بوتين يفوز في انتخابات تركيا

حسناء بو حرفوش

حقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوزاً في نتائج الانتخابات الرئاسية التركية، بحسب ما جاء في مقال في موقع “نيوزويك” الالكتروني. ووفقاً للمقال، “أظهرت النتائج أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد فاز بالتحدي وتغلب على منافسه كمال كيليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري من يسار الوسط. وهذا يعني أن أردوغان فاز بفترة ولايته الثالثة حيث سيحكم البلاد لخمس سنوات إضافية، مع الاشارة إلى توليه منصبه هذا في العام 2014.

وفاز أردوغان في نهاية المطاف، بحوالي 5 نقاط مئوية، وفقاً لبيانات غير رسمية من وكالة الأناضول، في ظل نسبة مشاركة عالية للناخبين. ويُنظر إلى فوز أردوغان على أنه بشرى سارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي توترت علاقاته مع العديد من قادة العالم بعد أن شن غزواً ضد أوكرانيا في شباط الماضي. واعتبر العديد من الحكومات أن “العملية العسكرية الخاصة” كما أسماها بوتين تفتقر إلى المبرر وتنتهك الأعراف الدولية. وهذا ما عرض موسكو إلى رد فعل عنيف سريع وعقوبات اقتصادية.

ويعد فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية التركية فوزاً مهماً لبوتين، بحيث لعبت تركيا دور الوسيط وسط الصراع، وغالباً ما كانت تعمل كوسيط بين كييف وموسكو. وأتى موقف أردوغان نفسه أحياناً أشبه بالسير على حبل رفيع بين دعم أوكرانيا والحفاظ على علاقات ديبلوماسية وثيقة مع روسيا. ويقع كلا البلدين على طول البحر الأسود، لذلك، ظل الحفاظ على العلاقات الاقتصادية القوية أولوية لكلا الحكومتين. وفي نهاية المطاف، من المرجح أن يضمن فوز أردوغان استمرار الوضع الراهن.

وكان أردوغان قد أدان الغزو الروسي لأوكرانيا ووصفه بـ “غير المقبول”، منتقداً بالتوازي رد الغرب وموقفه إزاء الحرب. وقاوم الذهاب إلى أبعد من الدول الأوروبية في ما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية ضد روسيا، لكن الحكومة التركية زودت الجيش الأوكراني بطائرات مسيرة.

كما تجدر الاشارة إلى أن تصرفات تركيا في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) تتماشى مع مصالح روسيا، وسبق أن منعت محاولات السويد وفنلندا للانضمام إلى الحلف، الأمر الذي من شأنه توسيع نطاقه ليصل حتى عتبة بوتين. ويعرف عن الزعيم الروسي معارضته لتوسع الناتو، وهي القضية التي أثارت توترات مع الغرب.

وبقي من غير الواضح كيف كان سيتغير نهج تركيا في الديبلوماسية في حال فاز كيليجدار أوغلو، ولكن بعض الخبراء اقترحوا أنه ربما كان ليحافظ على مكانة تركيا كوسيط في ما يتعلق بالحرب. ومع ذلك، قال منافس أردوغان إنه يعتزم إقامة علاقات أقوى مع الغرب كما أعرب عن دعمه لمسعى السويد تجاه حلف شمال الأطلسي.

وبادر بوتين الى تهنئة أردوغان بفوزه، مشيراً في بيان إلى أنه يقدر مساهمته الشخصية في تعزيز العلاقات الودية الروسية – التركية والتعاون متبادل المنفعة في مختلف المجالات. واعتبر أن الفوز في الانتخابات أتى كنتيجة طبيعية لعمل أردوغان غير الأناني كرئيس للجمهورية التركية، وكدليل على دعم الشعب التركي لجهوده لتعزيز سيادة الدولة والسعي الى سياسة خارجية مستقلة”.

بدوره، سبق لأردوغان أن روّج لعلاقته مع بوتين خلال محاولة إعادة انتخابه. كما قال في مداخلة عبر شبكة CNN في وقت سابق من هذا الشهر: “لسنا في مرحلة نفرض فيها عقوبات على روسيا مثلما فعل الغرب. لسنا ملزمين بالعقوبات التي يفرضها الغرب”، مضيفاً: “نحن دولة قوية ولدينا علاقة ايجابية مع روسيا”.

وكان كيليجدار أوغلو قد رفع حدة النبرة ضد روسيا في الأسابيع التي سبقت الانتخابات، موجهاً أصابع اللوم اليها، حول تدخل مزعوم في الانتخابات بهدف تعزيز حملة أردوغان. كما كان قد نشر على منصة  “تويتر” في وقت سابق من هذا الشهر، رسالة اتهم فيها الروس بـ”المونتاج والمؤامرات والتزييف العميق”، داعياً الى كفّ اليد عن الدولة التركية”.

شارك المقال