ماذا بعد زيارة لودريان… هل “طار” فرنجية؟

آية المصري
آية المصري

إنتهت الجولة الأولى للمبعوث الرئاسي الفرنسي وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان بعد إكتمال سلسلة لقاءاته مع كل الأطياف والقوى الداخلية والكتل والمجموعات النيابية وغالبية النواب المستقلين والتغييريين، وبالتالي سينصرف الى إعداد تقريره المتعلق بهذه المهمة وتقديمه الى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والجهات المعنية بإيجاد الحل المناسب لتسهيل عملية انتخاب رئيس الجمهورية المقبل.

وبعدما إستمع لودريان الى المسؤولين الرسميين الذين عجزوا عن التلاقي على رئيس ينهي مهزلة الشغور الرئاسي المستمرة منذ ثمانية أشهر، سيعود مجدداً الى بيروت في القريب العاجل حاملاً معه مبادرة أو طرحاً جديداً ربما يجمع المعارضة والممانعة على مرشح واحد ويطيح المرشحيْن الحاليين رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور، خصوصاً بعدما جرى التداول أن فرنسا تراجعت بصورة واضحة عن مبادرتها الأولى سليمان فرنجية مقابل نواب سلام، وبالتالي تتجه الأنظار اليوم الى ما بعد زيارة لودريان الى لبنان، فهل من تسوية جديدة ستتضح معالمها قبل شهر تموز وشغور حاكمية مصرف لبنان؟ وهل ستكون فرنسا راعية رسمية لحوار سيجمع القادة اللبنانيين جميعهاً على طاولة واحدة؟

في هذا السياق، أوضحت أوساط نيابية مطلعة أن “الملف الرئاسي بات اليوم بصورة كبيرة بيد الخارج، والأسئلة الذي أحاطت بلقاءات لودريان تشير الى خروج فرنسا من مرشحها فرنجية وتؤكد أنها باتت تبحث عن إسم آخر ولم يتضح بعد من سيكون”.

ورأى عضو تكتل “لبنان القوي” النائب آلان عون عبر “لبنان الكبير” أن “لودريان ملأ الفراغ خلال جولته وحاول تحريك المياه الراكدة خصوصاً بعدما تبيّن أن جلسة ١٤ حزيران لم تحقّق أي خرق في مشهدية التوازن السلبي الذي يحكم الاستحقاق الرئاسي”.

وفي ما خصّ النقاشات، أشار عون الى أن “هدف لو دريان لم يكن فرض أي طرح على اللبنانيين بقدر ما كان استطلاع آرائهم ومواقفهم حول ما سبق من طروح، وما يمكن أن يكون لديهم من أفكار جديدة أكان حول الأسماء أو الحوار أو المسارات التي يمكن أن تنهي الأزمة”.

وعما يجري تداوله عن خروج رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل عن تأييد أزعور، لفت عون الى أن “التيار في ديناميكة وليونة كبيرة في مقاربة الاستحقاق وهو غير مقفل على اسم واحد ومنفتح على أي مرشح يقنعه ويشكل في الوقت نفسه فرصة لتوافق كبير ينهي الفراغ”.

أما رئيس جهاز العلاقات الخارجية في “القوات اللبنانية” الوزير السابق ريشار قيومجيان فأكد أن “المرحلة الأولى للودريان كانت استطلاعية واستكشافية بحيث أخذ آراء الفرقاء كلهم، والمرحلة الثانية سوف تتبلور في الأيام المقبلة بإنتظار عودته بطروح وخطة وساطة ومبادرة جديدة”، معتبراً أن “المرحلة الثانية ستكون للبدء بوساطة معينة، وهذه مبادرة متجددة لنرى ماذا ستحمل في طياتها، مع العلم أن مسؤولية انتخاب الرئيس تقع على مجلس النواب”.

وأشار الى أن “لودريان لم يأتِ على ذكر المبادرة الفرنسية السابقة ولم يتبين أنه آتٍ لاحيائها وكأنهم بدأوا بمبادرة جديدة اليوم، بحيث لم يتحدث عن فرنجية أو غيره من الأسماء”.

وعن تواجد أزعور خارج البلاد وإعاقته مرحلة ترشيحه، شدد قيومجيان على أن “كل هذه الأحاديث عبارة عن شكليات ومظاهر لا علاقة لها بجوهر الموضوع، وبامكانه التعبير عن آرائه وهو خارج البلاد وهناك الكثير من الشخصيات الموجودة في لبنان وموقفها معروف”.

أما بالنسبة الى خروج باسيل عن تأييد أزعور، فقال: “لا أريد الدخول في التحليلات وعندما يخرج باسيل من تأييد أزعور فلكل حادث حديث، لكن اليوم لا يزال التقاطع موجوداً بين المعارضة والتيار وفي حال دعا الرئيس نبيه بري الى جلسة سنصوّت جيمعنا لصالح جهاد أزعور”.

شارك المقال