نواب “التيار” يغرّدون خارج السرب… وباسيل الخاسر الأكبر! 

آية المصري
آية المصري

يعيش رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل حالة من التخبط الداخلي الكبير داخل تياره، ونتيجة أسلوبه في التعاطي مع زملائه في تكتل “لبنان القوي” صار يخسر كثيراً في الآونة الأخيرة، فهذا المتعجرف، لا يرى سوى نفسه رئيساً للتيار، وحتى للجمهورية، لا يناقش أي بند أو مقترح ولا يأخذ في الاعتبار رأي نواب تكتله، بل يفرض الأوامر والتعليمات ولا يقبل أن يخالف رأيه أحد لأنه ببساطة الآمر الناهي فهو الصهر المدلل للجنرال ميشال عون.

باسيل كان رئيس الظل طيلة عهد عون، بحيث إستوطن في القصر الجمهوري وكان الحاكم بأمر الرئيس والبلاد والعباد، ونتيجة طمعه ونجاح علاقته السابقة مع محور الممانعة وتحديداً “حزب الله” كسب الكثير من المغانم والسلطة، وما إن وقعت الخلافات العلنية بين الطرفين حتى مني بالخسارات واحدة تلوالأخرى. وبسبب مواقفه التصعيدية تجاه “حزب الله” وإنقلابه عليه بعدما شكل له ولنوابه رافعة في الانتخابات النيابية الأخيرة، قرر الحزب إعطاء باسيل درساً لا ينساه ويظهر حجمه الحقيقي في البلد، وأهم هذه الدروس الانقسامات الداخلية التي ظهرت تباعاً داخل التكتل، فمنذ ثمانية أشهر تقريباً بدا أن هناك 5 الى 7 نواب لا ينسجمون مع قرارات باسيل، ويريدون الانتفاضة عليه والخروج من تحت عباءة التيار، وبقي الموضوع سراً ومن ضمن التكهنات حتى بدأت تتضح الصورة أمام الرأي العام وتظهر عبر وسائل الاعلام قلة إنسجام نواب التيار وإنعدام تواصلهم مع بعضهم البعض، وآخرها قبل تبني التيار ترشيح جهاد أزعور وقول النائب سيمون أبي رميا إن أزعور ليس مطروحاً علينا، وقبلها كلام النائب آلان عون عن سبب عدم ترشيح نائب ماروني من داخل التكتل للرئاسة؟ وحينها كان يقصد زميله إبراهيم كنعان الذي سبق ووضع إسمه ضمن لائحة بكركي ومشاوراتها الأخيرة، لكن باسيل رفض طرحه جملةً وتفصيلاً معتبراً أنه الأحق والأجدر بالرئاسة الأولى.

وبعد الحديث عن أن “حزب الله” تمكن من إقناع المعترضين داخل التيار بالذهاب نحو مرشحه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، أطل باسيل قبل ساعات قليلة من الجلسة وطلب بشجاعة تامة من الثنائي الشيعي “وقف التدخل في شؤون التيار الداخلية وتحريض عدد من المسؤولين والنواب فيه على خيارات مختلفة، لأن هذا الأمر منافٍ للأخلاق”، وبهذا التصريح أكد باسيل أن هناك نواباً باتوا خارج قبضته ولم يعد قادراً على التحكم بهم، وهذا ما ظهر في عدّة جلسات عندما أتى الرئيس عون وأدّب النواب الخارجين عن طاعة باسيل، الذي صار يستعين بعمه كي يضبط قواعده الداخلية. لكن جلسة الأمس أكدت المؤكد خصوصاً بعدما نال فرنجية 51 صوتاً، فوفق المعلومات أن هناك ثلاثة أو خمسة نواب خرجوا عن قرار التكتل وصوّتوا لصالح فرنجية، مع العلم أن عون كما هو متوقع، لا يزال يمسك نواب التيار بيد من حديد و”ما بيسترجوا” الخروج عن تعاليمه.

وفي السياق، شددت أوساط مطلعة في حديث عبر موقع “لبنان الكبير” على أن “هناك إنقسامات واضحة في التيار، وباسيل خسر الكثير من الأوراق ومنها أن يكون صانع رئيس الجمهورية أو القائد في عملية انتخاب الرئيس أو تسميته، لكن تبقى خسارته الأكبر في هذه المرحلة أنه سيخسر المزيد من تكتله النيابي بعد توافقه مع المعارضة وتلاقيهما على أزعور”.

واعتبرت هذه الأوساط أن “باسيل لم يعد ضمن حسابات الربح أو الخسارة وخلال المرحلة المقبلة قد يكون على هامش الخيارات السياسية الأساسية، والدليل أنه بات يضع الى جانبه عمه عون في كل زيارة أو مناسبة أو اجتماع يحضره، وكأنه يطلب العون والنجدة منه، وبالتالي لم يعد الورقة المؤثرة في اللعبة السياسية وكل هذا نتيجة خروجه من تحت عباءة حزب الله، الذي يعلمه درساً قاسياً، لأن باسيل حصل على كل هذه المكاسب نتيجة تحالفه السابق مع الحزب واليوم تمرد عليه وعلى قراره وخياراته”.

أما مصادر تكتل “لبنان القوي” فوصفت الجلسة بأنها “كانت ديموقراطية بإمتياز”، مؤكدة أن “جميع نواب التكتل إلتزموا بالتصويت لصالح جهاد أزعور”.

وفي المقابل، أشارت مصادر نيابية مقربة من “حزب الله” الى “أننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية لأي طرف، ومن لديه مشكلات داخلية فليحلها بنفسه ولا يدخلنا فيها”، مشددة على “أننا سنبقى من دعاة الحوار والتوافق مع الأعداء فكيف مع الأصدقاء؟”.

شارك المقال