“التوقيع الثالث” الشيعي يواجه الاستطلاع الفرنسي الجديد

رواند بو ضرغم

ما استلم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ملفاً في لبنان الا وأخفق فيه، بدءاً من زيارته الأولى عقب انفجار مرفأ بيروت، مروراً بتكليف الرئيس السابق سعد الحريري تأليف الحكومة في آخر العهد العوني وخضوعه لشروط المعرقلين، وصولاً الى المبادرة الرئاسية ودعم رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية… فهل يكون مصير فرنجية كمصير صديقه الحريري؟

لم يشعر فرنجية خلال لقاء الساعتين مع المبعوث الفرنسي الخاص جان ايف لودريان في قصر الصنوبر أن فرنسا تراجعت عن مبادرتها. ولا حتى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في لقائه الصباحي معه شعر بتغيّر في الاستراتيجية الفرنسية، ولا بأي نية لتجاوز المكون الشيعي. الا أن النائب جبران باسيل سمع من لودريان أن المبادرة الفرنسية باتت من الماضي كما نقلت عنه النائبة ندى البستاني التي حضرت لقاء الساعة مع الموفد الفرنسي… فماذا عن “القوات”؟

يقول مصدر قواتي لموقع “لبنان الكبير”: “إن لودريان قال في معراب إن الرئيس ماكرون كفّ يد مستشاريه باتريك دوريل وإيمانويل بون وطلب إليه أن يبدأ من الصفر، ويتطلع لودريان الى أن يصل الى مساحة مشتركة بين الأطراف اللبنانية وأن يجد ثغرة قد تؤدي به الى بناء الثقة للتقاطع على مرشح، لذلك فهو يجتمع بكل القيادات والشخصيات وسيقوّم كل المعطيات ويعود بها الى باريس”.

تشير مصادر مشاركة في لقاء معراب لموقع “لبنان الكبير” الى أن لودريان لا يحمل أي تصوّر لأي اسم مرشح كخيار ثالث، وقالها أمام الحاضرين من “القوات” إن لا اسم رئاسي لديه ولا أي فكرة أو تصوّر مسبق، وجاء فقط مستطلعاً للآراء ولكي يحاول أن يكون جسر عبور بين الاليزيه ووزارة الخارجية، ويحاول الدفع بماكرون للنجاح في ملف أساس بحجم الملف اللبناني.

سُئل لودريان ماذا لو بقي الثنائي الشيعي مصراً على فرنجية، فكيف سيقنعه بالتراجع عن دعمه لصالح إسم توافقي آخر؟ استنتج الحاضرون في اللقاء أن لودريان نفسه لا يعلم من أين سيبدأ وكيف سيتصرف مع إصرار الثنائي على إقناعه، وليس من تصور لديه، وهو أيضاً ليس متأكداً ما اذا كان باستطاعته أن يصل الى حل توافقي، ولكن ما يؤكده لودريان أنه سيجمع الآراء وسيعود بها الى باريس ليضع الاليزيه والمجلس النيابي في أجوائها، ويقوم بعدها بزيارات متتالية الى لبنان بهدف الوصول الى حل.

فهل طوى ماكرون صفحة مبادرته؟ والى أي مدى سينجح في تطيير فرنجية من السباق الرئاسي؟

بالعودة الى مقارنة ظروف الحريري مع ظروف فرنجية، كان الثنائي الشيعي متمسكاً وقتذاك بوزارة المالية والتوقيع الثالث، فصعّب على الحريري مهمته ودفع باتجاه تراجع ماكرون وإعلان فشله في التوصل الى حل، وخصوصاً بعد أن اصطدم بتوقيع الرئيس السابق ميشال عون والفيتو المسبق على الحريري. أما اليوم فإن الثنائي الشيعي مصرٌ على دعم فرنجية ولن يتراجع في معركة باتت سياسية وتهدف الى كسر “حزب الله” وإنهاء هيمنته وفقاً لشعارات المعارضة و”التيار الوطني الحر”، لذلك فلن يزيد الثنائي الا إصراراً على فرنجية، ولن يتراجع عن موقفه، مع إبداء الانفتاح على الحوار اللامشروط والذي لا يُقصي مرشحه أو أي مرشح آخر.

وضمن هذا الاطار، فصّل رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زائره الفرنسي الملف الرئاسي من ألفه الى يائه، وقال إنه دعا الى الحوار مرتين وجوبه برفض “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، وهذا ما دفعه الى الاعلان عن دعم مرشحه سليمان فرنجية، بحيث أصبح طرفاً في الاستحقاق الرئاسي وغير مخوّل الدعوة مجدداً الى الحوار داخلياً.

ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير”، فإن لودريان لم يأتِ على طرح رعاية فرنسا لحوار وطني في سان كلو الفرنسية ولا لمؤتمر وطني في الرياض لإعادة البحث في الصيغة اللبنانية، وهو لم يذكر أساساً أي مسعى خارجي لمؤتمر على شكل دوحة جديد أمام كل من التقاهم حتى اللحظة.

شارك المقال