“القوات” والعونيون من “أوعا خيك” الى “أوعا فرنجية”

آية المصري
آية المصري

اتجهت الأنظار مجدداً الى رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، غداة إطلالته من جزين حيث شنّ هجوماً واضحاً على حليفه “اللدود” السابق “حزب الله” ومرشحه سليمان فرنجية بالاضافة الى مهاجمته قياديين سابقين في التيار، فأشار الى أن “لا أحد يهددنا بمعادلة أنا أو الفوضى، ومن يهددنا بأن قطار التسوية يمر من دوننا فنحن لا نخاف من أن نكون خارجها لأنها ستكون عرجاء وستسقط”، لافتاً الى “أننا وافقنا على أكثر من شخص لكننا لا نعلن عنهم لأننا جديون في الوصول الى تفاهم حولهم ولسنا داخلين في لعبة حرق الأسماء والتسلية”.

وقرأ البعض من كلام باسيل أنه يحاول إيصال رسالة الى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بالموافقة على إقامة اتفاق جديد بينهما ينهي أزمة الشغور الرئاسي من جهة، ويمنع وصول سليمان فرنجية من خلال عدم تأمينهما المثياقية المسيحية له من جهة أخرى. أما بعض الأوساط الأخرى فرأت أن كلام باسيل كان رسالة واضحة الى “حزب الله” و”القوات”.

وبعد “اتفاق معراب” الشهير الذي أوصل الرئيس السابق ميشال عون الى سدّة الرئاسة، هل سيعيد “التيار” و”القوات” تجهربتهما الفاشلة مجدداً وتعود ظاهرة “أوعا خيك”؟ وهل من تقارب جدي بين الطرفين في المرحلة المقبلة وتحديداً بعد زيارة عضو تكتل “لبنان القوي” الياس بو صعب إلى معراب حيث يحمل معه طرح باسيل أم أن زيارته ستكون بمجهود خاص منه؟

نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي وصف خطاب باسيل بـ “غير الجديد، لكنه يحاول اليوم أن يثبت لرئيس القوات سمير جعجع بأنه بريء الذمة وصافي النية لكي يقبله هذا الأخير، وفي الظاهر خطابه موجه الى حزب الله لكن حقيقته الى القوات اللبنانية”.

وحول موافقة باسيل على عدّة أسماء، اعتبر الفرزلي في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “لا قيمة لموافقة باسيل على الأسماء، وهمه الوحيد عدم وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى سدّة الرئاسة”.

أما عضو تكتل “الجمهورية القوية” غياث يزبك فقال: “بالنسبة الينا أعلنا مراراً وتكراراً أنه ليس هناك أي تقارب مع التيار الوطني الحر طالما هذا التيار (واقف اجر بالبور واجر بالفلاحة)، ويناور بحيث لا يقف في الموقف المعادي لحزب الله بسياسته تجاه لبنان وبابقاء البلد على مسرح وممر للاقليم وبعدم جهره بموقف واضح من سلاح المقاومة الذي يجب أن يوضع على طاولة التفاوض النهائي ويأتي معها الرئيس المقبل بشكل أن تنحسر الدويلة تباعاً أمام الدولة”. وأشار الى أن “كل هذه المواقف لم نرها ولم نلمسها في لحظة من اللحظات، لذلك عادة لا نقرأ ولا نفسر تلاوين الخطابات ولا نعطي أهمية لما يقال أو لا يقال في مواقف خطابية عابرة”.

وشدد على أن “موقف التيار التكتيكي لا يهمنا، نحن نريد موقفاً وطنياً نهائياً واستراتيجياً بحيث يقول باسيل أنا انتخب رئيساً للجمهورية أو لا أنتخب، أنا مع موقف واضح يضع حداً لسلاح الدويلة ولتنمر الدويلة على الدولة، وطالما هذا الكلام لم يخرج من فم باسيل أو أي من قادة التيار جهاراً نهاراً، لا يمكننا أن نغيّر من موقفنا تجاهه”، مؤكداً “أننا لا نقرأ في موقفه الا المناورة أمام حزب الله بأنه في حال لم يتخلى عن فرنجية ولم يأتِ لاختيار باسيل، سيتجه الى حلول وبدائل أولها التكتل والحزب المسيحي الأقوى اليوم القوات، ونحن هذا المنطق لا نقبل به، وموقفنا استراتيجي وطني ومبدئي ولا علاقة لانتخابات رئاسة الجمهورية أو وظيفة ما أو موقع ما لنضغه على طاولة التفاوض، فكل هذه النقاط بالنسبة الينا من المقدسات ومن الوزن نفسه للدستور المعترف به والذي نحكم على أساسه البلاد، فنحن لا نناور في الدستور ولا في المواقف الوطنية المبدئية”.

ورأى الكاتب والباحث السياسي بشارة خير الله أن ما يحصل “تحالف سلبي بين التيار والقوات وليس بتقارب إيجابي أي اجتماع علني للاتفاق على اسم، بل توافق ضمني على رفض الاسم المطروح من الفريق الآخر (سليمان فرنجية)”، موضحاً أن “هناك في بعض الكواليس معلومات تشير الى بداية الهمس عن محادثات غير معلنة أولاً وغير مباشرة ثانياً للوصول الى الجامع المشترك وتسمية إسم وحكماً لن يحصل أي اتفاق معراب جديد”.

أمام هذا الواقع لم يعد مؤكداً ما اذا كانت “القوات” ستتوافق مجدداً على رئيس ينهي الفراغ بالاتفاق مع “التيار الوطني الحر” خصوصاً أن النائب بو صعب سيلتقي رئيس “القوات” في القريب العاجل وسيبحثان في الأمور المتعلقة بالرئيس المقبل، فهل أعطى باسيل الضوء الأخضر لبو صعب من أجل حلحلة الخصام القائم مع “القوات”؟

شارك المقال