تلويح باستخدام ” الأمن الذاتي” في منطقة طرابلسية

إسراء ديب
إسراء ديب

فقد الكثير من الطرابلسيين ثقتهم بالقوى الرسمية اللبنانية وبقدرتها على تأمين الأمن الاجتماعي بشكلٍ عام، ومع تعاظم آفة السرقات مؤخرًا في عدد من المناطق، لوّح بعض القاطنين في منطقة ضهر المغر الطرابلسية وهي منطقة شعبية تُعاني من الفقر المدقع والتهميش القاهر منذ أعوام، بضرورة استخدام ” الأمن الذاتي” لحماية مناطقهم وأحيائهم من السرقات.

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي خبرًا جاء فيه:” بعد كسر زجاج سيارة مرسيدس فضي وسرقة البطارية في منطقة ضهر المغر، من الضروري الانتباه على سياراتكم… سيقوم عدد من شباب ضهر المغر بحفظ أمني ذاتي وتركيب كاميرات مراقبة للحفاظ على سياراتهم…”.

تحذير من الفتنة

ولم يكن هذا الخبر الذي انتشر سريعًا لا سيما عبر تطبيق الواتساب، بمطمئن بين الأوساط الطرابلسية، وقد أبدى أحد هذه الأوساط تخوّفه من استغلال البعض للأزمات التي تُواجهها الدّولة للوصول إلى تسميات لطالما كانت تُحاربها المدينة وترفضها بعد انتشارها في مناطق أخرى أقامت حواجز بديلة عن الدّولة، وهي دعوة غير رسمية للفوضى والابتعاد عن منطق الدولة الذي نطالب بوجوده منذ سنوات، ويقول:” لا نريد أن ينجر أحد إلى مثل هذه الأقاويل التي تدفع إلى مضاعفة حال الفوضى الموجودة، وهي غالبًا ما تكون عبارة عن إشاعات، ولكنّها تبقى بمثابة إنذار ضروري وعاجل للمسؤولين بضرورة التحرّك للحدّ من استبدال الدولة بشخصيات أو جهات لا ندرك من يُموّلها أو من يقف وراءها…”.

وإذ يُشدّد على ارتفاع أصوات مناطق ومدن لبنانية عديدة لوّحت باللجوء إلى الأمن الذاتي حماية لمناطقها، يُؤكّد أنّ المناطق لا بدّ لها أن تبقى تحت رعاية وحفظ القوى الأمنية الرسمية مهما بلغت الصعوبات أو التقصير في بعض الأحيان، ويقول:” سنندم أشدّ الندم في حال خرجنا عن نطاق الدّولة ومهما أخطأت أو أصابت سيكون من أكبر الأخطاء التوجه إلى هذه المظاهر التي تجعلنا تحت رحمة مسلّحين”، لافتًا إلى ضرورة التحلّي بالصبر بدلًا من الانجرار إلى خطوات قد لا تُحمد عقباها”.

إقرأ أيضاً: طرابلس غاضبة وتعزف لحن آلامها

وفي جولة قام بها ” لبنان الكبير” في أحياء ضهر المغر، لا تبدو أيّ مظاهر تُشير إلى البدء بتنفيذ عملية الأمن الذاتي، فلا مظاهر مسلّحة منتشرة في الطرقات، ولا حواجز تُراقب أو ترصد الداخلين أو الخارجين من المنطقة وتتفحص هويّاتهم، وكانت حال المنطقة طبيعية للغاية…

إشاعات مغرضة

لم ينكر أحد العسكريين الذين يعيشون في هذه المنطقة وجود سرقات كثيرة تحصل في منطقة ضهر المغر، ويقول لـ “لبنان الكبير”:” السرقة باتت مزعجة في ضهر المغر، ولكن أيّ كلام يتحدّث عن أمن ذاتي أو رغبة في فرضه ليس إلّا إشاعات مغرضة تستهدف النيل من طرابلس وإظهارها بصورة سلبية ولإثبات أنّها خارجة عن القانون والدولة وهذا غير صحيح على الإطلاق، فصحيح أنّ المنطقة هنا فقيرة ولكن الطرابلسيين لا يرفضون منطق الدولة عمومًا، ولكن لن نصل إلى الأمن الذاتي بتاتًا فهذا ليس من اختصاصنا ولا من شيمنا”.

في الواقع، سألنا شخصيات عديدة في المنطقة عن حقيقة فرض الأمن الذاتي، فوجدنا أنّ هناك من استغرب السؤال غير مدركًا للخبر الذي انتشر سريعًا، وبين من أجاب نافيًا ما أسماه بالإشاعة. ويقول أحد المتابعين لشؤون هذه المنطقة:” لقد نشرنا هذا الخبر فعليًا للتأكيد على خطورة هذه السرقات التي تستهدف أرزاقنا، ولكن حين أطلقنا مصطلح أمن ذاتي، لم نكن نقصد على الإطلاق ما يُقصد في مناطق أخرى خارج مدينة طرابلس، وبالتالي إنّ حماية أرزاقنا واجب”، مشدّدًا على أنّ من يسرق السيارات وتجهيزاتها، هو من داخل المنطقة لا من خارجها حسب التوقعات، ” ولكنّنا سنتفق مع كلّ شبان المنطقة ليُراقبوا ليلًا مداخل ومخارج الشوارع والأحياء للحدّ من هذه الآفة التي أنهكتنا بالفعل”، وفق ما يقول لـ “لبنان الكبير”.

شارك المقال