الذكاء الاصطناعي يعجز عن حل أزمات لبنان!

محمد شمس الدين

يوماً بعد يوم نرى الذكاء الاصطناعي ينتشر أكثر فأكثر في الحياة العملية اليومية، وآخر تطبيقاته Chat gpt، الذي أصبح يساهم في الحياة العملانية لدى الكثير من الشركات والأفراد حول العالم، فهو يستطيع الاجابة عن أسئلة صعبة، ويمكن الاعتماد عليه في الأبحاث، وحتى في البرمجة، ولكن ماذا يقول Chat gpt عن لبنان؟

إذا سألت البرنامج عن لبنان وكيف يمكن أن تحل أزماته فيجيب: 

“يواجه لبنان العديد من الأزمات في الوقت الحالي، وتشمل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والتضخم المرتفع، وانخفاض قيمة العملة، وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي.

أما اقتراحاته لحل الأزمة فمتعددة أهمها:

1- تشكيل حكومة قوية ومستقلة: تعمل على إعادة بناء الاقتصاد اللبناني والحفاظ على استقرار البلاد. يجب أن يتم اختيار الوزراء بناءً على الكفاءة والخبرة وليس بناءً على الانتماءات السياسية.

2- العمل على تنشيط الاقتصاد: من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة والاستثمار في المشاريع الصناعية والزراعية والسياحية. كما يجب العمل على تحسين بيئة الأعمال في البلاد وتقليل التدخل الحكومي في القطاع الخاص.

3- التركيز على القضاء على الفساد: يجب مكافحة الفساد في الحكومة والقطاع العام، وتعزيز الشفافية والمساءلة في كل المؤسسات الحكومية، ومحاسبة المسؤولين عن الفساد وتقديمهم الى العدالة.

4- تحسين الخدمات العامة: مثل الكهرباء والمياه والنقل والصحة والتعليم. ويجب تحسين البنية التحتية للبلاد وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين.

5- التعاون مع المجتمع الدولي: وكذلك مع البنوك الدولية لتقديم الدعم المالي والفني للبنان في مجالات الاقتصاد والتنمية.

6- البحث عن حلول سياسية شاملة: يجب على القادة السياسيين العمل معاً على إيجاد هذه الحلول للأزمات التي يواجهها لبنان. وينبغي أن تتم هذه الجهود بمشاركة جميع الأطراف السياسية في البلاد.

7- إجراء إصلاحات اقتصادية: يتطلب حل الأزمة الاقتصادية في لبنان إجراء إصلاحات اقتصادية جذرية، بما في ذلك إعادة هيكلة الدين العام وتنظيم القطاع المصرفي.

8- الحفاظ على الاستقرار الأمني: يجب على الحكومة والمجتمع المدني والمؤسسات الأمنية العمل معاً للحفاظ على الاستقرار الأمني في لبنان. ويجب أن تتم هذه الجهود بطريقة شفافة وتحت رعاية القوات الدولية المعنية.

9- دعم الاستثمار وخلق فرص العمل: يجب على الحكومة العمل على جذب الاستثمارات الأجنبية وخلق فرص العمل في لبنان، ومن خلال تشجيع الاستثمار في القطاعات الواعدة وتطوير البنية التحتية وتحسين بيئة الأعمال.

10- يجب على الأطراف السياسية في لبنان تعزيز الحوار الوطني لحل الأزمات الحالية. يمكن أن يساعد هذا الحوار في خلق مناخ يسمح بالتفاهم والتعاون بين الأطراف المختلفة في البلاد والوصول إلى حلول سياسية مقبولة من الجميع.

يبدو أن الذكاء الاصطناعي أجرى بحثه في المواضيع المنشورة عن لبنان، وخرج بخلاصات عن جمع المعلومات المنتشرة، والتي أصبحت غالبية الرأي العام اللبناني تعرفها، ولكنه يواجه مشكلة اللبنانيين والدول المعنية بالشأن اللبناني، كيف يمكن تطبيق هذه الاصلاحات في ظل قوى سياسية ترفض حتى الجلوس مع بعضها البعض؟ لو سألنا “تشات جي بي تي” عن كيفية إجبار القوى السياسية على الحوار يجيب:

لا يمكن إجبار القوى السياسية في لبنان على الحوار بطريقة قسرية، ولكن يمكن اتباع بعض الأساليب لتشجيعها على الجلوس الى طاولة الحوار، ومنها:

الضغط الدولي: يمكن للمجتمع الدولي أن يمارس الضغط على الأطراف السياسية في لبنان لجعلها تجلس الى طاولة الحوار، وذلك من خلال وسائل مثل العقوبات الاقتصادية أو الديبلوماسية أو تقديم المساعدات الانسانية والاقتصادية المشروطة بتحقيق التفاهم والتعاون بين الأطراف المختلفة في البلاد.

المبادرات المجتمعية: يمكن للمجتمع المدني في لبنان اللجوء إلى المبادرات المجتمعية لتعزيز الحوار الوطني، مثل تنظيم المسيرات السلمية والاحتجاجات المدنية والمؤتمرات الشعبية التي تطالب بالتعاون والتفاهم بين الأطراف المختلفة في البلاد.

الاتصال الشخصي: يمكن للشخصيات العامة والخبراء والشخصيات الدينية والأكاديمية والاعلامية وغيرهم من القوى الحية في لبنان اللجوء إلى التواصل المباشر مع القادة السياسيين وتحفيزهم على الجلوس الى طاولة الحوار.

المساومة السياسية: يمكن للأطراف المختلفة في لبنان التوصل إلى اتفاقات سياسية وتبادل المكاسب والمصالح لتعزيز الحوار الوطني، وذلك من خلال التنازل عن بعض المطالب أو الاستجابة لبعض المطالب المشروعة للأطراف الأخرى.

الحوار الاعلامي: يمكن لوسائل الاعلام في لبنان أن تلعب دوراً مهماً في تعزيز الحوار.

عزيزي “تشات جي بي تي” لقد تمت تجربة كل ذلك ولم تحقق نجاحاً، لبنان بلد غريب عجيب، لن يكفيه المجتمع الدولي ولا الذكاء الاصطناعي لحل أزماته، بل يحتاج إلى معجزة الهية.

شارك المقال