fbpx

اتهام

الراجح
الراجح
مجلس النواب
تابعنا على الواتساب

هناك اتّهام موجّه الى بعض، أو الأصح، الى الكثيرين من أصحاب الرأي والقلم واللّسان الطويل.

الإتّهام جاء من أحد الكتّاب المصريّين، وخلاصته أن اللبناني يعيش الحدث ثم يتجاوزه بقدرة عجيبة على النسيان، فلا يؤرِّخ تاريخه (كما حاضره، والله أعلم، بالمستقبل!)، بل يترك ذلك غالباً للأجانب. الدليل على ذلك أنه في حال أردنا أن نؤرّخ الأحداث التي جرت في لبنان نتساءل عمّا إذا كانت حرباً أم “مناوشات” أم “فتنة” أم “شرّاً لا بد منه”!

هذا السّؤال الأوّل، أما الثّاني فهو من انتصر في هذه الحرب؟ وبعدها يأتي السؤال الأهم: ما هو دور الوطن في خضم هذه التناقضات؟ أترك هذه الأسئلة من دون الإجابة عنها لما ستحمل من إجابات مختلفة ومتناقضة تأخذنا جميعها الى السؤال الأخير!

أقول هذا بعد أن اقترع نوّاب الأمة جمعاء يوم الأربعاء المجيد ضد انتخاب رئيس للجمهورية.

حقاً، لا أخفي أني كتبت ما تقرؤون بعدما قرأت كعادتي للكاتب الرائع سمير عطا الله مقالته “الخوف من الغابة”، وهو عنوان للكاتب الهندي (المكروه جدّاً مني) ف. س. نيبول الحائز على جائزة نوبل (عام 2001)، والذي قام بجولة في القارّة الأفريقية بُعَيْد استقلال دولها، ثم عاد مرة أخرى بعد حوالي 20 سنة، ودوَّن رحلته الثانية تحت عنوان “قناع أفريقيا”. وركز على المعتقدات الافريقية – سمّاها معتقدات – وليست خرافات أو أساطير (تشبه الميثاقية). اكتشف نيبول أن الغابة لا تزال تؤثِّر في حياة الإنسان. إنها عالم كثيف يحوِّل الغابة إلى جدار أسود لا يمكن رؤية شيء من خلاله إلا في تحدِّي ذلك العالم الغريب الذي يصدر في الليل أصواتاً مختلفة في عالم مختلف (أصوات تشبه الأصوات النيابية). يصغي نيبول إلى زعيم القبيلة بالكثير من الاهتمام، ويحاول الزعيم بدوره أن يكون شديد الدّقة وهو يروي الأحداث التي مرت بها قريته. ويقول: “في إحدى المرّات ظهر في القرية نفط كثير وبدأ مهندسون هولنديون بالحفر من دون استئذان سيد الجن في المنطقة – تماماً كما حصل مقابل البترون – (اعتذر عن هذا الخروج عن النّص)! وسرعان ما جفّ النّفط، ولم تعد تنفع أية محاولة”.

ذلك من تقاليد ومعتقدات كثيرة في مجتمع أنثوي حيث المرأة هي الأقوى لأنها تعطي الحياة ولها أيضاً القدرة على “السّحر”. وهي برأيي كذلك في الغابة اللبنانية، حيث بإمكانها أن تقنعنا بتجرّع السّم…

نحن في حالة الخوف. فيها من المجهول، وهو يشبه تماماً الخوف من المعلوم، وكلاهما أسوأ من الآخر.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال