عين الحلوة اشتعل… والهدف جلب القتلة

حسين زياد منصور

عادت الاشتباكات التي اندلعت مساء الخميس، لتسيطر على مخيم عين الحلوة أمس، بعد أسابيع من هدنة تم التوصل اليها لقاء تسليم من اشتركوا في عملية اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا أبو أشرف العرموشي ورفاقه أواخر شهر تموز الماضي، لكن التسليم لم يحصل بعد حتى هذه اللحظة. هذه الاشتباكات كانت عنيفة، واستخدم فيها الأسلحة الرشاشة والصاروخية، وكان سبقها انفجار قنبلتين يدويتين بين منطقتي الطوارئ والبركسات، وسمعت أصوات الاشتباكات في صيدا وجوارها، حتى إقليم الخروب ليلاً.

الاشتباكات وبحسب مصادر فلسطينية، بين عناصر من حركة “فتح” وآخرين من المجموعات الاسلامية الموجودة في المخيم، والتي تتحصن في منطقتي الطوارئ والبركسات. وكان هيثم الشعبي متزعماً مجموعة “جند الشام” قد أعلن ليلاً عن انطلاق معركة تطهير المخيم من المرتدين.

في المقابل، تؤكد مصادر فتحاوية لـ “لبنان الكبير” أنها لم تبدأ بإطلاق النار أو الرصاص، بل دافعت عن نفسها، وأن “فتح” ملتزمة بما تقرره القيادة السياسية، ولا نية لها بشن هجوم على مكان وجود الارهابيين في الطوارئ.

وتشير المصادر الى أن الارهابيين هم من افتعلوا المعركة وذلك بعد الاجتماع الذي حصل وشدد على ضرورة تسليم القتلة إلى الدولة اللبنانية، وإخراج المسلحين من المدارس كي لا يضيع العام الدراسي على التلاميذ والحفاظ على أمن المخيم واستقراره، وهذا ما لم يعجبهم، لأن مختلف الفصائل حضرت الاجتماع ووافقت عليه.

وتشدد المصادر على أن الحركة مع الاجماع الفلسطيني، ولن تتنازل عن حقها في جلب القتلة.

وتعزو مصادر فلسطينية أخرى متابعة لما يحصل في المخيم سبب الاشتباكات الآن الى عدة أسباب أبرزها الاجتماع الذي عقد بين مختلف الفصائل الفلسطينية قبل ساعات من الاشتباكات، وتضييق الخناق على المتورطين في جريمة الاغتيال خلال الأسابيع الماضية، ومن ثم تكليف قوة أمنية فلسطينية مشتركة وطنية وإسلامية جلب المتهمين باغتيال العرموشي ورفاقه بالقوة.

وتوضح هذه المصادر أن الإرهابيين كانوا يتحصنون في المناطق المحيطة بمدارس “الأونروا” والمدارس نفسها، وتم تحديد مهلة للانسحاب منها.

وأشارت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان في بيان الى ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار فوراً وإفساح المجال أمام هيئة العمل الفلسطيني المشترك في منطقة صيدا، لأخذ دورها في تثبيت الأمن والاستقرار وتعزيزه في معالجة الأحداث الأخيرة في المخيم.

وكانت الهيئة قد اتخذت قراراً بجلب المشتركين في عملية اغتيال العرموشي بالقوة، بعد استنفاذ كل السبل والطرق السلمية، والقتلة معروفون بالأسماء، وكلفت القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في عين الحلوة والى جانبها عناصر من الفصائل الاسلامية والوطنية القيام بهذه المهمة.

تجدر الاشارة الى أن العديد من الأطراف اللبنانية والفلسطينية دخلت خلال ساعات النهار على خط التهدئة وأبرزها رئيس مجلس النّواب نبيه بري الذي أجرى عدداً من الاتصالات بالقيادات السّياسيّة الفلسطينيّة واللّبنانيّة لتهدئة الوضع في المخيم.

وكانت الاشتباكات قد اندلعت بين عناصر حركة “فتح” التي أشارت الى أنها تدافع عن نفسها، وبين تجمع “الشباب المسلم” و”جند الشام”، وأدت الى سقوط عشرات الجرحى.

شارك المقال