لجنة نيابية مصغرة “بلا شعار”… استمرار التواصل لكسر الجمود

آية المصري
آية المصري

في خضم الحراك الديبلوماسي الناشط تجاه لبنان حالياً، عقد اجتماع نيابي أول من أمس ضم وفداً من نواب المعارضة، وآخر من نواب تكتل “اللقاء النيابي المستقل”، وجرى النقاش في الاستحقاق الرئاسي، والحوار الفرنسي وتشريع الضرورة الى جانب معرفة كيفية إدارة الأزمة الداخلية.

وقرر الحاضرون إبقاء لقاءاتهم مفتوحة عبر لجنة جديدة تبصر النور قريباً لمتابعة القضايا المهمة. ومن هنا برزت الحاجة الى معرفة سبب عقد الاجتماع في هذا التوقيت تحديداً مع كثرة الحركة الديبلوماسية تجاه لبنان، وهل سينتج عنه توافق رئاسي خصوصاً وأن هناك مجموعة من الحاضرين تصطف في الوسط وأخرى ترفض كل أنواع الحوار ووقعت بياناً من 31 نائباً أكدوا رفضهم لكل أشكال الحوار مع “حزب الله”؟ وما هي تفاصيل هذه اللجنة الجديدة وهل ستحمل عنواناً أو شعاراً معيناً؟

أشارت أوساط متابعة لهذا اللقاء عبر “لبنان الكبير” الى أن “نواب المعارضة هم من طلبوا هذا اللقاء ليعبّر كل طرف عن وجهة نظره، والموقف الأساس أن هذه المجموعة غير مقتنعة بجدوى أي حوار وبالتالي لا تزال على موقفها بعدم الذهاب الى حوار جماعي في الشق الرئاسي”، موضحة أن “هذه اللجنة لن تحمل أي اسم أو شعار أو لون محدد”.

وأكدت أن “الوزير السابق جهاد أزعور لا يزال خيارهم، لكن في حال وصلنا الى اتفاق على إسم ثالث فهذا ليس بعيداً عن تفكيرهم لا بل نقطة جوهرية لديهم”.

ولفت عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب غسان حاصباني الى أن “هذا اللقاء لم تكن له أي علاقة بالحركة الاقليمية والدولية التي نشهدها، وهناك تواصل مستمر بين الفرقاء السياسيين المختلفين في المجموعتين، لكن اليوم كانت المرة الأولى التي نلتقي كممثلين عن قوى المعارضة المشتركة الذين وقعوا بياناً في المرة الأخيرة مؤلفاً من 31 نائباً، وهم مجموعة نواب كانوا من المستقلين والوسطيين، اجتمعنا مع بعضنا البعض لنتبادل الأفكار وللتنسيق في النقاشات التي تحدث، وهي ليست محصورة بالاستحقاق الرئاسي بل هناك عدّة أمور تندرج ضمن أولويات البلد وكخريطة طريق في المرحلة المقبلة ولكسر الجمود وتحريك مواضيعنا لبنانياً وداخلياً”.

ورأى حاصباني “أننا نحتاج الى التواصل والتشاور مع بعضنا البعض، وهناك الكثير من النقاط التي تحتاج الى تفاهم، وهذه اللقاءات والنقاشات مفيدة لتقريب وجهات النظر في الكثير من الأمور التي قد يكون عليها تلاقٍ”، معتبراً أن “كل هذه الخطوات مهمة جداً في هذه المرحلة لتسهيل أمور عديدة بحاجة اليها البلد”.

وأشار الى أن “هذه اللجنة لن تكون تحت أي شعار أو اسم معين، والهدف منها متابعة النقاشات وتحديد الأفكار لحصرها بعدة أشخاص لمتابعة المواضيع”.

وحول إمكان تبدّل آراء الوسطيين تجاه المرشح الرئاسي، قال حاصباني: “من المبكر معرفة ماذا سيحدث في المرحلة المقبلة، ولكن في الكثير من المواقف كنا في الوسط ولم نكن متطرفين وأولها موافقتنا على التقاطع على مرشح غير مرشحنا الأساس، وهناك الكثير من الملفات التي من الممكن أن تكون وجهات نظرهم تتقارب مع وجهة نظرنا، ومن الجهتين قد يكون هناك تلاقٍ في الكثير من المواضيع فلا شيئ مستحيل ضمن الثوابت الوطنية”.

وأيّد عضو “اللقاء النيابي المستقل” النائب عماد الحوت الكلام عن أن هذا الاجتماع غير مرتبط بكل الزيارات التي شهدها لبنان في اليومين الماضيين، قائلاً: “المعروف كلقاء نيابي مستقل نحن أقرب الى أن نكون في الوسط بعيداً عن الاصطفافات، فنحن لسنا في أقصى اليمين ولا في أقصى اليسار”.

وأوضح أن “نواب المعارضة رغبوا في أن تكون هناك جلسة تحاور وتشاور على مختلف الملفات سواء الملف الرئاسي أو الاقتصادي أو في تحلل مؤسسات الدولة، ومن الطبيعي جداً أن نلتقي لأن اللقاء والحوار مع القوى المختلفة أساس فكرتنا، وتبادلنا وجهات النظر ووصلنا الى قناعة بأن هذا الحوار ينبغي أن يستمر فقمنا بتشكيل هذه اللجنة المصغرة لكنه ليس مرتبطاً بالزيارات المتوقعة أو المرتقبة”.

وشدد الحوت على أن “لا شعار معيناً لهذه اللجنة، والهدف منها إستمرار التواصل بين المجموعتين، ومثلما حدث لقاء مع مجموعة المعارضة ممكن أن يحدث لقاء مع جهة أخرى، وأي جهة لديها الرغبة في أن تلتقي بنا وأن تتحاور معنا بصورة منفتحة نحن جاهزون، فهناك أزمة رئاسة تحتاج الى ديناميكية لايجاد حل لها، والتعويل على الخارج لا يفيد، فنحن من دُعاة التواصل”.

أضاف الحوت: “حتى لو توافقنا على الرئيس المقبل بيننا، لن نستطيع أن نؤمن نصاب الجلسة لانتخابه، وبالتالي لا نزال في المأزق عينه، وكلقاء مستقل نرفض إقفال الابواب على التواصل في ما بيننا والتحاور للوصول الى رئيس ونملك رؤيتنا للرئيس ومصرون عليها، ولن نتحاور للتنازل لطرف آخر في هذا الملف أو غيره”. ولفت الى أن “هناك محاولة للوصول الى نقطة التقاء تؤمن 85 نائباً يؤمنون النصاب لجلسة انتخاب الرئيس”.

أما النائب جميل عبود فاكتفى بالقول: “صدرت بيانات حول اللقاء الأخير، وكل إجتماع سيعقد سيصدر عنه بيان واضح، وكل موضوع في وقته يطرح”.

شارك المقال