هل تتمسك فرنسا بفكرة “الباكيج” مع تغيير في الأسماء؟

آية المصري
آية المصري

يهدف الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان من زيارته الى لبنان القيام بجولة إستطلاعية لمواقف المسؤولين بعدما عجزوا عن الجلوس مع بعضهم البعض على طاولة حوار واحدة، وفشلوا في انتخاب رئيس للجمهورية على مدى 12 جلسة، وآخرها التي حصل فيها مرشح المعارضة الوزير السابق جهاد أزعور على 59 صوتاً مقابل 51 صوتاً لمرشح الممانعة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية. وينطلق لودريان من هذه الجلسة التي أعادت خلط الأوراق، مع العلم أنه بات يحكى عن خيار ثالث سيبحث عنه في المرحلة المقبلة، لكن المؤكد أنه لن يطرح أي إسم لأن المبادرة الجديدة لم تتضح معالمها بعد، وتحديداً بعد التغيير الذي حصل في الموقف الفرنسي.

هذه المرة ينتظر اللبنانيون من لودريان “أرنباً” فرنسياً جديداً ينهي الأزمة العالقة في البلاد، ويجعل فريقي المعارضة والممانعة يتوافقان على رئيس من دون اعتباره تحدياً أو مناورة لأي منهما. وتشمل جولة لودريان سلسلة لقاءات بدأت من عين التينة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وتبعتها زيارة لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي الحكومي، ثم لقاء مع البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب. كما دعا لودريان عدداً من النواب التغييريين والمستقلين الى مأدبة غداء تقام على شرفهم عند الساعة الواحدة والربع من بعد ظهر اليوم في قصر الصنوبر، وسط معلومات عن إعتذار بعضهم عن عدم التمكن من الحضور بداعي السفر وأبرزهم النائبة نجاة صليبا. والسؤال الأبرز: كيف يقرأ التغييريون والمستقلون هذه الدعوة وهل تذكرهم بحقبة الانتداب الفرنسي والمبعوث الفرنسي؟

النائب المستقل غسان سكاف أكد عبر موقع “لبنان الكبير” أنه لن يكون موجوداً في اللقاء الكبير الذي سيجمع عدداً من النواب التغييريين والمستقلين، “لأنني لا أحبذ هذه اللقاءات وأفضل اللقاءات الثنائية، وكوني أملك رأياً خاصاً في هذا الاطار سيكون لدي لقاء ثنائي مع لودريان فيما بعد”، مشيراً الى أن “جولة لودريان إستطلاعية في مرحلتها الأولى وربما سيعود في المرحلة المقبلة بحل يشمل على الأرجح إنتخاب رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة وتنفيذ بعض الاصلاحات الضرورية، وأعتقد أن فكرة (الباكيج) لا تزال موجودة لدى فرنسا مع تغيير في الأسماء”.

وأوضح أن “تغيير المفاوض ومستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل الى جان إيف لودريان الذي يعد من مستوى أعلى من دوريل يشير الى تغيير في الأسماء وفي منهجية التعاطي في هذا الملف، وأعتقد ان لودريان سيعمل على إخراج السياسة على قاعدة لا غالب ولا مغلوب”.

وأكد أن هذه الدعوة “ذكرتنا بمرحلة الانتداب الفرنسي، لكن هذا الخطأ ليس من الجانب الفرنسي بل خطأنا نحن داخلياً، فأنا قمت بمبادرتين رئاسيتين الأولى كانت لايجاد شخص مشترك بين كل مكونات البلد وهذا يوافق عليه 80 الى 90% من المجلس النيابي ولم نصل الى نتيجة فيها. اما المبادرة الثانية فاستغلينا وجود مرشح من فريق الممانعة لطرح مرشح آخر في مواجهته كي نطبق النظام الديموقراطي الذي يقول اننا نذهب الى الانتخابات ويفوز أحد المرشحين والتقينا لاقناع المعارضة بترشيح شخص واحد في مواجهة الشخص الآخر وتم انتقاء أزعور الذي وافقت عليه أكثرية القوى وحصل على عدد كبير من الأصوات”.

وقال سكاف: “إعتقدت يومها أنه عندما يكون هناك مرشحان من كلا الفريقين لا يمكن إسقاط النصاب لأن كل فريق سيتمسك بالأصوات التي يملكها، ولكن تبين أن الفريق الذي سيرى أن مرشحه لن يفوز سيسقط النصاب وهنا عدنا الى دوامة جديدة”. وأشار الى أنه سيستأنف مبادرته الأخيرة “لكسر الحواجز بين كل المكونات بعد عودة لودريان الى فرنسا”.

أما النائبة بولا يعقوبيان فاعتبرت أن “لودريان في مكان ما يقوم بهذا التحرك بعد الحملة الكبيرة التي شنت على المبادرة الفرنسية السابقة التي طرحت رئيساً للجمهورية مقابل رئيس للحكومة، وهذا ما جعل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يفكر في اعادة وصل بعض ما انقطع في هذا الموضوع ولاعادة تموضع جديد لفرنسا وقوامه أنها تريد مصلحة لبنان وتستمع الى الأطراف اللبنانية”. وقالت: “لا أعلم اذا كان هناك تغيير في المقاربة ولكن هناك تغيير في الشكل، هل هذا التغيير يعني اعادة النظر بالمبادرة؟ لا جواب صريح لدي، فهذه الجولة إستطلاعية ولشرح الموقف الفرنسي”.

ولفت النائب ياسين ياسين الى أنه تمت دعوته الى قصر الصنوبر، وأن الدعوة شملت معظم التغييريين والمستقلين “لكن لم يتبلور أي موقف جماعي بعد”، معرباً عن أسفه لأن “مجلس النواب غير قادر على انتاج رئيس وطني بانتاج لبناني مع العلم أنه كانت لدينا فرص كبيرة، واليوم أي دولة تقدم أي مساعدة للبنان من أجل الخروج من محنتنا تُشكر جهودها”.

شارك المقال