا وجد أي اسم يمكن أن يحصل على عدد أكبر من الأصوات، فستتحد حوله غالبية قوى المعارضة، وستصوّت له في الجلسة الانتخابية”.

وأوضح أن “الاتصالات قائمة مع الفرقاء الذين يعتبرون سياديين بالممارسة والأداء”، معتبراً أنه “لا يجوز تحديد وقت في السياسة، اذ أنه يمكن في لحظة أن تتغير المعطيات نحو الايجابية كما نحو السلبية، وحين انتخب الرئيس ميشال سليمان، كان يبدو الأفق مقفلاً، وتحلحلت الأمور بصورة مفاجئة. الى اليوم، لا يزال الملف الرئاسي معقداً، الا أن الحلحلة يمكن أن تحصل في لحظة ما ربما تكون قريبة أو بعيدة، لكن نأسف لأن انتخاب الرئيس أصبح مرتبطاً بالتطورات الاقليمية والدولية. في السياسة، كل شيء وارد، لكن الأهم أن تتحلحل الأمور كما يجب لأنها الفرصة الأخيرة امام انقاذ البلد”.

وقال متى: “بعض الفرقاء ربط الاستحقاق الرئاسي بالتطورات الاقليمية، لكن لا أحد يعلم متى يصل دورنا في قائمة الاهتمامات. في المبدأ، الرئيس نبيه بري قال انه لن يدعو الى جلسة انتخابية قبل ظهور البوادر الايجابية، ونحن نتواصل بصورة مستمرة مع كل طرف حريص على البلد، ويجب أن يستمر هذا التواصل مع الآخر كي نصل الى النتيجة التي نريدها. ونأمل خيراً من التواصل مع الفرقاء السياديين الذين ينظرون الى لبنان السيد، الحر، المستقل، لكن من يهدف الى تحقيق مصالحه الخاصة، ويربط الاستحقاقات بالصراعات الاقليمية، ومن يشرّع البلد أمام الصراعات الخارجية، فلا يمكن أن نتواصل معه”.

وشدد النائب علي خريس على أن “المرشح الذي طرحناه ليس بمرشح استفزازي على الاطلاق، وعندما طرحنا هذا الاسم كنا نأخذ في الاعتبار أن فرنجية لعله يكون الوحيد الذي يتحدث مع الجميع، ومن يسامح بدم والده، يعني أنه انسان قادر على التفاهم مع كل الأطراف على الساحة. ثم ان فرنجية على المستوى الخارجي والاقليمي، يكاد يكون الوحيد الذي يتواصل مع كل الدول. نحن طرحنا مرشحاً في حين هم يطالبون بالذهاب الى المجلس النيابي، وتكون اللعبة ديموقراطية. نحن نقول لدينا مرشحنا، وأنتم أعلنوا عن مرشحكم الثابت، ولنذهب الى المجلس النيابي، ولننتخب رئيساً للجمهورية”.

وذكر بأنه “عندما دعونا الى الحوار كان الهدف من الدعوة، التحاور والتفاهم، لكن المكونين المسيحيين الأساسيين رفضا الدعوة، اذ في الحوار هناك امكان للوصول الى مكان ما، لكن حين تم الرفض، أعلنا عن مرشحنا، وليعلنوا هم عن مرشحهم، ولنذهب الى المجلس اذ حين يعلنون عن مرشحهم، يدعو الرئيس نبيه بري الى جلسة انتخابية”، مؤكداً “نحن مع التوافق والحوار، لكن هل يشكل فرنجية استفزازاً لأحد؟ بل هو ممكن أن يكون مخرجاً للحل، ويقنعوننا بعكس ذلك”.

ولفت النائب وضاح الصادق الى أن “التواصل دائم بين نواب المعارضة حول مختلف الأمور وليس على الملف الرئاسي وحسب على الرغم من أنه الأهم. نحن في اجتماعات متتالية ومستمرة، والموضوع الأهم اليوم على طاولة البحث، النجاح في الوصول الى اسم أو سلة أسماء تكون تستوفي الشروط التي وضعناها”.

أضاف: “هناك عدد كبير من نواب المعارضة الذين اتحدوا حول اسم النائب معوض، وعدد من النواب كان لديهم تصورهم الخاص. اليوم نتفق مع معوض للوصول الى اسم مشترك بالمواصفات نفسها، لكن يمكن أن نتفاوض عليه مع الطرف الآخر لأن هناك واقعاً اليوم يتطلب أكثرية حضور وأكثرية اقتراع أو نستمر في اصرارنا وهم في اصرارهم، والبلد الى الانهيار. نحاول ايجاد الاسم الذي يمتلك كل ما نرغب فيه من مواصفات، من فكر سيادي الى رؤية اصلاحية الى الاصرار على تنفيذ اتفاق الطائف وعدم عرقلة تشكيل الحكومة وعدم التعطيل، وغير مستفز للطرف الآخر”.

شارك المقال