فرنجية “لم يزحط” على كوع الكحالة

رواند بو ضرغم

“حادثة الكحالة لم تزدنا الا إصراراً على مرشحنا سليمان فرنجية”، بهذه العبارة يختصر مصدر من الثنائي الشيعي لموقع “لبنان الكبير” المعادلة الرئاسية الحالية التي خطّتها مواقف الأطراف المسيحية المتطرفة، بتأليب الرأي العام والتحريض على المقاومة، ودعوة البعض الى المواجهة بذريعة عدم القدرة على التعايش مع ميليشيا مسلّحة، ما يعني الاستعداد للانغماس في حرب أهلية.

لم ينجرف فرنجية مع سيول التطرف والتحريض على المقاومة ونبذ بيئتها، لا بل حذّر من أن المرحلة دقيقة وتتطلّب وعياً وهدوءاً ووطنية. اختار فرنجية في كلامه المصلحة الوطنية، على الرغم من أن الاعتدال والوطنية في حقبة الاحتقان والتحريض لا يُصرفان مسيحياً في السوق الرئاسي.

هذا البُعد الوطني الذي أظهره فرنجية عقب حادثة الكحالة، هو ما قصد به الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله سابقاً من أن ضمانة المقاومة تكمن في شخص الرئيس، لا في الضمانات المكتوبة أو الدستورية. في حين أن الأداء المسيحي الآخر من “القوات” و”الكتائب” و”التيار الوطني الحر” على رأسهم، لم يكن نموذجاً مطمئناً للمرحلة المقبلة تجعل من “حزب الله” أكثر ليونة في الذهاب نحو خيار تسووي توافقي. لا بل إن المواقف المتصلبة وغير العاقلة في وجه الحزب ومقاومته وبيئته دفعت به الى التمسك أكثر بمرشحه الرئاسي سليمان فرنجية، الضامن لمفهوم السلم الأهلي والذي لا يطعن ظهر المقاومة من جهة، ولا يُعادي معارضيها أو يحاول إلغاءها من جهة أخرى.

لن يكون “حزب الله” متساهلاً مع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بإبقاء مهلة الحوار مفتوحة الى حين انتهاء ولاية قائد الجيش جوزيف عون. نية باسيل في تقطيع الوقت للتخلص من العماد عون لن يعطيها له “حزب الله” على طبق من فضة، ولن يوصل الحزب نفسه الى مرحلة يصبح فرنجية الاسم الوحيد في قائمة المرشحين، ويصبح في يد باسيل ورقة ضغط على “حزب الله” للقبول بمرشح آخر، والا سيقول إنه يفرض على المسيحيين رئيساً. لذلك، فإن “حزب الله” يستعجل الحوار ويدرس متطلبات باسيل للرد عليه.

لكنّ “حزب الله” وحده لا يستطيع أن يُعطي باسيل اللامركزية الادارية والمالية الموسعة والصندوق الائتماني وبناء الدولة، وعليه، تقول مصادر سياسية بارزة لموقع “لبنان الكبير”: “إن حزب الله وإن أعطى موافقته المبدئية على مطالب باسيل مع وضع ملاحظاته وبعض التعديلات على مضامينها أو الاعتراض على بعض بنودها، الا أن على باسيل أن يتواصل مع باقي الأطراف السياسية والكتل النيابية لتمريرها في مجلس النواب في صيغة قوانين”.

هذه الآلية تتطلب وقتاً، وباسيل يعلم بذلك حتماً، لذلك تقول المصادر: “إن باسيل يُتاجر بهذه العناوين، ونزل فعلياً عن شجرة رفض فرنجية، وهو اليوم في مرحلة تقريش التنازل بأخذ حصة الأسد من بازار المحاصصة، فيُبقي على حلفه الرابح مع حزب الله ويضرب حصة القوات في الادارة. وفي هذه الاستراتيجية يساعده رئيس حزب القوات سمير جعجع من دون أن يعلم، برفضه منطق الحوار وعدم قبوله بالانخراط في أي حكومة في عهد رئيس ممانع”.

شارك المقال