محادثات أميركية – إيرانية “على نار هادئة”

حسناء بو حرفوش

استأنف البيت الأبيض المحادثات مع إيران في محاولة لتسهيل الافراج عن المعتقلين الأميركيين في الجمهورية الاسلامية ووضع حد لبرنامجها النووي. وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأربعاء أن مسؤولي إدارة جو بايدن سافروا إلى عمان لاجراء مناقشات غير مباشرة مع نظرائهم الايرانيين ثلاث مرات على الأقل منذ كانون الثاني/ديسمبر، بحيث أجرى ديبلوماسيون أميركيون وإيرانيون اتصالات في نيويورك.

وقبل ذلك بشهر، قال الرئيس بايدن لمجموعة من المتظاهرين الأميركيين الايرانيين في كاليفورنيا أن الاتفاق النووي لعام 2015 بين الولايات المتحدة وإيران وخمس قوى عالمية أخرى “قد انتهى لكننا لن نعلن ذلك”. وبعدها بأسابيع، اجتمع روبرت مالي، المبعوث الخاص لوزارة الخارجية إلى إيران بسفير طهران لدى الأمم المتحدة، وفقاً للصحيفة.

وورد أن المسؤولين العمانيين نقلوا بين شباط وأيار، مراسلات بين بريت ماكغورك، منسق شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي، وكبير المفاوضين النوويين الايرانيين علي باقري. ووفقاً للمجلة، سافر مالي إلى عُمان خلال تلك الفترة أيضاً. بالإضافة إلى ذلك، التقى السلطان العماني هيثم بن طارق بالمرشد الأعلى الايراني آية الله علي خامنئي في طهران أواخر الشهر الماضي. وتسعى إيران الى استعادة قدرتها على الوصول الى مبالغ تصل إلى مليارات الدولارات جمّدتها العقوبات الأميركية، ربما مقابل تنازلات بشأن أسراها وطموحاتها النووية.

وفي الأسابيع الأخيرة، وافقت الولايات المتحدة على دفع ما يقرب من 2.7 مليار دولار لإيران من أجل واردات الكهرباء والغاز، وفقاً للصحيفة، على الرغم من أن المسؤولين في واشنطن يقولون إن التحويل لا يمتّ الى المحادثات التي تم إحياؤها بصلة. وذكرت الصحيفة أن إيران سعت أيضاً إلى الوصول إلى 7 مليارات دولار من الأموال المخبأة في كوريا الجنوبية.

وشهدت العلاقات بين إيران والولايات المتحدة تطورات متزايدة خلال العام الماضي بحيث استولت طهران على ناقلات النفط في الخليج العربي وزودت روسيا بمسيرات لاستخدامها في غزوها لأوكرانيا. وفي الخريف الماضي، انضمت الولايات المتحدة إلى الدول الأجنبية التي أدانت إيران بشدة على خلفية قمع الاحتجاجات الجماهيرية التي اندلعت رداً على وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً بعدما اعتقلتها شرطة الآداب سيئة السمعة في البلاد.

ويُعتقد أن إيران كثفت نشاطها النووي بعد أن بدأت إدارة دونالد ترامب بتشديد العقوبات مجدداً في العام 2018. وشمل هذا التكثيف تكديس ما يكفي من المواد النووية لصنع أسلحة، وفقاً لمسؤولين أميركيين. ويواجه بايدن ضغوطاً سياسية داخلية مع اشتداد دورة انتخابات 2024 كي لا يبدو ضعيفاً أمام الخصوم الأجانب مثل إيران.

وعلى الصعيد الدولي، يتعين على بايدن أيضاً التعامل مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أبقى على احتمال استخدام القوة العسكرية للرد على إيران النووية على الطاولة. كما ورد أن نتنياهو أقر أيضاً بطموح الولايات المتحدة لعقد “صفقة صغيرة” مع إيران وقلل من تداعيات مثل هذا الاختراق، مؤكداً أنها “ليست الصفقة التي نألفها” والتي تم التوصل إليها في العام 2015. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن نتنياهو قوله هذا الأسبوع: “ما هو على جدول الأعمال في الوقت الحالي بين واشنطن وطهران ليس اتفاقاً نووياً، إنه مجرد صفقة صغيرة سنتمكن من التعامل معها.”

شارك المقال