عدوان “منحرف” فوق العادة

حسين زياد منصور

بتهمة الاغتصاب وممارسة العنف، يواجه سفير لبنان لدى فرنسا رامي عدوان دعوى قضائية بعد فتح النيابة العامة في باريس تحقيقاً في القضية عقب تقديم موظفتين سابقتين في السفارة اللبنانية هناك شكوى رسمية ضده.

ونشر موقع “ميديا بارت” الفرنسي، تقريراً يُشير فيه إلى تهم اغتصاب واعتداء بالضرب واحتجاز وشتم ومحاولة دهس بحق موظفتين سابقتين في السفارة خلال فترة عملهما بين أيلول 2017 وكانون الأول 2022. إثر ذلك، أصبح “العدواني” نجم وسائل الاعلام والسوشيل ميديا، لأن ما قام به يعد فضيحة ديبلوماسية.

هذه القضية دفعت بوزارة الخارجية اللبنانية الى الإعلان في بيان عن أنها سترسل فريق تحقيق برئاسة الأمين العام للوزارة وعضوية مدير التفتيش إلى السفارة في باريس للتحقيق مع السفير المعني والاستماع إلى إفادات موظفي السفارة من ديبلوماسيين وإداريين.

وتدّعي إحدى الفتاتين وتدعى آفا (31 سنة)، التي تقدمت بشكوى بشأن المضايقات الأخلاقية والعنف المتعمد الذي مارسه ضدها مديرها رامي عدوان، أنها تعرضت لإهانات وإذلال وعنف جنسي ولفظي منذ وصول السفير إلى باريس في أيلول 2017، ومن ضمن ما قام به أنه رماها بمنفضة سجائر أمام موظفين آخرين، ووجه اليها صفعات قوية على ساقيها لأنها تجرأت على التحدث إلى السائق أثناء إجرائه اتصالاً هاتفياً، وغيرها من التهم التي ذكرتها في إفادتها.

أما الفتاة الأخرى والتي تدعى غابرييل (28 سنة)، فأكدت أن عدوان صفعها مرات عدة في إحدى الأمسيات من شهر أيار 2022، وهذا ما أظهرته الصور في التحقيق القضائي. وأشارت الى عنف تعرضت له وعلاقات جنسية غير رضائية، وأنه أجبرها في احدى المرات على ركوب سيارته وضربها على رأسها بعدما رفضت ممارسة الجنس معه، واتهمته بمحاولة قتلها.

وعلى الرغم من وجود اثباتات تدينه، الا أن عدوان كان ينفي هذه الادعاءات ويقدم روايات مغايرة تماماً، ويزعم أن القضية محاولة لتصفية حسابات سياسيّة معه.

تجاوزات باسيلية – عدوانية

هذه الادعاءات والتجاوزات ليست الأولى والوحيدة، بل على العكس تماماً، فوصوله الى منصب السفير في باريس كان “فوق العادة”.

ووفق المعلومات، استدعي عدوان في العام 2012، الى وزارة الخارجية كإجراء تأديبي اتخذه بحقه وزير الخارجية السابق عدنان منصور، على خلفية دعاوى سوء سلوك، ثم قدم استقالته إثر ذلك.

جاء هذا الأمر على خلفية تقرير يتعلق بسلوكه وأسلوبه السيء عندما كان موظفاً في السفارة اللبنانية في هولندا، ومن أرسل البرقية حينها في العام 2011، إلى الادارة المركزية في الخارجية اللبنانية، هو سفير لبنان السابق لدى هولندا زيدان الصغير، الذي يشهد له، وكان يشكو دائماً من عدوان، الّذي كان على علاقة سيئة مع الجالية اللبنانية هناك. وتضمنت البرقية وقائع سلبية عن سلوكه وطريقة تعامله مع زملائه في السفارة والأسلوب الذي كان يتحدّث به ووقائع عن أعمال تصل بعضها إلى توصيفها بأنها أعمال مشينة.

في العام 2014، تقلد جبران باسيل مقاليد الحكم في وزارة الخارجية، وعيّن عدوان الذي تجمعه به صداقة ومصالح مشتركة مديراً لمكتبه.

الطامة الكبرى كانت في العام 2017، في ظل “العهد القوي” وتربع باسيل على عرش وزارة الخارجية، اذ صدر مرسوم التشكيلات الديبلوماسية، وعين بموجبه “السيد رامي خليل عدوان سفيراً فوق العادة مطلق الصلاحية لدى الجمهورية الفرنسية”.

وهذا التعيين اعتبر تجاوزاً لجميع الأعراف والأصول والقانون والميثاقية، خلافاً للمعايير الادارية من الفئة الثالثة الى الأولى كسفير بعد أن استقال عدوان من السلك، وأنه لم يكن شرعياً لأنه عُيّـن من خارج الملاك في السلك الخارجي، والبعض الآخر يقول انه لم يكن خارج الملاك لأنّ استقالته لم يُبتّ فيها. ثم عاد عدوان في العام 2018، ليضرب الأعراف المتبعة ويظهر راقصاً وضارباً على الدف على أنغام الموسيقى الشرقية في حفل صاخب.

في المحصلة، يبدو أن الديبلوماسية اللبنانية في خطر طالما النفوذ البرتقالي متجذر فيها، فتارة تتعقد العلاقات والمصالح اللبنانية مع الأشقاء العرب بفضل وزراء خارجية يتفوهون بكلام غير مسؤول، وتارة أخرى بفضل ديبلوماسيين يسيئون الى السلك الديبلوماسي اللبناني بتصرفاتهم.

شارك المقال