بري مرتاح وجنبلاط مرحب به… والكل بانتظار لودريان

رواند بو ضرغم

ينقل زوار عين التينة ارتياح الرئيس نبيه بري عشية انعقاد الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية، ويقولون لموقع “لبنان الكبير” إنه ماضٍ في الجلسة وسيصوّت لرئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية مهما كانت حسابات الأرقام والأصوات.

أما كلام البعض عن تراجع فرنسي عن دعم فرنجية، متكئاً على سحب الملف اللبناني من يد باتريك دوريل وتلزيمه لجان ايف لودريان، ورداً على التسويق لفكرة الدعم الأميركي لمرشح تقاطع المعارضة و”التيار الوطني الحر” جهاد أزعور، فيحسم الرئيس بري أن المواقف الخارجية على حالها، بحيث أنهم يريدون رئيساً ولن يتدخلوا في الأسماء.

وبعد أن وصل الملف الرئاسي الى حد الاصطفاف الطائفي والتصعيد السياسي، لم يرَ بري نفسه مقصّراً في محاولة التوافق والحوار، اذ إنه دعا الأطراف السياسية الى طاولة الحوار مرتين للبحث في الأسماء الرئاسية علّ فريقاً يُقنع آخر، الا أن دعوته لم تُلبَّ وهو ليس في صدد الدعوة الى الحوار مجدداً، على اعتبار أنه سمّى فرنجية لرئاسة الجمهورية وأصبح طرفاً. أما إذا دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى حوار وطني شامل فسيلبي بري الدعوة حتماً.

من دون أدنى شك فان قرار “اللقاء الديموقراطي” بالتصويت لأزعور أحرج الفريق الداعم لفرنجية وصعّب عليه المعركة الرئاسية، الا أن العلاقة بين جنبلاط الأب وصديقه الرئيس بري لن تصل الى حد القطيعة، لا بل إن رئيس المجلس يتفهم “بيك كليمنصو” ويبرر له مواقفه حتى لو كانت رياحه بعيدة من سماء عين التينة، وخصوصاً أن جنبلاط بدأ بتوريد رسائل تطمينية الى عين التينة مفادها الاصرار على التوافق، وأن أزعور لن يصل الى سدة الرئاسة ولكن التقاطع المسيحي وأمن الجبل دفعه الى اتخاذ قرار رئاسي كهذا. ونفى رئيس الحزب “الاشتراكي” المستقيل وليد جنبلاط ومصادر الرئيس بري أن يكون تيمور جنبلاط طلب موعداً من الرئيس بري ورفض إعطاءه. وقالت مصادر عين التينة إن الاختلاف في الموقف الرئاسي لا يفسد في الود قضية مع “الاشتراكي”، لا بل إننا نصر على ضرورة العلاقة واستمرارها وبقائها وتطويرها، ومتى طلب جنبلاط أو موفد عنه موعداً فسيحدد له.

مصادر مقربة من الرئيس السابق ميشال عون والنائب جبران باسيل تقول لموقع “لبنان الكبير” إن التقاطع المسيحي، سواء شمل بكركي أم لم يشمله، لم يأتِ يوماً برئيس للجمهورية، ولم يتحول جهاد أزعور الى رقم صعب، ولما تقاطع سمير جعجع وجبران باسيل و”الكتائب” وبعض التغييريين من غير أن يلتقوا، لو لم يتقاطع التقاطع المسيحي مع قوى عظمى أخرى، وعلى رأسها قرار صندوق النقد الدولي وربما قرار الخماسية، وتحديداً الأميركيون. لذلك ترى هذه المصادر المقربة لعون وباسيل أن جهاد أزعور قرار استراتيجي، ومن غير المعقول أن يتجاوز “التيار” الابراء المستحيل، لولا وجود تقاطع أهم وأعظم. فالصمت الأميركي في هذه الفترة الحرجة معبّر جداً، وإيفاد لودريان بعد أن رشح الأميركي أزعور، وبعد أن تبدلت المعطيات في المنطقة بين السعودية وإيران وسوريا وبقيت أميركا خارج هذا التقارب، له دلالاته أيضاً، فهل من الممكن تسليم الرئاسة الى حليف “حزب الله” والتسوية الدولية لم تستوِ بعد؟

إذاً، تقول المصادر إن لودريان سيحضر الى بيروت ويلتقي الأطراف السياسية خلال أسبوع، أما رئيس صُنع في لبنان فبات بعيداً كل البُعد، وجلسة الأربعاء لن تخرج عن كونها مباراة بنتيجة صفرية، ولكن هذا لا يعني خروج المرشحَيْن من الحلبة الرئاسية. وما بعد الأربعاء، تمترس في الخنادق السياسية والطائفية، الى حين تكشف دور لودريان وانعكاسه على الصعيد الدولي، فانتخاب رئيس مسقط من الخارج.

شارك المقال