بعد 30 عاماً… مشروع نتنياهو لا يحتاج تسريباً!

زاهر أبو حمدة

قبل 30 عاماً، صدر كتاب “مكان تحت الشمس” لبنيامين نتنياهو. لم يكن كتاباً عادياً إنما رؤية ومشروع رجل سيتحكم بالقرار الاسرائيلي خلال العقود اللاحقة. استطاع نتنياهو في كتابه أن يضع نقاط مشروعه الانتخابي وخطته للتعامل مع الفلسطينيين، ويشرح فيه أفكاره الصهيونية وعدم التنازل عن أي متر من الأرض، فهو ينتقد فكرة “الأرض مقابل السلام”، إنما يطرح “السلام مقابل السلام” أي أن دولة الاحتلال لن تفاوض على الأرض بتاتاً إنما الأمن مقابل الأمن.

ووفقاً لمبادئ نتنياهو، فقد نفذها على الأرض عبر خطوات متلاحقة. فهو يرفض التفاوض على هضبة الجولان باعتبارها تشكل العمق الاستراتيجي لاسرائيل، إضافة إلى ضم كامل مدينة القدس تحت السيادة الاسرائيلية. وتمكن من أخذ موافقة واعتراف أميركيين بذلك في عهد دونالد ترامب، وحتى الآن لم تتراجع إدارة جو بايدن عن ذلك. وفي الكتاب يذكر أيضاً ضم غور الأردن والضفة الغربية الى السيادة الاسرائيلية لأهداف توراتية وأمنية، وهذا ما يعمل عليه على الأرض من خلال الاستيطان المتواصل بكثافة. وتشير بيانات حركة “السلام الآن” الحقوقية الاسرائيلية إلى وجود نحو 666 ألف مستوطن إسرائيلي و145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية في الضفة الغربية، بما فيها شرق القدس. لكن الأرقام الفلسطينية تتحدث عن مليون مستوطن موجود في ما يفترض أن يكون أراضي للدولة الفلسطينية.

أمام ذلك، ليس مفاجئاً التسريب الأخير لنتنياهو، وقال فيه “إنه يجب كبح الطموح الفلسطيني لإقامة دولة”. جاء ذلك بحسب ما نقلته قناة “كان” الرسمية، عن نتنياهو خلال جلسة مغلقة عقدت في لجنة شؤون الأمن والخارجية بعدما سأله أحد أعضاء الكنيست في اللجنة عن علاقات إسرائيل مع السلطة الفلسطينية. وبخصوص الطموحات الفلسطينية بدولة مستقلة، قال نتنياهو: “طموحهم في إقامة دولة يجب قمعه”، وفق القناة الإسرائيلية. وبالتالي، كلام نتنياهو هو تنفيذ محكم لمخطط بدأ منذ تسلمه الحكومة الاسرائيلية الأولى له عام 1996. وهذا المشروع لا يحتاج الى تسريب صحافي فهو أعلنه في أكثر من مناسبة وموثق في كتبه وبرامجه الانتخابية.

أما الأهم للرد على نتنياهو وحكومته الفاشية، فلا يتطلب بيانات ادانة فلسطينية وعربية ودولية وحسب، إنما يجب الرد بخطوات عملية على الأرض أيضاً، تبدأ بالتوجه فوراً الى المحاكم الدولية، ومن ثم الانسحاب من مسار “الرباعية الدولية” لتشكيل ضغط على من يرعى إسرائيل سياسياً وعسكرياً ومالياً. أما جماهيرياً، فوجب تكثيف مواجهة الاستيطان والمستوطنين لا سيما من يعتدون على الأهالي والقرى الفلسطينية. وهذه المواجهة تحتاج الى القوة عبر لجان شعبية لديها سلاح وتعزيز صمود الناس مادياً ومعنوياً.

شارك المقال