اشتباكات عين الحلوة… تداعيات خطيرة على المخيم ومحيطه

حسين زياد منصور

بعد توقف الاشتباكات في مخيم عين الحلوة ليل الجمعة، عقب الاتفاق على وقف إطلاق النار، عادت لتتجدد بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، بين حركة “فتح” وعناصر من “الشباب المسلم” و”جند الشام”، وأدت بحسب المعلومات الى مقتل عدد من المسلحين من الطرفين، وسقوط عدد من الجرحى تجاوز الـ 30 شخصاً، كما تسببت بأضرار كبيرة في المنطقة. وشهد المخيم والمناطق المجاورة له سقوط العديد من القذائف، وأصيب عدد من المواطنين بالشظايا والرصاص الطائش في صيدا.

وبحسب مصادر فلسطينية فإن الاشتباكات تتمحور في البركسات والطوارئ وكذلك في جبل الحليب وحي حطين حيث كانت النقطة الأساس لاندلاعها من جديد امس السبت.

ووصفت المصادر الاشتباكات بالعنيفة، نظراً الى العدد الكبير للجرحى الذي سقط خلال يومين الى جانب الأضرار الكبيرة واحتراق عدد كبير من المنازل، وسقوط القذائف خارج المخيم ووقوع جرحى في صيدا والغازية.

وتحدثت مصادر متابعة لأحداث عين الحلوة منذ بدايتها في تموز الماضي عن قرار لبناني بضرورة انهاء هذه المعارك والاشتباكات، والدليل الاتصالات التي كانت تحصل منذ يومين لوقف القتال، من رجال السياسة اللبنانية وفعاليات صيدا والمفتي كذلك.

وأوضحت هذه المصادر أن وقف إطلاق النار الذي حصل كان بهمة الجيش اللبناني خصوصاً الجهود التي يبذلها مدير مخابرات الجيش في الجنوب العميد سهيل حرب، من خلال عدة اجتماعات يعقدها مع ممثلين عن الفصائل الفلسطينية أبرزها “فتح” و”حماس”، مشيرة الى ضغوط حصلت على أطراف الاشتباك بضرورة وقف إطلاق النار.

وأسفت المصادر لما نتج عن اشتداد المعارك من دمار وسقوط قتلى وجرحى، الى جانب حركة النزوح الكثيفة الى خارج المخيم، خصوصاً أن الناس لم تجد من يقف الى جانبها، محذرة من تداعيات الاشتباكات على المخيم والمناطق المحيطة به في حال استمرار المعارك بشراستها هذه.

في المقابل، أكدت مصادر فتحاوية أنهم يلتزمون بالإجماع الفلسطيني، وأن المجموعات الارهابية هي من بدأت المعركة، حتى بعد وقف إطلاق النار، وهي من نصبت الكمائن لإشعال المخيم، وتسعى الى إشعال الفتنة بين أبنائه، خصوصاً أن القوى الوطنية والاسلامية أجمعت على استئصال ظاهرة الارهاب هذه لضبط المخيم.

ولفتت المصادر الى أن المسلحين الارهابيين من جنسيات مختلفة، مشددة على أن لا تنازل عن حقهم في الاقتصاص من قتلة أبو أشرف العرموشي ورفاقه مهما حصل.

ونفت مصادر أمنية نفياً قاطعاً التقارير التي تحدثت عن تدخل الجيش اللبناني مباشرة في المعارك.

وطالبت فعاليات صيداوية بضرورة وقف الاقتتال، وتثبيت وقف إطلاق النار، خصوصاً بعد أن طاول القصف أجزاء من المدينة.

وكانت الاشتباكات اندلعت مساء الخميس الماضي بين حركة “فتح” التي اعتبرت نفسها في موقع الدفاع عن النفس، وبين المجموعات الاسلامية بعد أسابيع من هدنة “مهزوزة” إثر اشتباكات دامية شهدها المخيم بعد مقتل اللواء العرموشي ورفاقه.

شارك المقال