هل نصب بوتين فخاً لـ “فاغنر”؟

حسناء بو حرفوش

رأى خبراء عسكريون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما يكون قد نصب فخاً لمقاتلي “فاغنر” من خلال السماح لهم بالفرار إلى بيلاروسيا. ونقل موقع “بيزنس إنسايدر” الالكتروني عن خبراء أن “مقاتلي فاغنر قد لا يكونوا آمنين في بيلاروسيا التي لا يمكن أن تشكل ملاذاً حقيقياً لفاغنر وزعيمها في حال تدخل الكرملين”. ولم يتوان خبير آخر عن التعبير عن اندهاشه الكبير “إذا ما بقي بريغوجين على قيد الحياة في غضون بضعة أشهر. كما أكد خبراء في معهد دراسات الحرب ومقره واشنطن العاصمة أن الرئيس بوتين ربما خدع مقاتلي مجموعة فاغنر بخيار الذهاب إلى بيلاروسيا”.

وبعد الانتفاضة الدراماتيكية للمجموعة التي هددت الأمن الداخلي لروسيا، أعلن بوتين الاثنين أن بإمكان مرتزقة “فاغنر” الخروج من البلاد والذهاب إلى بيلاروسيا مع زعيمهم بريغوجين أو يمكنهم العودة إلى الحياة المدنية أو توقيع عقود مع وزارة الدفاع الروسية. لكن “الكرملين من المرجح أن ينظر إلى أفراد مجموعة فاغنر الذين يتبعون بريغوجين إلى بيلاروسيا على أنهم خونة سواء اتخذت إجراءات فورية ضدهم أم لا. وفي كل الأحوال، إذا ضغط الكرملين على بيلاروسيا، فلن تقدم هذه الأخيرة لمقاتلي بريغوجين أو فاغنر ملاذاً حقيقياً”.

وقال خبير آخر أيضاً إن بريغوجين قد ينتهي به الأمر قريباً في مواجهة عقاب قاس للغاية. ووفقاً لإيان بريمر، رئيس مجموعة أوراسيا، بريغوجين “رجل ميت في هذه المرحلة”، مضيفاً: “سيكون من المدهش جداً أن نراه لا يزال معنا في غضون بضعة أشهر”. وجاءت انتفاضة مجموعة “فاغنر” قصيرة الأمد والتي أهانت بوتين وقدمت ما وصفه الخبراء بأنه أكبر تهديد خلال العقود التي قضاها في السلطة، بعد شهور من الخلاف بين المجموعة وضباط روسيا العسكريين.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، استولى مرتزقة “فاغنر” على المقر العسكري في مدينة روستوف أون دون الروسية الرئيسة وبدأوا بمسيرة نحو موسكو. وبعد يوم من التوترات، أعلن رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو السبت، أنه توسط وأن الانتفاضة انتهت. وقال الكرملين إن الصفقة تشمل ذهاب بريغوجين إلى المنفى في بيلاروسيا، جارة روسيا وأقرب حليفة لها.

في مقطع فيديو نشر الاثنين، ربط بريغوجين “الانتفاضة بمطالبة المجتمع بها” و”لم يكن هدفنا الاطاحة بالنظام”، حسبما ذكرت صحيفة “الغارديان”، كما أوضح أنه قبل اتفاق روسيا لتجنب إراقة الدماء. وليس من الواضح مكان وجود بريغوجين حتى يوم الثلاثاء، لكن تقارير غير مؤكدة أفادت بأنه كان في فندق في مينسك، عاصمة بيلاروسيا. كما ذكرت وسائل الاعلام الروسية أن بيلاروسيا تبني قاعدة لحوالي 8000 مقاتل من طراز” فاغنر” على بعد 124 ميلاً من حدودها مع أوكرانيا.

وقال بوتين في خطاب ألقاه يوم الاثنين إن التمرد يهدد روسيا. ولم يذكر اسم بريغوجين كما لم يكرر تعليقاته السابقة بأن من يقف وراءه سيعاقب. وربط عدم اعتقال قادة “فاغنر” بتهمة الخيانة على الأرجح بحاجة روسيا إلى “قوة بشرية مدربة وفعالة”. وقدمت مجموعة “فاغنر” دفعة عسكرية لروسيا منذ أن شنت غزوها على أوكرانيا في شباط 2022، وقادت أحياناً مبادرات في معارك رئيسة وعرضت تكتيكات وحشية بدأ الجيش الروسي لاحقاً بتقليدها. لكن الخلاف تصاعد بين الجماعات بحيث اتهم بريغوجين القيادة العسكرية الروسية بعدم إعطاء مقاتليه الذخيرة ومحاولة “تدمير” جماعته. كما رفض أيضاً في وقت سابق من هذا الشهر جهود وزارة الدفاع لوضع مجموعته تحت سيطرتها.

شارك المقال