“حزب الله” انتقل إلى الخطة “ب”؟

آية المصري
آية المصري

بعد زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان الأخيرة الى لبنان وعدم طرحه أي إسم لرئاسة الجمهورية ما طرح تساؤلات عديدة حول هذا السبب، وبعدما أشار المتحدث باسم وزارة الايرانية ناصر كنعاني الى أن إيران لا تريد التدخل في الشؤون اللبنانية وهي مستعدة لمساعدة هذا البلد ولكن هناك ضغوط أميركية تعوق ذلك، اتجهت الأنظار الى مرشح محور الممانعة سليمان فرنجية وما اذا كانت أسهمه الرئاسية انخفضت خصوصاً بعد إطلالته الأخيرة ومواقفه العلنية حول عدّة أمور تعرقل وصوله الى قصر بعبدا.

واذا أردنا العودة الى الأشهر الماضية قبل إعلان الثنائي الشيعي دعمه وترشيحه لفرنجية، فقد بدا جلياً أن أسهم قائد الجيش العماد جوزيف عون كانت مرتفعة دولياً بصورة كبيرة خصوصاً بعدما طرح اسمه رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط ضمن سلّة الأسماء الرئاسية التي أعلن عنها، لكن يبقى عون بحاجة الى تعديل المادة 49 من الدستور، إلى جانب تأمين نصاب الثلثين أي 86 صوتاً. فهل من تغيرات طرأت على هذا الملف خلال الأيام الماضية؟

المحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أوضح في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “زيارة الوزير عبد اللهيان كان الهدف منها توجيه رسائل الى العالم العربي والمنطقة وتحديداً سوريا، تشير الى أن حزب الله ليس ميليشيا ايرانية بل هو نسيج من الداخل اللبناني، واذا تم الاتفاق في بكين بين الايراني والسعودي على حل الميليشيات الايرانية وانسحابها من الدول العربية فالحزب هو النسيج اللبناني”.

ولفت الى أن “حزب الله يدرك أن جبران باسيل هو من كسر الجرة معه ومن أنهى اتفاق مار مخايل نسبة الى مصالحه الخاصة، لأنه عندما كان يريد أن يصل الى رئاسة الجمهورية الرئيس السابق ميشال عون توافقوا مع الحزب نتيجة مصالحهم الشخصية ثم قاموا بتسليم البلد كله الى الحزب آملين في وصول جبران باسيل الى سدة الرئاسة، وهنا حصل الخلاف وأصبح الأخير يحمّل حزب الله فشل عهد عمه، وآخر خطاباته (ما حدا بمون علينا بفرنجية واذا خيّرونا اما فرنجية أو الفوضى فنحن لا نخاف منها…) وبالتالي، كل هذه الأمور جعلت الحزب يبتعد عن الجميع ويحافظ على مرشحه فرنجية لأنه من ضمن أولوياته كمرشح رئاسي باحثاً في الوقت نفسه عن شخص آخر لكن مع الحفاظ على فرنجية”.

وشدد أبو فاضل على أن رئيس تيار “المردة” لا يمكنه الوصول بدعم الحزب وفريق الممانعة لأنه بحاجة الى نواب أكثر، مشيراً الى أن “هناك لقاءات وإجتماعات دورية لم تنقطع بين الحزب وتحديداً مسؤول وحدة التنسيق والارتباط وفيق صفا والعماد جوزيف عون في اليرزة خصوصاً بعد مغادرة ميشال عون القصر الجمهوري، للبحث في خطة ثانية في حال لم ينجح الحزب في تأمين وصول فرنجية الى سدة الرئاسة وأصر على الانتقام من باسيل، حينها من الممكن أن يذهبوا الى مجلس النواب والقوات اللبنانية والكتائب والتغييريين ونواب السنة ويقوموا بتعديل المادة 49 ويصوّتوا بأكثر من 86 صوتاً ويُنتخب حينها جوزيف عون رئيساً للجمهورية، وهنا يكون التيار قد دفع ثمن خلافه مع الحزب وأصبح خارج التسوية في المرحلة المقبلة لأن عون باستطاعته الحصول على شعبية التيار الوطني الحر ونوابه”.

من جهتها، أكدت مصادر مقربة من “التقدمي” أن “أسهم قائد الجيش ارتفعت في الأيام الماضية مقابل انخفاض أسهم فرنجية وما سرّب عن أن فرنسا لم تعد تريد هذا الأخير شبه مؤكد، فالقوى الداعمة لفرنجية باتت تبحث اليوم عن مخرج مناسب لتنهي ترشيحه بصورة لائقة، وجوزيف عون بحاجة الى توافق عام بين غالبية الكتل النيابية وسيتبين كل هذا خلال عشرة أيام تزامناً مع حركة الموفدين الدوليين”، لافتة الى أن “القطري والسعودي والأميركي كانوا متحمسين لجوزيف عون الذي عادت وتراجعت حظوظه عندما طرح الفرنسي فرنجية، لكن اليوم من الواضح أن حظوظه عادت الى الواجهة مجدداً”.

ورأت هذه المصادر أن “هناك جواً من التفاؤل الواضح ومن الممكن أن نصل الى رئيس للجمهورية خلال الشهرين المقبلين، وبدلاً من الحديث عن ضمانات سيقدمها عون الى حزب الله يجب التساؤل عما اذا كان الحزب مستعداً للتقيّد بقرارات الدولة اللبنانية وقوانينها؟”، معتبرةً أنه “نتيجة الاتفاق السعودي – الايراني وفي حال التزمت إيران بكل بنوده سيكون هناك ضغط على الحزب لعدم تجاوزه الأمور الاساسية في البلد وبالتالي سنكون أمام مرحلة جيدة وسهلة”.

شارك المقال