نصر الله يشدّ “ركاب” فرنجية بمواجهة “نكد” باسيل

رواند بو ضرغم

أربع وعشرون ساعة فاصلة بين كلام رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل والأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله. ساعات كانت كفيلة بإظهار أن كلام الثاني نسف كلام الأول، والحواجز التي وضعها باسيل أمام المرشح المدعوم من الثنائي الشيعي و”تهبيط” الحيطان عليه، أزالها السيد نصر الله وركّز دعائمها وثبّت موقف الحزب الداعم لرئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، في وجه “عنجهية” رئيس التيار.

انطلق باسيل من نتائج الجلسة الانتخابية الأخيرة ليجزم بأن مرشح الثنائي اصطدم بحائط مسدود ولم يبلغ العتبة التي تبرر بقاءه كمرشح. ويقول مقربون منه لموقع “لبنان الكبير” إن باسيل يتحدث بلغة المنتصر، من منطلق أنه سيفرض في نهاية المطاف على “حزب الله” التخلي عن فرنجية، ليسير معه بمرشح ثالث يفرضاه على الجميع، معتبراً أن لغة التحدي التي استخدمها الحزب أجهضت فُرص فرنجية الرئاسية، وهذا ما صبّ في مصلحة باسيل.

غير أن الأمين العام لـ “حزب الله” أعاد تذكير من لا يريد أن يسمع بمواصفات فرنجية، أنه الشجاع والوفيّ والذي لا يغدر ولا يبيع، و”عنده ركاب”، مصراً على حق “حزب الله” في التمسك بالمواصفات واعتبار أن الضمانة الوحيدة متمثلة بشخص الرئيس لا أي ضمانات دستورية أو مكتوبة.

في هذه الروحية، يذهب “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” الى حوار ثنائي، بحيث وصل باسيل الى حد وضع معادلة مفادها أن أي عناد لجهة التمسك بفرنجية سيقابله عناد من الجهة الأخرى، ويستخدم باسيل “القوات اللبنانية” كجوكر يسحبه في وجه “حزب الله” متى احتاجه، بهدف الوصول الى إسقاط سليمان فرنجية من جهة، وسحب ضمانة من الحزب بعدم السير في تسوية قائد الجيش جوزيف عون بعد سقوط فرنجية. في المقابل، يتقصّد باسيل تسريب مصادر عنه تُشيع بأن “حزب الله” هو من طلب الحوار من التيار، لا العكس. الا أن الواقع، من يضع القواعد والضوابط هو “حزب الله”، وقالها السيد نصر الله بوضوح: من يريد الحوار، موقفنا أصبح معروفاً.

اما رئيس مجلس النواب نبيه بري فيصوغ الرئاسة بحرفية، يتمسك بسليمان فرنجية أولاً وأخيراً كمرشح طبيعي من جهة، وينفتح على التسويات في حال التوافق من خلال مسار حواري من جهة أخرى، ولا يغلق الباب على الميل القطري والأميركي باتجاه قائد الجيش جوزيف عون ويفتح نافذة على التعديل الدستوري في رسالة تعاون مع الدول الراعية للخيار العسكري من جهة، ورسالة تحذيرية في وجه الكيد العوني من جهة أخرى، ولكن بري حتماً لن يسير بمرشح باسيل كجهاد أزعور وزياد بارود.

وبري “المرتاح” الى المسار الرئاسي، يعقّد الخيارات على باسيل ويضعه أمام السيء والأسوأ بالنسبة الى شخصه، أي سليمان فرنجية أو جوزيف عون. بعض المصادر التي تنظر الى المسار الرئاسي بإيجابية، ترى أن باسيل سيصوّت لفرنجية في مقابل حصوله على اللامركزية الادارية، أما المصادر المتشائمة فلا تستبعد أن يدعم باسيل جوزيف عون فقط “نكاية” بفرنجية… وفي الحالتين تبقى صفة النكد السياسي ملازمة لإسم جبران باسيل، وحلفاؤه ضاقوا ذرعاً به، أما خصومه المسيحيون فيعوّمونه ويطبقون المثل القائل “رزق الهبل عالمجانين”.

شارك المقال