ديموقراطية “التيار” الكاذبة: الأمر لجبران!

آية المصري
آية المصري

مسرحية جديدة من تقديم وإخراج رئيس “التيار الوطني الحرّ” جبران باسيل، سيعرضها مع رفاق دربه والمحازبين في التيار في 10 أيلول المقبل، عنوانها الأساس “ديموقراطية التيار” وضمنياً هي “الديموقراطية الكاذبة” للتيار، فبعد توليه الرئاسة مرتين بالتزكية وبقرار من عمه الرئيس السابق ميشال عون، لم يعد هناك من يعارض باسيل وإن وجد بعض النواب المعترضين فعون قادر على رصّهم مجدداً وابقائهم داخل التيار مثلما فعل عندما قام بتأديبهم منذ أشهر.

فباسيل من دون عمه، وحليفه “حزب الله” وقانون تياره الرئاسي المركب والمعدّل على “قياسه”، يخسر شعبيته ولن يكون في موقع الرئاسة، خصوصاً وأن كلمة الفصل الدائمة له، ومع أنه يستمع الى مختلف وجهات النظر إن وجدت لكنه يقوم بما يريد وبما يخدم مصالحه الشخصية، ويُملي القرار النهائي على الجميع من دون أن يعترض عليه أحد ليُطبق عبارة “الأمر لجبران”.

اذاً، النتيجة في 10 أيلول معروفة سلفاً، فجبران رئيس بالتزكية حتى لو نافسته لائحة أخرى بحسب المعلومات المتداولة، وهذه اللائحة لن تكون سوى إستكمال لمسرحية الديموقراطية، لا سيما وأن التصويت سيكون من القاعدة الشعبية مباشرةً وباسيل نفسه قام بتطيير من يخالفه الرأي، اما في ما يتعلق بحملة البطاقات ومسؤولي الأقاليم فهو من قام بتعيينهم أيضاً، لذا، من منهم سيعلو صوته ويعترض على الصهر المدلل؟ وبالتالي، ليست هناك أي فرص للديموقراطية.

واذا عدنا سنوات الى الوراء، فنتذكر وجود خلاف كبير على نظام التيار، وبعدما كان يشبه النظام البرلماني الديموقراطي اتفق باسيل وعمه عون على تحويله الى نظام رئاسي، ولهذه الأسباب خرج عدد كبير من “المحازبين” واعترضوا على هذا النظام، ليعود باسيل ويتسلم الرئاسة وقام بالكثير من التعديلات التي تجعله متمسكاً أكثر بموقع القرار وبهيمنته على كامل الحرية في التصرف، كما ألف مجالس تحكيمية شكلية لا تقدم ولا تؤخر شيئاً في المعادلة.

وبهذا النظام الرئاسي تكون القاعدة هي من تنتخب رئيسها مباشرةً أي كل محازب هو ناخب على أساس أن الرئيس عون مالك هذه الشعبية وهو من قدم صك الشعبية لباسيل، وبالاضافة الى كل هذا لم يحدد القانون أي مدة زمنية لتولي رئاسة الحزب، وبقيت مفتوحة بحيث يحق للمرشح أن يترشح مرة واثنتين وعشر مرات وبذلك بإستطاعة باسيل أن يكون رئيساً للتيار مدى الحياة، طالما أن السلطة بيده، وليس هناك من يملك شعبية أكثر منه داخل التيار، فكلمة الفصل له الى جانب العنصر الشبابي الذي أدخله وسلمه مواقع (من منسق، الى رئيس ونائب رئيس، وأمين عام وأمين صندوق وغيرها من المواقع…)، وكلها تجعل هؤلاء يرددون “بالروح بالدم نفديك يا جبران”، ما يؤكد أن نسبة الربح عند باسيل مماثلة لنسبة الربح لدى الرئيس السوري بشار الأسد ولن تكون أقل من 99.99%.

ودعا باسيل أثناء اعلان ترشحه لرئاسة التيار، أي منتسب تتوافر فيه الشروط القانونية ويتمتع بالأهلية وغير راضٍ عن قيادته للتيار السياسية أو الادارية، ويملك مشروعاً أفضل للمنافسة الديموقراطية، الى الترشح، محاولاً أن يظهر للرأي العام أنه يتقبل أي نتيجة تصدر، ويوهم الجميع بأنه لم يؤمن الرئاسة في جيبته الصغيرة، معتبراً أن التزكية السابقة أتت بديموقراطية وبنتيجة حاسمة لصالحه هو المرشح الوحيد الذي لم ينافسه أحد.

كما وجه باسيل مجموعة تساؤلات الى رفاقه في التيار: أنتم القضية أو الأنانية؟ مع القوة أو الضعف؟ مع المودع أو المصرف؟ مع المواجهة أو المنظومة؟ مع اللامركزية أو اللاانماء؟”، وبهذا حاول شد عصب جمهوره من خلال تأكيده على القوة التي عاد ليتحلى بها، خصوصاً بعد عودة قنوات التواصل مع “حزب الله”، وفي الوقت عينه أشار الى أنه لا يعد نفسه من المنظومة فهو من يحارب الفساد وسيواجه المصرف، ويريد اللامركزية وبهذا يكون عاد ليشدد على مطالبة وشروطه الأخيرة.

وحيال الاستعدادات الأولية واللوجيستية، المرحلة الأولى تقنية بإمتياز تقوم بها اللجنة المركزية للانتخابات بحيث فتح باب الترشيح في 10 آب ويستمر لغاية 25 الجاري، وكل من يريد الترشح يترشح بلائحة مقفلة رئيس ونائبا رئيس، واحد للشؤون السياسية وآخر للشؤون الادارية، واذا أرادت أي لائحة أن تنسحب فلديها مهلة من 25 الى 30 آب، ومن ثم المباشرة بعملية التحضير للانتخابات وتبدأ بالمناطق والأقضية، وكل المحازبين حملة البطاقات يحق لهم الانتخاب.

وفي هذا السياق، أوضح عضو تكتل “لبنان القوي” النائب جورج عطا الله في حديث عبر “لبنان الكبير” أن “لدينا تباينات في ملفات معينة واختلافات في وجهات النظر، وليس كما يحكى خلافات، ونحن نتحدث خلال الاجتماعات والجلسات ونعبّر عن مواقفنا وآرائنا، وفي النهاية هناك آلية لاتخاذ القرار، ويؤخذ بالأكثرية والجميع يلتزم به، وهذا نظامنا والقانون والتزامنا المبدئي والشخصي بالتيار”.

وأشار الى أن “وجود لائحة منافسة أو أكثر، أمر يشجع البعض على ممارسة العمل الديموقراطي الصحيح بتقديم ترشيحه والقيام بحملته الانتخابية خلال هذا الشهر، ويحتكم الى أصوات المحازبين التي تقرر اما إعادة تبني سياسة الرئيس الحالي أو الانتقال الى سياسة جديدة يطرحها مرشحون جدد”، معتبراً أن “هذا طبيعي ونقول ان شاء الله يكون لدينا أكثر من لائحتين لأن هذا مصدر غنى وتنافس ايجابي في التيار”.

شارك المقال