امتعاض إيراني في بيروت… وطريق فرنجية عونياً تنقطع بكسر جعجع

رواند بو ضرغم

لم يلبِّ أي من نواب التغيير دعوة سفارة ايران في لبنان إلى اللقاء مع وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان، وهم النواب: ملحم خلف وياسين ياسين ومارك ضو والياس جرادي، واقتصر الحضور على ستة عشر نائباً من أصل خمسة وعشرين مدعوين من الكتل النيابية المختلفة باستثناء “القوات اللبنانية”.

دعوة السفارة الايرانية هدفت الى الانفتاح على الكتل النيابية ونسج علاقات جيدة مع مكوناتها، الا أن تغّيب البعض منهم أدى الى امتعاض السفير الايراني مجتبى أماني وتسجيل ملاحظته أمام من حضر من النواب. وجدد عبد اللهيان موقف بلاده من الرئاسة اللبنانية بأنها ستدعم أي اتفاق يتم بين اللبنانيين على أي شخص يجري انتخابه لرئاسة الجمهورية من دون التدخل في شؤون لبنان الداخلية.

وتقول مصادر مطّلعة لموقع “لبنان الكبير” إن “ايران ملتزمة في الرئاسة قرار حليفها اللبناني حزب الله، الذي لن يتراجع عن دعم مرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لكنها لن تتدخل لا سلباً ولا إيجاباً. ومن لا يريد وصول فرنجية الى سدة الرئاسة، فليعلن اسم مرشحه وليتوجه به الى مجلس النواب وليمارس الاستحقاق بديموقراطية”. أما الحراك الرئاسي الجدي فينطلق مع انطلاقة السفير السعودي وليد بخاري في حراكه تجاه حلفائه، علّ موقف الرياض يحرّك الجمود الداخلي، ويعيد ترتيب البازل النيابي، ويدفع بالاستحقاق نحو الانجاز.

كل هذا الحراك الديبلوماسي، “يتسم بالايجابية” وفق مصادر قيادية مطلعة على المفاوضات الرئاسية، وجزمت بأن “عبد اللهيان لم يقارب موضوع الرئاسة الا من باب الحث على تسريع التوافق والانتخاب”.

أما على مستوى الكتلتين المسيحيتين الكبريين (“التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”)، فتقول مصادر مطلعة على لقاءات تكتل “لبنان القوي” إن “النواب المقربين من النائب جبران باسيل يعتبرون أن لا بد من أن ينكسر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ويعود خطوة الى الوراء بتقديمه تنازلاً لباسيل، بهدف قطع الطريق على رئاسة فرنجية بعد استشعاره ارتفاع حظوظه، وذلك من خلال التنازل عن الأسماء الثلاثة المدعومة من القوات: قائد الجيش جوزيف عون والنائب ميشال معوض والنائب السابق صلاح حنين، ليقبل جعجع بإسم من الأسماء المطروحة من التيار الوطني الحر أي الوزير السابق جهاد أزعور، الوزير السابق زياد بارود، الوزير السابق ناجي البستاني أو نقيب المحامين السابق أنطوان اقليموس. وعلى هذا الرهان يبني التيار الوطني الحر أجواءه التي يحاول تسويقها بقرب اللقاء مع القوات”، الا أن مصادر متقاطعة بين “التيار” و”القوات” تؤكد لموقع “لبنان الكبير” أن “هذه الاجواء غير واقعية ولن تكون على المدى القريب”. وتستغرب مصادر “القوات” كيف أن “التيار يحاول طمأنة القوات لاستدراجها الى لقاء، وهو لم يغير في سياساته الاستراتيجية، وخصوصاً أن ثلاثة من نوابه حضروا لقاء السفارة الايرانية وهم فريد البستاني، سيزار أبي خليل وسليم عون”.

وعليه، إن طريق توافق المعارضة لا تزال طويلة ووعرة، وإستعادة الثقة المكسورة بين “التيار” و”القوات” صعبة وشاقة، أما الاستحقاق الرئاسي فمعلق على الصحوة الداخلية والتأثيرات الخارجية.

شارك المقال