ما الذي سيواجهه أردوغان في السنوات المقبلة؟

حسناء بو حرفوش

بعد جولة انتخابية أولى صعبة قبل أسبوعين، فاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بجولة الاعادة الأحد لتكون تركيا على موعد مع 5 سنوات جديدة من حكمه. فما الذي يعنيه هذا الفوز؟ وفقاً لقراءة في موقع “إندبندنت” البريطاني، يواجه الرئيس المعاد انتخابه تحديات محلية في بلد منقسم بشدة، من اقتصاد منهار إلى الضغط من أجل إعادة اللاجئين السوريين إلى الحاجة لاعادة البناء بعد الزلزال المدمر. وينظر المقال في أهم التحديات أمام العهد الجديد، وتحديداً الاقتصادية وتبعات الزلزال وملف اللاجئين السوريين.

الاقتصاد: سياسات أردوغان غير التقليدية مستدامة؟

بلغت معدلات التضخم في تركيا نسبة 85٪ في تشرين الثاني قبل أن يتراجع إلى 44٪ الشهر الماضي، على الرغم من أن الخبراء المستقلين يعتقدون أن الرقم الأخير لا يزال يخفي مدى شدة أزمة تكلفة المعيشة في بلد يواجه فيه الناس صعوبة في دفع الايجارات المرتفعة وشراء السلع الأساسية.

ويلقي النقاد باللوم في الأزمة على سياسة أردوغان المتمثلة في إبقاء أسعار الفائدة منخفضة لتعزيز النمو. ويوصي الاقتصاديون عموماً برفع المعدلات لمكافحة التضخم. وعلى الرغم من الاقتصاد المتعثر، فاز أردوغان في الانتخابات، جزئياً عن طريق تخفيف آثار التضخم بالانفاق العام. لكن الخبراء يعتبرون أن هذا الاجراء غير مستدام، بما في ذلك مواضيع الحد الأدنى للأجور وزيادة المعاشات التقاعدية.

ومن أجل المضي قدماً، ستحتاج الحكومة إلى أن تقرر ما إذا كانت ستلتزم بالمعدلات المنخفضة، كما وعد أردوغان أو ستقوم برفع تدريجي أو تجمع زيادات صغيرة مع إجراءات أخرى. سيؤدي كل ذلك الى “تباطؤ لا مفر منه” في الاقتصاد التركي ومعدلات بطالة أعلى.

الزلزال: إعادة البناء بأي ثمن؟

سجل أردوغان انتصاراً ساحقاً في المحافظات التي تضررت بشدة من زلزال 6 شباط والذي أودى بحياة حوالي 50 ألف شخص على الرغم من الانتقادات التي اتهمت الحكومة بالاستجابة البطيئة وغير الفاعلة. ودعم الناخبون في تسع مقاطعات من أصل 11 مقاطعة تضررت من الزلزال أردوغان، بما في ذلك في هاتاي التي تضررت بشدة. وفي خطاب النصر، كرر الرئيس وعوده بأن جهود إعادة البناء ستكون على رأس أولويات حكومته.

ويقدر البنك الدولي أن الزلزال تسبب بـ 34.2 مليار دولار بشكل “أضرار مباشرة” – وهو مبلغ يعادل 4٪ من الناتج المحلي الاجمالي لتركيا عام 2021. ويضيف بأن تكاليف التعافي وإعادة الإعمار قد تضاعف هذا المبلغ.

وتميز حكم أردوغان على مدى عقدين من الزمان بازدهار هائل في قطاع البناء. على الرغم من الانتقادات التي ربطت التساهل في تطبيق قوانين البناء بوقوع الزلزال المميت، يعتقد العديد من مؤيديه أنه أظهر قدرته على إعادة البناء. لكن علماء الجيولوجيا والمهندسين حذروا من أن حملة البناء السريعة قد تشكل أيضاً مخاطر جديدة.

أردوغان بمواجهة الضغط لاعادة اللاجئين إلى بلادهم

يدرك أردوغان بشدة أن المشاعر توترت تجاه 3.4 ملايين سوري فروا من العنف في بلادهم إلى تركيا، لا سيما في الوقت الذي تكافح فيه البلاد الانكماش الاقتصادي. ولذلك ذكر في خطاب النصر أن حوالي 600 ألف لاجئ عادوا طواعية إلى سوريا، حيث تقوم حكومته بإنشاء ما يسمى بـ “المناطق الآمنة” في المناطق الشمالية التي تسيطر عليها. كما قال إن مليوناً إضافياً سيتبعون بفضل برنامج إعادة توطين مشترك مع قطر، من دون الخوض في تفاصيل.

لكن إيما سنكلير – ويب من منظمة “هيومن رايتس ووتش” أكدت أن سوريا لا تزال غير آمنة للعديد من اللاجئين، في حين أن الخطاب الاستقطابي في تركيا يخلق وضعاً خطيراً بالنسبة اليهم.

الحقوق والحريات

يرى البعض أن رئاسة أردوغان اتسمت بقمع لحرية التعبير وزيادة العداء تجاه الأقليات، واستند في ادعائه الى وسائل الاعلام السائدة الموالية للحكومة والرقابة على الانترنت على نطاق واسع وقوانين وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة التي يمكن أن تحد من التعبير على الانترنت. وفي أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، استخدمت الحكومة قوانين واسعة النطاق لسجن أولئك الذين ثبت أن لديهم صلة”.

شارك المقال