خطفت زيارة رئيس تيار “المردة” ومرشح محور الممانعة سليمان فرنجية الى منزل السفير السعودي وليد بخاري أمس، الأنظار، وتحديداً لناحية أن المملكة العربية السعودية أعادت الكرة الى الملعب اللبناني مجدداً، مؤكدة أن لا فيتو ولا دعم لأي مرشح، فليتفق فرقاء الداخل بين بعضهم البعض ولينتخبوا رئيسهم المقبل بصناعة لبنانية، وبالتالي هذا ما أعاد وضع الطبخة الرئاسية على نار حامية ولبننة الاستحقاق.
وفي ظل هذه الخطوة غير المتوقعة، لا تزال المعارضة ونواب التغيير والكتل المسيحية غير متوافقين على خيار واحد يواجه فرنجية في المرحلة المقبلة، ما زاد الطين بلّة لا سيما وأنه بات متوقعاً أن يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري الكتل الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في القريب العاجل. فكيف تقرأ هذه القوى زيارة فرنجية الأخيرة وهل تبدّل الموقف السعودي لصالحه؟ وهل جرى التواصل بين “القوات” والسفير بخاري قبل هذه الزيارة؟ وهل تم التوافق على خيار رئاسي يشكل ضربة موجعة للثنائي الشيعي؟
الصادق: لدينا اسم
أشار النائب وضاح الصادق في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى أن “المملكة العربية السعودية منذ اللحظة الأولى أوضحت أن لا فيتو لديها على أي مرشح بحيث لم تتدخل في لعبة الأسماء وشددت على ضرورة أن ينتخب القادة اللبنانيون رئيسهم المقبل بقرار لبناني وداخلي، وبعد انتخاب هذا الرئيس وتشكيل الحكومة ترى اذا كان الاستثمار يصلح مجدداً في لبنان”، قائلاً: “كنت أتمنى أن لا أرى مرشحاً رئاسياً في سفارة لأنني لا أحبذ هذه المشهدية، وكنت أتمنى أن يبقى القرار في لبنان”.
ووصف حظوظ فرنجية بـ “المعدومة” منذ اللحظة الأولى، معتبراً أن “هذه الزيارة لن ترفع من أسهمه الرئاسية”. وتساءل: “هل اذا قصدت السفارة السعودية سأصبح مرشحاً لرئاسة الحكومة المقبلة؟”، موضحاً أن “السعودية تستقبل وتستمع وتجلس مع الجميع وعلاقة السفير بخاري ممتازة مع مرشحنا النائب ميشال معوض ومع النائب نعمة إفرام وزياد بارود، وبالتالي نحن اللبنانيون نحب إعطاء الأمور أكثر من حجمها وتكبيرها”.
وعن التوافق على خيار واحد، أكد أن “لدينا اليوم اسماً لكن لن نعلن عنه لأنهم سيعتبرونه مرشح مواجهة، ونحن نقتنع بأن لا مرشح لدينا أو لديهم يمر، لذلك من الضروري أن نجلس على طاولة واحدة ولنتناقش في الأسماء مع الثنائي الشيعي”.
وحول حضور التغييريين الجلسة التي قد يدعو اليها الرئيس بري، أكد مقاطعته لها، وقال: “في حال كان الجو لكي يكمل المرشح أخذ لبنان الى مزيد من الانهيارات فلن نحضر ولن نكون شهود زور على رئيس سيكمل هذه المرحلة، والنقطة الأهم ليس متى يشاء الفريق الآخر يوقف الجلسات ومتى يشاء يعيدها، لدينا سياسة وقحة فوق اللزوم في لبنان، وعندما يصدر خطاب اما فرنجية أو الفراغ مع العلم أنهم من وضعوا الورقة البيضاء طيلة 11 جلسة سابقة، سيبقى البلوك لدينا وسنقاطع الجلسات لأننا نختار حماية البلد”.
أيوب: لا جديد
أما عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائبة غادة أيوب فرأت أن “الموقف المظهر اليوم ليس بجديد، ونحن كنا أول الداعين الى انتخاب رئيس للجمهورية في ظل هذه التغييرات الاقليمية وأن يكون موقفنا لبنانياً وصنع في لبنان، وهذه الدعوة كانت لفرقاء المعارضة ليتحدوا على اسم انقاذي وليس تحدياً كي نكون في مواجهة خط الممانعة، ولا مشكلة شخصية مع الوزير السابق سليمان فرنجية انما تموضعه في فريق الممانعة الذي يأخذ لبنان ساحة ويعتبره مجرد صندوق رسائل لايران وللمحور”.
وعما اذا تبدّل موقف السعودية، أكدت أن “المملكة لم تغير في موقفها منذ اللحظة الأولى ولن تتدخل في القرار اللبناني، وهذا الموقف أراه صحياً وسيادياً خصوصاً أن السعودية كانت الى جانب لبنان في الاعمار، لكن الواضح أنها لن تتدخل في القرار السيادي السياسي اللبناني، وقالت فعلياً لا تطلبوا مني مباركة قرار مرشح يريد المساهمة في مزيد من الانهيار ويمثل خط الممانعة”.
واذ وصفت أيوب علاقة “القوات” بالمملكة بـ “القديمة والمتجذرة المبنية على القواعد والمبادئ الثابتة”، ذكرت بأن “السفير بخاري زار معراب مباشرةً بعد عودته، وليس بيننا أي بعد أو ضرر من هذه الزيارات لأن السعودية تتعاطى مع كل الفرقاء اللبنانيين”، مشددة على وجوب “أن نتحد في صفوف المعارضة الى جانب المستقلين والسنة والتغييريين لانجاح المبادرة وللاتيان برئيس إنقاذي”.
وحول التوافق على مرشح واحد، كشفت أيوب أن “هناك تداولاً في الأسماء لكن لا يوجد إسم واحد بارز وواضح، ولا يمكننا في الوقت نفسه إبراز إسم المرشح في وجه فريق يقول لنا اما انتخاب فرنجية أو الفوضى، فهذه الطريقة في التعاطي تمنع الحلحلة مع العلم أننا نقرأ في مواقف حزب الله تبايناً بين الموقف السياسي الرئاسي وبعض الرسائل التي تبعث عبر النواب في مقابلاتهم حول امكان التحدث واعادة النظر، بينما نرى الرئيس بري متمسكاً بفرنجية”.
قيومجيان: القوات لا تزال على موقفها
وأيد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في “القوات” الوزير السابق ريشار قيومجيان كلام أيوب، معتبراً أن “زيارة فرنجية مركزة في الشكل وهذا ليس بمهم لأن السفير بخاري يزور كل القادة السياسيين ورؤساء الأحزاب، ومن الطبيعي أن يلتقي بفرنجية. ونحن أصدقاء وسنبقى مع المملكة وهذه الدولة تتعاطى مع كل الفرقاء اللبنانيين وموقفها واضح أن على اللبنانيين أن يختاروا رئيسهم وينتخبوه”.
وعن تنسيق هذه الزيارة مسبقاً مع رئيس “القوات” سمير جعجع، قال قيومجيان: “لم تجرِ مناقشتنا بهذه الزيارة خلال مجيء بخاري الى معراب وهذا بديهي، فالمملكة العربية السعودية لا تبحث في من سيزورها أو تزوره مع أي طرف”.
وشدد على أن “لا وجود لأي املاءات علينا من الداخل أو الخارج ولا نزال على موقفنا لما نراه خيراً لمصلحة لبنان العليا واللبنانيين، والاتصالات مع فرقاء المعارضة قاطبةً قاب قوسين من التواصل على اسم يجمع عدد أصوات أكثر من مرشحنا النائب ميشال معوض وبالتنسيق معه وبمواصفاته، والمشكلة أن الثنائي يحاول إلهاء الشعب بأمور في غير مكانها”.
أضاف قيومجيان: “لسنا سذجاً كي نؤمن نصاب جلسة انتخاب فرنجية ولو التزم الرئيس بري في الجلسة الأولى لانتخاب الرئيس باللعبة الديموقراطية ومقومات الدستور اللبناني وبإبقاء الجلسات مفتوحة حتى انتخاب رئيس ضمن المهل الدستورية، لكنا سنبقى في هذا المسار، لكن نقف وننتظرهم ليؤمنوا عناصر نجاح فرنجية ونؤمن أسباب إنتخابه، فالازدراء بالعقول لديه حدود ونحن ندرك الأمر جيداً”.