لا دعوة جديدة لبكركي… والمشكلة في عجز المسيحيين لا الراعي

آية المصري
آية المصري

تنشط التحركات الداخلية والخارجية والديبلوماسية تحت مسمّى واحد إنهاء الشغور الرئاسي في أسرع وقت، فيما لا تزال الكتل المسيحية تتلاقى على موقف واحد رافض لمرشح محور الممانعة الوزير السابق سليمان فرنجية، ولم تتفق في المقابل على مرشح جدي ينهي أزمة الفراغ المهيمنة على البلد، ما يثبت صحة ما كان أشار اليه الثنائي الشيعي بأن المشكلة الأساسية في البلاد مسيحية – مسيحية وتحديداً مارونية – مارونية. فالمسيحيون يرفضون منطق التلاقي والحوار بين بعضهم البعض أو بين من يخالفهم الرأي، ويعلنون عن تعطيلهم التشريع والنصاب في حال أراد الفريق الآخر الممانع الدعوة الى جلسة انتخاب للاتيان بفرنجية رئيساً للجمهورية.

وبعد إنتهاء المرحلة الأولى من جولة نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب تعذرت رؤية حلول مبدئية في هذا الصدد، كما أنها لم تختلف عن دعوة البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي السابقة التي كلف فيها راعي أبرشية انطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم القيام بالعديد من المشاورات بين النواب المسيحيين أسفرت عن الاتفاق على 12 إسماً مرشحاً لرئاسة الجمهورية ما أضعف صورة المسيحيين مجدداً من خلال عدم توافقهم على اسم أو اسمين لانهاء هذه المهزلة الحاصلة. الا أن الراعي عاد ودعا النواب الى صلاة روحية بدلاً من السياسة علّ روح القدس والوحي يهبطان عليهم فيتفقون على رئيس واحد، ولكن لم ينتج عن هذه الدعوة أيضاً أي تبدّل في مواقف الكتل، وحتى اللحظة لم تحل المشكلة المسيحية. وفي هذا الاطار، بدأ يحكى في الكواليس عن محاولة جديدة يسعى اليها الراعي مع النواب المسيحيين علّها تثمر هذه المرة عن نتائج جدية، فهل من دعوة تلقتها الكتل المسيحية، وهل تطالب في المقابل البطريرك الراعي بمبادرة جديدة حقيقية؟

في السياق، نُقل عن أجواء مسيحية معارضة رفضها في العلن أي دعوة لمسيحيين أو مسلمين على حدة، معتبرةً أن “الاستحقاق الرئاسي يجب أن يكون وطنياً بإمتياز ومكانه الوحيد داخل قاعة مجلس النواب خلال جلسة انتخاب الرئيس وليس في مكان آخر”.

وأشار النائب الياس حنكش في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى “أننا لم نبلغ حتى الأمس بأي دعوة، وككتائب لا نريد احراج البطريرك الراعي بشيء لكننا نطالبه بأن يصلي لنا علّنا نصل الى انتخاب الرئيس المناسب خلال هذه المرحلة الصعبة في البلد”، مؤكداً “أننا في حال قام الراعي بمبادرة جديدة لجمعنا لن نرفض الحضور ولا نرفض أي دعوة للحوار ومثلما قمنا بتلبيتها في السابق سنعيد التلبية مجدداً”.

أما مسؤول جهاز الاعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانية” شارل جبور فأوضح أن “لا معلومات لديه اذا كانت بكركي في وارد المبادرة مجدداً، والمساعي أو اللقاءات التي يقوم بها المطران بو نجم لها طابع فكري سياسي تتعلق بعمق الأزمة الوطنية وهي أبعد من الشغور الرئاسي على أهمية انهاء هذا الشغور”.

وقال: “لا مؤشرات حول ما اذا كانت بكركي ستبادر الى دعوة جديدة للكتل المسيحية لأن ما حصل قد حصل، والدعوة السابقة جاءت في زمن الصوم والقيامة وكانت أبعادها إيمانية روحية بعيداً عن المعترك السياسي – الرئاسي، والقوات لا تزال على موقفها لجهة أي اجتماع مسيحي في ظل معارضة وطنية أولاً، وفي ظل انقسام مسيحي – مسيحي واضح بين مشروعين سياسيين ثانياً، وفي ظل رفض القوات تحميل المسيحيين مسؤولية الشغور الرئاسي الذي يتحمله الثنائي الشيعي جملةً وتفصيلاً، ولكل هذه الاعتبارات القوات لم تبدل في موقفها”.

وأكد جبور أن “بكركي حريصة على انهاء الشغور على غرار حرص مرجعيات أخرى سياسية وروحية، ولكنه يتطلب الوقوف في مواجهة الفريق الآخر الذي يتمسك بمرشحه أو الفوضى والفراغ وليس اعطاء اشارات لا تؤدي الى أي نتيجة ويستفيد منها الخصم للقول ان الأزمة الرئاسية أزمة مسيحية، بل هي أزمة وطنية في ظل حرص الفريق الآخر على تبوؤ موقع رئاسة الجمهورية من موقع 8 آذار ومنع أي اصلاح من دون أي تغيير وابقاء الرئاسة في حارة حريك وليس في القصر الجمهوري تمارس الدور المؤسساتي”.

ونفت مصادر نيابية تابعة لتكتل “لبنان القوي” وجود معلومات لديها عما اذا كانت هناك مبادرة جديدة تحضر، معتبرةً أن “البطريرك الراعي يحاول أن يقوم بصورة مستمرة بمساعٍ لانتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن ولكن (ايد لوحدها ما بتكفّي)، وطالما أن الكتل المسيحية عاجزة عن التلاقي على خيار واحد فهذا يعني أنها هي المشكلة وليس الراعي”.

وحول امكان تلاقي “التيار” و”القوات” على مرشح واحد، قالت المصادر: “هناك مساعٍ للتلاقي بيننا ولكن لا خرق واضح بعد”.

هذه الأجواء تشير الى أن لا دعوة لبكركي في القريب العاجل في ضوء عدم تبلغ الكتل المسيحية أي مبادرة تطرح في صدد انهاء الشغور، ما يدل على أن خلافات هذه القوى لا تزال مستحكمة ولم تتغير بعد بانتظار التسوية المقبلة، فهل ستتوافق هذه الكتل الى جانب التغييريين وبعض المستقلين على مرشح واحد مثلما اتفقت على رفض فرنجية؟

شارك المقال