الشراكة الخطيرة بين روسيا وإيران

حسناء بو حرفوش

حذر منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي جون كيربي، من خطر الشراكة العسكرية المتنامية التي تساعد روسيا على إحداث مثل هذه الفوضى في أوكرانيا: شراكة روسيا مع إيران. ووفقاً لمقال في موقع voa.gov الالكتروني الأوروبي، “لا يمكن حتى الآن تحديد المدى الكامل للدمار الذي تلحقه روسيا بأوكرانيا من خلال غزوها.

وأعلن مفوّض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الانسان في نيسان أن هناك أكثر من 22 ألف ضحية مدنية مسجلة حتى الآن في أوكرانيا، لكن المفوضية تعتقد أن العدد الفعلي أعلى بكثير، بسبب قصف المباني السكنية وتدمير محطات الطاقة وغيرها من البنى التحتية الحيوية كما لم توفر الضربات المستشفيات ومنشآت الرعاية الطبية.

وبالاضافة إلى قذائف الدبابات المدفعية، زوّدت إيران روسيا بأكثر من 400 مسيرة من نوع شاهد وأنفقت روسيا معظم هذه المسيرات، واستخدمتها لاستهداف البنية التحتية الأوكرانية الحيوية داخل أوكرانيا. تعمل إيران بصورة مباشرة على تمكين حرب العدوان الروسية في أوكرانيا من خلال تزويد روسيا بهذه المسيرات.

وبالتوازي، تستفيد إيران أيضاً من هذه الشراكة، وأشار إلى أن روسيا تقدم لإيران دعماً دفاعياً غير مسبوق، بما في ذلك من خلال الصواريخ والالكترونيات والدفاع الجوي، وبالتالي “تمكين أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط بصورة مباشرة”.

بدوره، أعرب نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيدانت باتل عن قلقه إزاء تعميق التعاون بين روسيا وإيران: “انه أمر خطير وتهديد للدول في تلك المناطق. إنه تهديد للمجتمع الدولي. نحن نتحدث عن تعاون أمني يتدفق في كلا الاتجاهين، من إيران إلى روسيا ومن روسيا إلى إيران”. ومنذ أيلول 2022، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أكثر من عشرين من الأفراد والكيانات بسبب عمليات نقل الأسلحة بين إيران وروسيا. وتعهد كيربي بمواصلة الولايات المتحدة العمل مع الحلفاء والشركاء لمحاسبة أولئك “المتورطين في نقل المعدات العسكرية الإيرانية إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا”.

كل ذلك يسدعي تعطيل الشراكة التي تروّج لارتفاع عدد القتلى المدنيين في أوكرانيا وزيادة زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.

وتحركت روسيا وإيران لتمكين العلاقات الثنائية في ظل العقوبات الغربية، من خلال اتفاق جديد لبناء خط سكة حديد أساسي للممر الدولي المخصص للنقل بين الشمال والجنوب. وبالتوازي، يتم العمل على تعزيز التجارة والعبور من خلال إنشاء مكتب تمثيلي في إيران ثاني أكبر بنك في روسيا.

ووقعت إيران وروسيا في 17 أيار اتفاقية تقضي بإنشاء خط للسكك الحديدية يربط بين مدينتي رشت وآستارا شمال إيران. وسيشكل هذا الخط حجر زاوية في الممر الدولي للنقل بين الشمال والجنوب. ورحب مسؤولون حكوميون ووسائل إعلام موالية باتفاق السكك الحديدية في إيران باعتباره مصدراً لدخل مهم في المستقبل. وتعتبر إيران لاعباً رئيساً في الممر الدولي للنقل بين الشمال والجنوب وهي تتوقع الإفادة بصورة كبيرة من تنفيذ المشروع كاملاً. وتعوّل حكومة رئيسي بشكل كبير على ممر النقل ليصبح مصدراً رئيساً للإيرادات. وفي كل الأحوال، تخطط إيران للافادة من المشروع بطرق عديدة”.

شارك المقال