جرائم فظيعة في تاريخ لبنان… وما اقترفه السياسيون أسوأ

محمد شمس الدين

هزت ملابسات جريمة قتل المواطن فادي العالية منذ يومين الرأي العام اللبناني، بعدما تبين أن زوجته استدرجته ووضعت السم في أكلته المفضلة، ثم رمت جثته في منطقة عالية بالتعاون مع شخصين من التابعية السورية، وحاولت تذويبها بالأسيد لاخفاء معالم الجريمة.

وذكّرت هذه الجريمة اللبنانيين بجريمة بلدة انصار منذ أكثر من سنة، التي راحت ضحيتها 3 فتيات ووالدتهن، وقام بارتكابها لبناني مع صديقه من الجنسية السورية.

وفيما يعلم اللبنانيون فظائع الحرب الأهلية والجرائم التي ارتكبت فيها، قد لا يكون معلوماً أن هناك العديد من الجرائم التي ارتكبت لدوافع شخصية، في التاريخ اللبناني، وهي لا تقل عن هاتين الجريمتين فظاعة، وربما أكثر، بل حتى أن لدى لبنان قتلة متسلسلين.

أول قاتل متسلسل في تاريخ لبنان هو فيكتور عواد، الذي ارتكب 7 جرائم قتل، 6 نساء قتلهن وقطع أجسادهن، وابن عمه جوزيف الذي قتله بسبب خلاف مالي، ولكنه لم يشوه جثته كما فعل بالفتيات، بل دفنه قرب الشاطئ، ما أدى في نهاية المطاف إلى اكتشاف أمره، وتمت محاكمته وإعدامه عام 1949.

الأخوان جورج وميشال تناليان، اللذان قاما بسلسلة جرائم قتل بهدف السرقة، بحيث كانا يستهدفان سائقي التاكسي ويسرقانهم، وأحياناً يأخذان سيارة الضحية ويستدرجان ضحية أخرى، كراكب مثلاً، ويقتلانه ويسرقانه، ويتركان بعض الأموال في جيب الضحايا ليوحيا بأن دوافع الجريمة ليست السرقة. وقد أثارا الهلع لبعض الوقت في منطقة المتن، قبل أن يقبض عليهما عام 2013، بعد قيامهما بقتل 11 شخصاً.

عام 2013 عثر في منطقة الشويفات على أشلاء رجل موزعة في أنحاء بلدة كفرشيما ونهرها، وبعد التحقيقات اتضح أنها للمواطن حسين فاضل الذي فقد قبلها بأسبوعين، وصُدمت القوى الأمنية بعد أن أوصلت التحقيقات إلى أن الزوجة هي القاتلة بالتعاون مع ابنيها، وأحد أصدقائهما، الذي تبين لاحقاً أنه على علاقة بها، وقد دست المنوم لزوجها في النيسكافيه، وأقدم ولداها وعشيقها على طعنه بالسكاكين، فيما وضعت هي وسادة على فمه وجلست عليها لمنعه من الصراخ، ثم سحبوا جثته إلى الحمام وقطعوها، ووزعوا الأشلاء في أماكن مختلفة، وقد عثر على بعضها فيما لم يعثر على البعض الآخر. وقبل اكتشاف أمرها ظهرت الزوجة على وسائل الاعلام وهي منهارة وتبكي، مناشدة الدولة كشف ملابسات اختفاء زوجها.

ومن ينسى جريمة كترمايا الشهيرة عام 2015 التي قتل فيها رجل وزوجته وحفيدتاهما؟ اذ قام محمد مسلم من التابعية المصرية بقتل يوسف أبو مرعي وزوجته كوثر وحفيدتيهما الطفلتين أمينة وزينة، بطعنهم مراراً وتكراراً بالسكين، حتى لم يبقَ بالكاد جزء من أجسامهم لم يطعن. وأثارت الجريمة البلبلة لاحقاً بعد أن انتزع أهالي كترمايا القاتل بالقوة من يد القوى الأمنية وقتلوه في منتصف البلدة ونكلوا بجثته، ما صعّب على هذه القوى معرفة دوافع الجريمة ليتبين لاحقاً أن ابنة شقيق الجد، هي التي حرّضت مسلم على قتل عمها، اثر خلافات بينهما، لأنه كان يضغط عليها للتوقف عن سلوكياتها المشينة وإلا سيخبر زوجها المسجون في روميه في جريمة أخرى، فخافت من زوجها الشرس وحرّضت مسلم على قتل عمها، لينتهي الأمر بمقتل 3 آخرين معه.

اذا بحثنا في التاريخ اللبناني فقد نجد جرائم فظيعة، ارتكبت لدوافع شخصية ومالية، ولكن لو جمعت كلها، لا توازي جرائم الكبار في البلد، الذين أزهقوا حياة الآلاف ولم يقبض على أي منهم حتى اليوم… إنهم السياسيون الذين دمروا البلد، ونهبوا ثرواته، وأساؤوا إدارته. ولو أردنا القيام بدراسة عن عدد الضحايا الذين ماتوا بسبب عدم قدرتهم على الاستشفاء وشراء الدواء، أو عدد المصابين بأمراض مستعصية كالسرطان، بسبب التلوث الذي يسمح به الفاسدون، لوجدنا أن الأعداد أكبر بكثير من ضحايا القتل لدوافع شخصية، بل ان معظم من يقومون بعمليات القتل هذه عندما يكتشف أمرهم يقبض عليه ويسجن، أما السياسيون فلا يزالون أحراراً في تدمير البلد وقتل أبنائه من دون رحمة.

شارك المقال