الطرابلسي جهاد ديب… أوّل وزير يُؤدّي اليمين على القرآن في أستراليا!

إسراء ديب
إسراء ديب

يُحرز المغترب اللبناني نجاحاً كبيراً في سبيل بلوغ طموحات عجز عن الوصول إليها في بلاده التي تتألّم وتئن من حجم الاهمال والمصاعب التي فتكت بمقوّماتها الرئيسة، فكان خيار الهجرة حلاً مطروحاً أمام كثير من أبناء هذا الوطن ومنهم الطرابلسيون الذين كانت لهم بصمة سياسية واستراتيجية دفعت بعضهم إلى الانخراط في العالم السياسي بدءاً من الخارج، خصوصاً في أستراليا التي تفتح عادة ذراعيها لكلّ الطاقات البشرية التي تُجدّد اقتصاد البلاد وتنوّعها.

ولم يزد خبر إعلان تعيين النّائب جهاد ديب وهو ابن مدينة طرابلس، وزيراً في حكومة ولاية نيو ساوث ويلز (وهي أكبر الولايات في أستراليا، بعد فوزه من جديد بمقعدٍ نيابيّ عن حزب العمال في بانكستاون – سيدني)، المدينة سوى فخراً واعتزازاً بإنجاز سياسيّ دفع هذا النائب إلى الحصول على ثلاث حقائب وزارية وهي: حقيبة خدمة العملاء والحكومة الرقمية وخدمات الطوارئ والشباب، عقب استحقاق انتخابيّ وديموقراطي قائم على مبدأ الخدمة الاجتماعية والتنافس بين المرشحين وذلك يوم 25 آذار الفائت.

ما يُثير الاهتمام أنّ ديب الذي ولد عام 1973 في مدينة طرابلس، بات أوّل وزير يُؤدّي اليمين الدستورية في أستراليا على القرآن الكريم، الأمر الذي أثار إعجاب كلّ المقرّبين منه بعد هذه الخطوة التي رآها البعض جريئة في زمن التطاول على المقدّسات الدينية حيناً، أو وضعها في قفص “الارهاب” حيناً آخر، ودفعت أيضاً رئيس وزراء نيو ساوث ويلز كريس مينز إلى نشر صورة ديب وهو يحمل القرآن الكريم، وكتب عبر “تويتر”: “يعرف كلّ من قابل جهاد ديب أنّه شخص رائع، لقد صنع التاريخ للتو، أصبح أوّل وزير يُؤدّي اليمين على القرآن… كان رائداً كمدرّس ومدير، وغيّر حياة الكثير في محيطه…”.

وفي التفاصيل، انتقل ديب من طرابلس إلى استراليا حين كان في الثانية من عمره، أيّ أنّه هاجر طفلاً من مدينته التي يحبّ كما كان صرّح مسبقاً، وقبل انتخابه لعضوية البرلمان عام 2015، كان مديراً لمدرسة لمدّة 9 أعوام وتمكّن من تطوير ثقافة هذه المدرسة عبر دمج علاقاتها مع المجتمع، والمنظمات الدولية، والوكالات الحكومية، ووفق التقارير فقد تضاعفت معدّلات الالتحاق بها وتحسّنت نتائجها الدراسية بصورة كبيرة.

وعام 2015، انتخب ديب في الولاية وشغل مقعد ضاحية لاكمبا (التي تضمّ أعلى نسبة من المسلمين في نيو ساوث ويلز) لتمثيل حزب العمال، فكان المسلم الوحيد الذي يُمثل هذا المقعد من جهة، كما يُعدّ أول عضو برلماني مسلم في مجلس النواب في الولاية من جهة ثانية.

عام 2019، وبعد الانتخابات عيّن ديب وزيراً للتربية في حكومة الظلّ، وفي العام 2021، عيّن وزيراً للظل لخدمات الطوارئ والطاقة والتغيير المناخي في حكومة الظل العمالية برئاسة كريس مينز، ووفق التقارير الأسترالية، فإنّه لعب دوراً مهمّاً للغاية في محيطه خلال انتشار وباء كورونا بعد دعوته إلى الدعم العادل للجميع والاستثمار في المهارات عبر التدريب والتعليم للفئة الشابة.

المقرّبون من ديب يصفونه بأنّه شخص يسعى دائماً إلى تطوير محيطه وتحسينه وتقديم أفضل الخدمات له بحماسة وحرفية، وتُؤكّد تقارير مختلفة أنّه يُواصل تقديم تحسينات في البنية التحتية والمبادرات الاجتماعية وكان آخرها دعم تجمّع Sydney Community Connect لمساعدة العائلات وإطعامهم في شهر رمضان المبارك.

شارك المقال